جرثومة قرحة المعدة تنتقل بين الأزواج

قال البروفسور محمد بناني، اختصاصي في أمراض الجهاز الهضمي والكبد وأمراض وجراحة البواسير إن جرثومة "إيليكو باكتير بيلوري" من الأسباب الرئيسية للإصابة بقرحة المعدة. وأضاف محمد بناني أن عدم علاجها وتطور المرض يؤديان إلى الإصابة بسرطان المعدة. عن أسبابها وكيفية انتقالها من شخص إلى آخر ومواضيع أخرى يتحدث البروفسور محمد بناني لـ"الصباح" في الحوار التالي: ما هو مرض "إيليكو باكتير بيلوري"؟ يعتبر "إيليكو باكتير بيلوري" جرثومة في المعدة أو "الميكروب الحلزوني للمعدة"، وهو عبارة عن ميكروب يعيش في المعدة فقط ولا يعيش في أي عضو آخر من الجسم. وتم اكتشاف الجرثومة سنة 1982 من قبل العالمين وارين ومارشال، اللذين توصلا إلى أنها مسببة لقرحة المعدة وأنها السبب الرئيسي في المرض المزمن ذاته، وبفضل ما توصلا إليه حصلا سنة 2005 على جائزة نوبل. ومن أجل تأكيد صحة ما توصلا إليه قام أحدهما بتناول الجرثومة ذاتها، وذلك للاعتقاد أن الحموضة هي السبب في مرض المعدة، ليتضح أنها السبب الرئيسي في الإصابة بقرحة المعدة. وتقاوم الجرثومة الحموضة لأنها تتحرك بسرعة كبيرة، كما أنها تختبئ في جدار المعدة بعد أن تخترقه وتفرز أنزيمات سامة ومضرة وتظل فيه سنوات طويلة عند أغلب الحالات، خاصة التي تصاب في صغرها بالمرض. ما هي أسباب الإصابة بجرثومة "إيليكو باكتير بيلوري"؟ أدى تغير نمط العيش وتناول أغذية تتوفر على مواد حافظة ومنكهات ومحمضات وغيرها، إلى توفير شروط داخل المعدة لتكاثر جرثومة "إيليكو باكتير بيلوري" ومساهمتها في عسر الهضم ومشاكل أخرى. ومن ناحية أخرى فقد أصبحت أغلب الأسر تعتمد على المقليات التي تحتوي على مواد سامة مثل "البيروكسيد"، كما أنها تعتمد على مواد غذائية مصنعة والمضافات الغذائية والمشروبات الغازية، التي توضع في علب بلاستيكية أو ألمنيوم، ما يؤدي إلى التحفيز على تكاثر البكتيريا لتصبح أكثر "شراسة" داخل المعدة، إضافة إلى تناول مواد مضرة مثل الألمنيوم والرصاص والمعلبات، فإن استقرارها في المعدة مدة طويلة يهيئ شروط نمو الجرثومة وإفرازها أنزيمات سامة تكمن صعوبتها في إحداث ثقب في جدار المعدة والإصابة بالتهاب وآلام حادة جدا. ما هي خطورة عدم علاج " إيليكو باكتير بيلوري"؟ يؤدي عدم علاج مرض "إيليكو باكتير بيلوري" إلى هشاشة المعدة وضعفها، إذ تصبح أرضية سهلة لظهور قرحة المعدة، وبالتالي فإن خطورة عدم اتباع أي علاج تكمن في تطور داء السرطان بنسبة تتراوح ما بين 2 إلى 5 في المائة. هل يعتبر ""إيليكو باكتير بيلوري" من الأمراض المعدية؟ تعتبر جرثومة "إيليكو باكتير بيلوري" من الجراثيم التي تنزل عن طريق البراز ، لذلك يمكن أن تنتقل إلى الإنسان بشكل مباشر إذا لامسه الشخص ولم يغسل يده جيدا، ثم صافح شخصا آخر. وتعتبر النظافة أمرا مهما لأن الإنسان ينبغي قبل الأكل أن يغسل يديه جيدا، لأنه معرض لنقل العدوى عن طريق التصافح بالأيدي أو عن طريق أكل فواكه معروضة للبيع دون غسلها والتي تكون معرضة للمسها من قبل أشخاص مصابين بالجرثومة نفسها، وبالتالي فهي عوامل تساهم في نقل العدوى مائة في المائة إذا لم يتم الانتباه إليها. ومن بين الأسباب الأخرى المساهمة في نقل الجرثومة المسببة للمرض ذاته الذباب، الذي ينتقل عبر أماكن متسخة، خاصة المراحيض ويتنقل فوق طاولات الأكل وتحديدا في عدد من المطاعم، حيث يلامس الطعام في كثير من الأحيان، الأمر الذي يساهم في نقل العدوى. ومن جهة أخرى، فإن الجرثومة تظهر في اللعاب، لذلك فإن العدوى تكون واردة بين الزوجين، اللذين يظهر عندهما المرض معا. وتؤدي المياه الملوثة في البئر، إلى انتقال جرثومة "إيليكو باكتير بيلوري"، كما أن هناك حالات كثيرة يكون فيها أفراد العائلة نفسها مصابين بالمرض لأنهم يأكلون من الطبق نفسه وأحيانا يكون أحدهم لم ينظف يديه. ما هي أعراض وجود بكتيريا "إيليكو باكتير بيلوري"؟ هناك نوع من جرثومة "إيليكو باكتير بيلوري" تتعايش مع الإنسان ولا تظهر أعراضا ولا آلاما معينة، لكن هناك صنفا آخر يعتبر خطيرا ويفرز أنزيمات سامة تخلق ضررا بخلايا المعدة وتجعلها تصاب بالتهاب حاد أو مزمن. وينتج عن ذلك انتفاخ البطن وظهور غازات كثيرة بعد الأكل وسوء الهضم، إلى جانب أن المصاب يعاني القرحة والتهاب أسفل المريء. وأود أن أشير إلى أن أغلب الأشخاص يعتبرون أن رائحة الفم الكريهة مرتبطة بمشكل في الأسنان، لكنها تعتبر من أعراض وجود الجرثومة في المعدة. ومن بين الأعراض الأخرى لوجودها الإصابة ب"حرقة" وحموضة المعدة وغثيان وتقيؤ وفقر الدم وإسهال أو إمساك في بعض الحالات والتهاب حاد في الحنجرة والصوت. وبالإضافة إلى ذلك تعاني بعض الحالات أمراضا نفسية منها الاكتئاب، إذ يكون المريض دائما متخوفا من إصابته بمرض خطير. كيف يتم تشخيص المرض؟ يتم تشخيص مرض "إيليكو باكتير بيلوري" وذلك عن طريق إجراء مجموعة من التحاليل والتي يحدد الطبيب النوع الذي يخضع له كل مريض على حدة. وأولها تحاليل الدم وثانيها تحليل البراز، الذي يكون غالبا عند الأطفال لكشف وجود الجرثومة المسببة له. أما ثالثها فهو تحاليل التنفس، التي تظهر من خلالها أحماض عبارة عن مادة تؤكد وجود الجرثومة من عدمها. وإذا كانت أعراض تؤكد وجود الجرثومة فإنه يتم أيضا الاستعانة بالفحص بواسطة المنظار لتشخيص المصاب والتأكد أنه ليست هناك أي أعراض لبداية مرض سرطان المعدة. كيف يتم علاجه؟ تعتبر الوقاية من العوامل المهمة في علاج المصابين بـ"إيليكو باكتير بيلوري"، إلى جانب استعمال الأدوية المتمثلة في المضادات الحيوية ومضادات الحموضة، التي تعمل على إزالة حموضة المعدة والقضاء على الجرثومة بشكل نهائي. وتصل مدة العلاج إلى أسبوعين، للتخلص من الجرثومة المسببة للمرض. ومن أجل التأكد من ذلك فإن المريض يخضع لتحاليل طبية إما للبراز أو الدم. وفي مقابل ذلك هناك بعض الحالات، التي تتراوح ما بين 15 و20 في المائة، التي لا يعطي العلاج سالف ذكره نتيجة، لذلك فإنه يتم وصف أدوية خاصة ثم أخذ عينة للتأكد أن المعدة لا تحتوي على الجرثومة وأنه لا توجد أي أعراض لبداية مرض السرطان. أجرت الحوار: أمينة كندي

جرثومة قرحة المعدة تنتقل بين الأزواج

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الجمهور الرقيب الوحيد في السينما

فواتير الماء تخرج سكان خريبكة للاحتجاج

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات