إجراءات ومخططات استعجالية لتدبير ندرة مياه الشرب يعيش إقليم الجديدة، كباقي أقاليم المملكة، على وقع شح في التساقطات المطرية، وأصبحت أولوية الجهات المسؤولة البحث، بكل السبل، عن بدائل وتدابير جديدة مبتكرة لتحقيق "الأمن المائي"، وتلبية حاجيات المواطنين بالأساس من المياه الصالحة للشرب. إنجاز: أحمد سكاب (الجديدة) استجابة لحالة الاستنفار التي تعيشها المملكة لمواجهة نقص الماء الصالح للشرب، وأمام المعطيات التي أدلت بها وزارة التجهيز والماء حول الأرقام المقلقة للعجز المائي المسجل على صعيد مختلف الأحواض المائية بالمملكة، وتفعيلا لمقتضيات دورية وزير الداخلية المتعلقة بتدبير الموارد المائية، انخرطت الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بالجديدة وسيدي بنور، بشكل فعلي، في هذه العملية، عبر برنامج استعجالي يهدف لخفض صبيب المياه الصالحة للشرب، السنة الماضية، وهو الإجراء الذي رافقته الوكالة بنشر بلاغات صحافية تدعو من خلالها السكان لتفهم الوضع والتضامن للخروج من الأزمة. "راديج"... برنامج استعجالي كشفت "راديج"، في بلاغ سابق، أنها "من أجل تأمين التزويد واستجابة للحاجيات المتزايدة للسكان، بادرت إلى إحداث مشاريع تهم إنجاز الخزانات وتجديد وتقوية الشبكة، وإعادة تأهيلها"، إلا أنه مع الوضع الراهن والمقلق، فالأمر أصبح يستدعي تضافر جهود الجميع دون استثناء، وذلك عبر الانخراط المسؤول في التدبير الأمثل للموارد المائية. وأشارت الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بالجديدة وسيدي بنور إلى أنها تواصل إستراتيجيتها الهادفة للتدبير الأمثل للموارد المائية، خاصة مع التطور العمراني والنمو الديمغرافي الذي يعرفه الإقليمان، حيث لجأت، في ظل أزمة الإجهاد المائي الحاد الذي تعرفه المملكة، واستجابة لضرورة القطع مع كل أشكال التبذير والاستغلال العشوائي وغير المسؤول للمياه، إلى مجموعة من الإجراءات لمواجهة شح المياه والحفاظ على الموارد المائية، من أهمها الاعتماد على إجراء خبرات على الشبكة، والعمل على تجديدها وإعادة هيكلتها بالإضافة إلى إعادة تأهيل الخزانات من خلال القضاء على التسربات المحتملة. كما عملت على تكثيف الجهود وتعزيز حملات الكشف عن التسربات. وتستمر الوكالة في المخطط الإستراتيجي الاستعجالي الرامي للحفاظ على الموارد المائية من خلال دراسة إمكانية إعادة استخدام المياه العادمة المعالجة، كما أنها عملت على البحث عن بدائل أخرى للتموين، منها الاتفاقية التي تم إبرامها مع المكتب الشريف للفوسفاط للتزود بالماء الصالح للشرب من محطة تحلية مياه البحر بالجرف الأصفر، بالإضافة لتركيب ثلاث مجموعات تحلية (2 من فئة 5 لترات/ثانية وواحدة من فئة 10 لترات/ثانية)، بالشراكة مع وزارة الداخلية. تحلية مياه البحر من بين أهم المشاريع التي ستساهم في حل معضلة نقص المياه بالمغرب، محطات تحلية مياه البحر، حيث ستساهم محطة تحلية مياه البحر بالجرف الأصفر في تدبير أزمة مياه الشرب بالمنطقة، والتي رصد لها المجمع الشريف للفوسفاط 750 مليون درهم لإنشائها، وتنتج سنويا حوالي 40 مليون متر مكعب. وتعد محطة تحلية مياه البحر بالجرف الأصفر أكبر محطة بالمغرب، وتم تدشينها سنة 2016 في مرحلتها الأولى إلى جانب مركب لإنتاج الأسمدة المخصصة بكاملها للقارة الإفريقية (أفريكا فيرتيلايزر كومبليكس)، وتم إنجازهما باستثمار إجمالي يفوق 6.1 ملايير درهم. وتسعى محطة تحلية مياه البحر، المنجزة داخل المركب الصناعي للجرف الأصفر، إلى تغطية الحاجيات المتنامية للمركب من الماء قصد تنمية محور "خريبكة الجرف الأصفر"، دون اللجوء إلى طلب إضافي على الموارد المائية التقليدية، حيث يندرج في إطار إستراتيجية المجمع الشريف للفوسفاط لترشيد الموارد المائية التي تستعمل في جميع مراحل استغلال الفوسفاط والربط بين الاستخدام المعقلن للمياه وتلبية احتياجات التجهيزات المنجمية والصناعية للمجمع. وتطلب إنجاز المرحلة الأولى من هذه المحطة استثمارا في حدود 850 مليون درهم. ويستثمر المجمع الشريف للفوسفاط في تحلية مياه البحر، لتغطية إجمالي الحاجيات الإضافية التي يتطلبها برنامج التحول الصناعي دون اللجوء إلى مصادر المياه غير الاعتيادية. وأكدت المديرة العامة للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بالجديدة وسيدي بنور (راديج)، أن مشروع تحلية مياه البحر المنجز من قبل المكتب الشريف للفوسفاط سيبلغ حجم إنتاجه من المياه المحلاة في أفق 2026 حوالي 45 مليون متر مكعب سنويا. من جهة أخرى، ستوفر محطة تحلية مياه البحر المنتظر إنشاؤها بمنطقة المهارزة الساحل، حوالي 300 مليون متر مكعب سنويا من الماء، منها 50 مليون متر مكعب تخصص لمياه السقي، إضافة إلى تخصيص حوالي 250 مليون متر مكعب من الماء الشروب بجهة الدار البيضاء سطات. قطع الماء بسيدي بنور أفادت الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بالجديدة وسيدي بنور، في بلاغ صحافي، أنها ستشرع في قطع التزويد بالماء الشروب بالجماعات التابعة لإقليم سيدي بنور، وهي: الزمامرة والغنادرة والعطاطرة والمشرك وأولاد سبيطة والغربية والوليدية، يوميا من العاشرة ليلا إلى حدود السادسة صباحا من اليوم الموالي، ابتداء من الأربعاء الماضي. وأضافت الوكالة أن قطع التزويد بالماء بجماعات سيدي بنور، الهدف منه حماية الموارد المائية وتثمينها، والالتزام بالاستهلاك المعقلن والممارسات الفضلى في مجال حكامة الموارد المائية، وكذا استجابة لحالة الاستنفار التي تعيشها المملكة لمواجهة نقص الماء الصالح للشرب، وأمام المعطيات التي أدلت بها وزارة التجهيز والماء حول الأرقام المقلقة للعجز المائي المسجل على صعيد مختلف الأحواض المائية بالمملكة. وأوضحت الوكالة أنها اتخذت هذا القرار نظرا لحالة الطوارئ المائية الناجمة عن التغيرات المناخية وتراجع التساقطات المطرية التي أثرت بشكل ملحوظ على الفرشة المائية وحقينة السدود. مخطط خماسي بـ 250 مليارا صادق المجلس الإداري للوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء بالجديدة وسيدي بنور، في اجتماع مجلسه الإداري الأخير الذي ترأسه عامل الإقليم، سمير الخمليشي، على ميزانية الوكالة خلال 2024 والمخطط الإستراتيجي لفترة 2024-2028، حيث تم رصد ميزانية تقدر بـ 2.5 مليار درهم تتعلق بالمخطط التنموي لسنوات 2024-2028، وميزانية بمبلغ 595 مليون درهم للاستثمار والاستغلال لسنة 2024. وقدمت خلال هذا الاجتماع بشرى براضي، المديرة العامة للوكالة، عرضا مفصلا حول أهم الإنجازات، التي ميزت 2023، وكذا المؤشرات المالية والتقنية. وستهم هذه الميزانية المعتمدة من أجل تجديد وتقوية شبكة الضغط المتوسط والمنخفض، وتقوية سعة تخزين الماء الصالح للشرب من خلال إنجاز الخزانات المائية، وتوسعة المركبات الهيدروليكية، واستمرار تجديد وتقوية شبكة توزيع الماء الصالح للشرب والتطهير السائل. كما تهم أيضا تجهيز الأحياء الناقصة التجهيز بخدمات الماء والكهرباء والتطهير السائل، وتطوير وسائل تدبير والتحكم في الشبكات، وتجديد وتوسعة محطات معالجة المياه العادمة وإنجاز محطات جديدة، ومواصلة تحديث وعصرنة وسائل التدبير الإداري.