مقاول شاب اختار عرض كفاءته لخدمة الفلاحين بالبيع وتقديم الاستشارات لتجويد المحاصيل هو واحد من الشباب الذين يؤمنون بأهدافهم لتحقيق مشاريع استثمارية في عالم الفلاحة، رغم إمكانياتهم البسيطة بالاعتماد على أفكار متجددة ناتجة عن كفاءة في الدراسة، وهو ما مكنه من دخول غمار التحدي لمزاحمة كبار المستثمرين في مجال يعرف ب"عالم الكبار"، مادام مرتبطا بتقلبات السوق الدولية، الأمر الذي جعله يستحق دخول زاوية "قافزين" لتسليط الضوء على خطواته حتى يكون قدوة للراغبين في خوض تجارب تتحول إلى قصة نجاح. بداية الحكاية يحكي أحمد المزوق، تقني متخصص في مجال الأدوية الفلاحية، ومدير شركة متخصصة في استيراد وتسويق الأسمدة بالمحمدية، بلغة الافتخار والانبهار بمشروعه الذي كان مجرد حلم، قبل أن يصير حقيقة، أن بداية الحكاية كانت حينما قرر دراسة المجال بعد الإعجاب بعمل والده. وأوضح أحمد في حديث مع "الصباح"، أن دخول المجال، لم يكن رغبة في تقليد والده، بل من أجل تطوير عالم الأسمدة بإنشاء مقاولة شابة تشكل قاطرة بين الفلاحين والإنتاج الجيد، باعتبار أن "تفلاحت" أصبحت تحتاج لاستثمار عصري يقطع مع الأساليب التقليدية التي لا توفر محاصيل ذات جودة كما وكيفا. وأضاف المقاول الشاب، أنه اختار الاستثمار في المجال الفلاحي، بعد أن خبر الميدان بالتخصص في دراسته العليا، رغبة منه في خدمة الفلاحين والمساهمة في تقوية الإنتاج الزراعي، بما يعود بالنفع على الوطن، بعد أن ركز في تطوير مشروعه باستيراد الأسمدة الزراعية وتوزيعها في مختلف أنحاء المغرب بالنسبة إلى الموزعين والتجار، وكذا التعامل المباشر مع الفلاحين الراغبين في الاستفادة من خدمات استخدام "لانكري" والأدوية الفلاحية. استشارة قبل البيع من الأمور التي ميزت مشروع أحمد أنه وضع تصورا يتمثل في تشجيع استخدام الأسمدة والإقبال عليها، لكن بتقديم الاستشارة للفلاحين المتوافدين على المقر المركزي لشركته أو فروعها المتعددة بشكل مجاني، حتى لو لم يكن الشخص سيقتني منتوجاته، قبل الانتقال إلى فترة المواكبة والتكوين لمن يرغب في شراء الأسمدة واستعمالها. وكشف المقاول أنه اختار الاستثمار في الابتكار لتطوير أفضل الممارسات وأحدث التكنولوجيات، التي من شأنها أن تساعد في زيادة الإنتاج لكل كمية من الأسمدة المستخدمة، وحماية المنتوجات الزراعية من الأمراض التي تعرضها للتلف بالتركيز على الوقاية قبل العلاج. ويتضمن ذلك الاستثمار في المعرفة لضمان استخدام الأسمدة الأنسب بالكميات الصحيحة المطلوبة لمحاصيل معينة، مشددا على أنه يحرص على تعليم الفلاحين كيفية الاعتناء بصحة التربة لتعظيم فاعلية الأسمدة وفائدتها، وكيفية استخدام الأسمدة بكميات محددة وصحيحة لكل نبات في مرحلة معينة من النمو وتحقيق الإنتاج المرجو، ليجد الفلاحة عند الحصاد أو قطف المزروعات النتيجة المأمولة. وشدد المقاول الشاب على أن مشروعه يهدف إلى الحفاظ على مواجهة أزمة الإنتاج الزراعي التي يعرفها المغرب والعالم في الفترة الحالية، مشيرا إلى أنه وفي الوقت الذي بدأ فيه المزارعون تغيير إنتاجيتهم بسبب التحديات التي تشهدها سوق الأسمدة، اختار تطوير دراسته للمجال لضمان تطبيق أفضل وآمن للأدوية الفلاحية التي تبقى مجالا حساسا يمكن أن تترتب عنه نتائج سلبية في حال لم يحسن الفلاح كيفية استخدامه. ثمار التجربة ولأن لكل مجتهد نصيب، استطاع أحمد بأفكاره المتجددة وحماسه المتقد وإتقانه للغات الأجنبية وتواصله بها، دخول السوق الدولية باستيراده الأسمدة وإعادة توزيعها في المغرب. ولأنه يشرف على مقاولة شابة وله رغبة في تثبيت قدمه في المجال الذي يعرف منافسة شديدة، ركز في عمله على تصور احترافي قائم على الاستثمار في المستقبل وضمان وفاء الزبائن بالحفاظ على سمعة شركته، من خلال تزويد المزارعين بحوافز مناسبة تتمثل في الثمن المناسب والمواكبة لتشجيعهم على استخدام الأسمدة التي يقدمها. ومكنت مجهودات أحمد وتركيزه على الاشتغال ضمن فريق موحد تم تكليفه بتطوير المواد والأسمدة التي يحتاجها الفلاح وبالتسويق ومواكبة الفلاح، (مكنت) من تطوير المقاولة الشابة وضمان مكان لها وسط منافسة كبار المستثمرين، وهو ما تمثل في إقبال الفلاحين من مدن متعددة وطيلة السنة، قبل أن يقرر فتح عدة فروع لشركته، بتعيين مندوبين له في مدن وأقاليم لتقريب خدماته من الراغبين في الاستفادة من الأدوية الفلاحية والأسمدة التي تقدمها مقاولته الفتية لأثمنتها المناسبة وجودتها. محمد بها