أخفق شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وكبار مسؤولي الوزارة، في توقيع اتفاق مع جميع النقابات والتنسيقيات، ينهي سلسلة الإضرابات التي شلت المدارس العمومية منذ الدخول المدرسي، بعد عقد اجتماعات ماراثونية طيلة الأسبوع الماضي، إلى غاية أمس (الاثنين). وعوض أن يتم تفعيل تعليق الإضراب وعودة المدرسين والتلاميذ إلى الأقسام، وقع خلاف داخل وزارة التربية بين الوزير وكاتبه العام، ومدير الموارد البشرية بالنيابة، حول كيفية تطويق تعاظم الحراك التعليمي، تؤكد مصادر "الصباح"، ما تسبب في استمرار الاحتقان. ويتعلق الأمر بأزيد من 25 تنسيقية، أضحت تعيش بدورها صراعا داخليا، أدى ببعض مسؤوليها إلى تقديم استقالتهم من تنظيم التنسيقيات، والاكتفاء بدعم الاحتجاجات في مواقع التواصل الاجتماعي. وشهدت التنسيقيات انقساما بينها، حول العرض الحكومي، الذي لم يلب، حسبه رأيها، كل المطالب المرفوعة إلى اللجنة الوزارية الثلاثية، خاصة طلب الزيادة في الأجور بثلاثة آلاف درهم، على مراحل، والسحب الكلي للنظام الأساسي الموحد، عوض تجميده أو مراجعة بعض فصوله المرتبطة بالعقوبات، وإرجاع الأموال المقتطعة بسبب الإضراب، والتعامل مع الموظفين وفق ما ينص عليه النظام الأساسي للوظيفة العمومية، وتقديم منح للأساتذة في المناطق النائية لتشجيعهم على العمل. وبينما أعلنت التنسيقية الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي التأهيلي، خوض إضراب وطني أيام 19 و20 و 21 و 22 دجنبر الجاري، والقيام بمسيرة احتجاجية وطنية مركزية بالرباط، بعد غد (الخميس)، ومواصلة تجسيد الوقفات اليومية بالمؤسسات لساعتين صباحا ومساء، كشف التنسيق الوطني لقطاع التعليم الذي يضم بدوره تنسيقيات تقليص مدد الإضراب والاكتفاء بخوضه خلال يومين فقط، بعد غد (الخميس)، والجمعة المقبل، وتنظيم أشكال نضالية إقليمية. وبحصول الانقسام في المواقف، تنافست التنسيقيات على رفع إيقاع التصعيد بتمديد الإضرابات، ما سيؤثر سلبيا على سير جولات الحوار المتنوعة التي يرأسها بنموسى بمقر وزارته في إطار اللجنة الوزارية الثلاثية، التي استدعت النقابات الأكثر تمثيلا لتعديل فصول العقوبات الواردة في النظام الأساسي، أمس (الاثنين). وأكدت التنسيقيات استمرار تعليق إجراء فروض المراقبة المستمرة، ومواصلة مقاطعة أنشطة الحياة المدرسية والمواكبة والمصاحبة التربوية والتعليم عن بعد، واللقاءات التربوية والتكوينات وزيارات المفتشين، والتظاهرات الرياضية، واستقبال الأساتذة والطلبة المتدربين، ومباريات الأولمبياد لجميع المواد، والانسحاب من مجالس المؤسسة، وجمعيات دعم مدرسة النجاح، والجمعية الرياضية. أحمد الأرقام