سوق السيارات… تخفيضات لمواجهة الركود

يعاني سوق السيارات ركودا في المبيعات، إذ تشير إحصائيات جمعية مستوردي السيارات إلى أن مبيعات القطاع ناهزت، خلال عشرة أشهر الأولى من السنة الجارية، 100 ألف و 128 سيارة جديدة، ما يمثل تراجعا طفيفا بناقص 0.45 في المائة، بالمقارنة مع الفترة ذاتها من السنة الماضية، في حين كان المهنيون يراهنون على أن ترتفع المبيعات بنسب تتراوح بين 4 و 5 في المائة. وتمثل السيارة الشخصية الحصة الكبرى من المبيعات، إذ تمكنت شركات تسويق السيارات من تسويق 90 ألف وحدة من هذا الصنف، ما يمثل شبه ركود بالمقارنة مع السنة الماضية، إذ سجلت تراجعا طفيفا بناقص 0.06 في المائة.ولم يطرأ أي تغيير على الترتيب العام للعلامة التجارية حسب حجم المبيعات، إذ ما تزال "داسيا" و"رونو" تحتلان قائمة اللائحة بمبيعات تصل إلى 37 ألفا و 200 وحدة، ما يمثل 37.2 في المائة من حصة السوق. وتأتي علامة "فورد" في الرتبة الثالثة بمبيعات وصلت إلى 3700 وحدة، ثم "هيونداي" و"فورد" على التوالي في الرتبة الرابعة بمبيعات في حدود 6828 وحدة والرتبة الخامسة بمبيعات تصل إلى 6821. ومن أجل مواجهة الركود الذي يعرفه السوق عمدت جل شركات السيارات إلى تقديم تحفيزات من أجل تحسين مبيعاتها، وذلك من خلال تخفيضات في الأسعار، وتقديم عروض شاملة تتضمن التمويل والتأمين.عبد الواحد كنفاوي المغرب "إلدورادو" العلامات الراقية ما زالت العلامات الفاخرة في مجال صناعة السيارات تتوافد تباعا على المغرب، فبعد "بورش" و"فيراري" و"مازيراتي"، جاء دور العلامة البريطانية الراقية "أستون مارتن"، لتدخل سوق السيارات المغربية من أوسع أبوابها، عبر صفقة مع موزع حصري "أ موتورز"، الذي سيعمد إلى افتتاح صالة عرض خاصة بالشركة في الدار البيضاء بنهاية يونيو من السنة المقبلة، بغلاف استثماري قيمته 250 مليون درهم، إذ تراهن العلامة الراقية على بيع بين 10 و15 سيارة سنويا في المملكة. وعرفت الفترة الماضية توافد مجموعة من العلامات التجارية العالمية، الفاعلة في سوق السيارات من الفئة الراقية، يتعلق الأمر بعلامتي "فيراري" و"مازيراتي" على وجه الخصوص، اللتين دخلتا إلى السوق، على التوالي، عبر مجموعتي "إنيفير موتور" و"صوميد"، من خلال فرعها شركة تطوير السيارات.وسجلت العلامتان دخولهما إلى السوق بطموحات كبيرة، سرعان ما اصطدمت بواقع، أجبرهما على إعادة النظر في إستراتيجيتهما التجارية، فالمبيعات المتوقعة لم تتحقق بعد مرور حوالي خمسة أشهر على استقرارهما بالمغرب. وفي هذا الشأن عاينت "الصباح"في جولة استطلاعية لمراكز بيع أبرز العلامات الراقية في الدار البيضاء، بطء العملية التسويقية لفئة تمثل 8 % من إجمالي مبيعات سوق السيارات السنوية.وتبدأ أسعار بيع سيارات "مازيراتي"من 800 ألف درهم، حسب مسؤول بالشركة المسوقة، إلا أن مخطط الشركة التجاري المرتكز على بيع 100 وحدة سنويا ومضاعفة هذا العدد ثلاث مرات في أفق 2015، بات مهددا بالفشل، إذ لن تتمكن الشركة المسوقة "صوميد"، من تحقيق رقم معاملاتها المتوقع هذه السنة (120 مليون درهم) في أحسن الأحوال.ومن جهتها، واجهت علامة "فيراري"المستقدمة في ثالث استثماراتها الإفريقية من قبل مجموعة "إينيفير موتورز"، مناخا تجاريا صعبا لم يكن يتوقعه "إنريكو كالييرا"، مدير التسويق في الشركة المصنعة، الذي أكد أهمية الاقتصاد المغربي وقدراته الواعدة في المجال السياحي، على تشجيع الإقبال على هذه الفئة من السيارات، خصوصا من قبل المتقاعدين الأجانب المقيمين في المملكة.وأظهرت إحصائيات العلامة الألمانية "بورش" ارتفاعا في وتيرة تسليمها للسيارات بزائد 18 % خلال النصف الأول من السنة الماضية، أي ما يعادل 81 ألفا و500 وحدة جديدة، إلا أن هذه الوتيرة سرعان ما تباطأت بعد دخول الضريبة الجديدة على السيارات الفارهة حيز التنفيذ، يؤكد مصدر مسؤول في القسم التجاري بالشركة المسوقة للعلامة، الذي يشدد على ركود المبيعات خلال غشت وشتنبر الماضيين بسبب العطل، ولم تتمكن الشركة من تسويق أزيد من 150 سيارة في مختلف أنحاء المغرب، خلال السنة الماضية.إلى ذلك، سجلت مبيعات علامة "جاغوار"، التي تمتلك رصيدا تاريخيا في المغرب، ارتفاعا بزائد 14 % في مبيعاتها العالمية، بما فيها السوق الوطنية، قبل أن تتراجع المبيعات نسبيا بنهاية السنة، والأمر نفسه بالنسبة إلى علامة "جيب" الأمريكية، التي لجأت إلى تكثيف استثماراتها عبر افتتاح نقطة بيع جديدة في الدار البيضاء شهر شتنبر الماضي، من أجل مواجهة ركود المبيعات، إذ أعادت النظر في إستراتيجيتها التجارية عبر طرح إصدارات بأسعار مناسبة. يتعلق الأمر بالفئات الثلاث التالية: (كومباس، ورانغلر، ورانغلر إنليميتيد)، وكذا النسخة الجديدة من طراز "شيروكي" بسعر يتراوح بين 478 و678 ألف درهم. وفي السياق ذاته، يرتقب أن تلاحق العلامات المتخصصة في السيارات الراقية، توجه "جيب"في ملاءمة عرضها لمتغيرات السوق، الذي يعاني إكراها ضريبيا، وقدرة شرائية قوية مركزة في قاعدة صغيرة من الزبناء، ناهيك عن المنافسة التي تفرضها الإصدارات من الفئة المتوسطة، التي باتت تتضمن أرقى شروط الرفاه والأمان في السيارة.بدر الدين عتيقي

سوق السيارات… تخفيضات لمواجهة الركود

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"صوماكا" اللبنة الأولى لصناعات السيارات بالمغرب

تموين السفن... مهنة تصارع الموت

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات