“روليت”… اللعب على طريق الموت

خلفيات السيارات والشاحنات وسيلة لتنقل المراهقين بين الشوارع والمدنأصبحت أغلب شوارع الرباط تعرف انتشار ظاهرة مثيرة للاستياء وتذمر السائقين والمارة على حد سواء، مادامت الطريق باتت مسرحا للعب والترفيه وقضاء أوقات ممتعة لمراهقين رفقة أصدقائهم من أجل ممارسة هوايتهم المفضلة من خلال ارتداء حذاء التزلج أو الحذاء ذي العجلات، الذي يعرف كذلك بالفرنسية ب"لـ «باتان» أو «روليت»، والإمساك بخلفيات السيارات والشاحنات ومختلف وسائل النقل للوصول إلى وجهتهم. إنها لعبة بطعم المخاطر، بل على طريق الموت مادام هؤلاء المراهقون لا يدركون الخطر المحدق بهم نتيجة تهورهم وسط العديد من الشوارع، ما بات يدق ناقوس الخطر لوضع حد لها. ويعتبر شارع النصر من بين الشوارع الرئيسية في الرباط، التي يختارها العديد من المراهقين لممارسة "لعبة الموت"، حيث يقفون على شكل مجموعات مكونة من أربعة أو ستة أفراد قرب إشارات المرور ليختار كل منهم وسيلة نقل للإمساك بالواجهة الخلفية لها، ما يثير غضب وانفعال السائقين الذين يجدون أنفسهم في حيرة من أمرهم وبين اختيارين كلاهما مر، إذ يخشون السياقة بمراهقين في وضعية خطر، أو التوقف المفاجئ وسط الازدحام الشديد ما قد يعرضهم إلى حادثة سير. «في الوقت الذي يتعين علي فيه احترام قوانين السير والانتباه إلى السيارات التي تسير بالقرب مني، أصبح علي أيضا أخذ الاحتياطات اللازمة والحذر الشديد بسبب مراهقين متهورين اتخذوا من الشارع فضاء للهو والضحك"، يقول بدر، الذي عبر عن أسفه الشديد لما يقوم به كثير من المراهقين أصحاب أحذية التزلج وسط الشوارع. «إنها ببساطة دليل على تدني المستوى التربوي والأخلاقي، فهؤلاء المراهقون لم يتلقوا التربية السليمة حتى يعرفوا معنى الاحترام، وأن الطريق ليست فضاء للعب والتسلية، فهم يعرضون أنفسهم إلى خطر الموت في كل لحظة"، يقول بدر، مضيفا "هذا يقتضي تدخل الجهات المسؤولة لوضع حد للتهور الذي أصبح لا يطاق، كما قد يجعل السائقين يواجهون مشاكل قانونية هم في غنى عنها في ظل تعرض أحد المراهقين إلى حوادث». من جانبه، وافق عبد الباسط بدر الرأي بشأن غياب مراقبة الآباء لأبنائهم، كما حملهم مسؤولية اقتناء أحذية بعجلات إليهم دون تحذيرهم من عدم استعمالها وسط الطريق، وإنما في حدائق أو أماكن مخصصة لها. وأكد عبد السلام، سائق سيارة أجرة صغيرة أن مشهد المراهقين الذين يشكلون مصدر إزعاج كبير وسط الطريق بات شبه يومي، ما يستدعي تدخل الجهات المختصة. «لابد من منع هؤلاء المراهقين من هذا العبث فالظاهرة تزداد انتشارا في صفوفهم"، يقول عبد السلام، الذي أكد أن الأمر لا يقتصر فقط على التنقل بين مختلف شوارع الرباط، وإنما وسيلة للتنقل بين المدن، خاصة الرباط وسلا. وإلى جانب شارع النصر بالرباط فإن الطريق المؤدية إلى الطريق السيار انطلاقا من شارع الحسن الثاني تعرف ممارسة عدد من المراهقين "لعبة الموت"، التي تشكل مصدر إزعاج كبير ليس لصاحب السيارة أو الشاحنة، الذي يقع عليه الاختيار، ولكن حتى السائقين خلفه الذين يخشون سقوط أحد المراهقين أثناء استعمال الأحذية ذات العجلات ودهسه من قبلهم ما يكون وراء تخفيضهم السرعة وعرقلة السير. وعلى مدار اليوم يمارس أغلب المراهقين لعبة التزلج بواسطة حذاء العجلات، سيما أن كثيرا منهم يتابعون دراستهم في القطاع العام، الذي عاش على إيقاع الإضرابات خلال الآونة الأخيرة. «ساهم إضراب قطاع التعليم في ارتفاع عدد ممارسي هواية التزلج بواسطة "روليت» بالرباط وسلا، الذين اتخذوا منها وسيلة لقضاء أوقات فراغهم»، يقول هشام، مؤكدا أن أحد أبناء جيرانه يشاهده يوميا مرتديا الحذاء ذا العجلات ويلتقي بعدد من أصدقائه الذين ينتقلون من سلا إلى الرباط ذهابا وإيابا متخذين من مختلف وسائل النقل وسيلة لوجهاتهم. ويبدو أن ظاهرة ممارسة هواية التنقل بوساطة "روليت» وسط الشوارع في طريقها إلى الارتفاع، سيما أن كثيرا من الشباب يشجعون أصدقاءهم على مشاركتهم متعة بطعم الخطر. وجاءت هواية التزلج بالحذاء ذي العجلات لتنضاف إلى ظواهر أخرى يواجهها السائقون بشكل يومي على مختلف الشوارع وفي وجهات متعددة، خاصة في المدن الكبرى، وأبرزها استعمال الدراجة الكهربائية "التروتنيت»، التي يستعملها أصحابها بعيدا عن أدنى احترام لقواعد السير، إلى جانب «التريبورتور»، الذي لا يقتصر استعماله على نقل البضائع والسلع، وإنما بات وسيلة للنقل السري للركاب. أمينة كندي

“روليت”… اللعب على طريق الموت

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مبادرات إنسانية لإيواء مشردين بدمنات

خمسيني يعتدي على إمام مسجد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات