الكحل: هزيمة النهضة إنذار للإسلاميين

علام تؤشر هزيمة حزب النهضة الإسلامي في الانتخابات التونسية في نظرك؟ هذه الهزيمة هي مؤشر على شيئين، الأول هو تعبير على حيوية المجتمع التونسي ووعيه، وتمكنه من تجاوز التهديدات الإرهابية، ووقوفه على قصور المشروع الإسلامي الذي قاده حزب النهضة، والمسألة الثانية هي إدراك التونسيين أن هناك مشاريع سياسية أخرى بإمكانها النهوض بالمشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي دخلتها تونس خلال السنوات الأخرى، فجاء تصويتهم على حزب علماني رأوا فيه بديلا عن تجربة حزب النهضة. هل يتعلق الأمر بتصويت عقابي تجاه مشروع الإسلاميين؟ لا أعتقد أن الأمر يتعلق بتصويت عقابي بقدر ما هو وعي بمحدودية تجربة الإسلاميين، الشيء الذي ساهم في تبديل المواقع الذي تم بناء على الاختيار الحر للشعب التونسي. بمعنى أن الخريطة السياسية التي أسفرت عنها الانتخابات لم يرسمها أو يفرضها أحد، ولكن الشارع التونسي هو الذي قررها. ولحسن حظ تونس أن المشروع الذي بدأه بورقيبة واستمر مع خلفه بن علي، رغم أنه عرف مشاكل كثيرة في سنواته الأخيرة، إلا أنه تمكن من ضمان تماسك المجتمع التونسي وتحصينه من التمذهب والطائفية، الشيء الذي ساهم في استمرار الدولة الوطنية. هل يشكل سقوط حزب النهضة إنذارا لبقية الإسلاميين في العالم العربي؟ بطبيعة الحال تشكل نتيجة الانتخابات التونسية إنذارا للإسلاميين في العالم العربي، الأمر الذي يكشف أن الشعارات التي يرفعونها لن تفيدهم في شيء، وأن العزف على أوتار التدين ودغدغة المشاعر الدينية للجماهير لا جدوى منها، فالشعوب لا تنتظر توفير المساجد لها، بل تنتظر برامج تحل مشاكلها الاجتماعية والاقتصادية بشكل مباشر وتوفير أوراش عمل ومنشآت صناعية، لذا آن الأوان للإسلاميين لكي يفيقوا من أحلامهم الطوباوية وطموحهم إلى إنشاء دولة خلافة، لكي يعوا أن الدولة المدنية هي البديل.أجرى الحوار: عزيز المجدوب سعيد الكحل باحث في الحركات الإسلامية

الكحل: هزيمة النهضة إنذار للإسلاميين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الملك يطلق مشروع تهيئة كورنيش دار بوعزة

معاوي: مقاطعة الجمهور ليست حلا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات