المتهم قال إن فيديو الفضيحة مفبرك قبل أن يعترف أمام المحكمة: «أنا مثلي» أسدلت بهيجة شفاري، رئيسة غرفة الجنايات الابتدائية بالجديدة، الستار عن قضية "بيدوفيل شاطئ دوفيل" التي راجت بهذه المحكمة قرابة خمسة أشهر،لتقرر إدانته بعشرين سنة سجنا نافذا وتعويض قدره 50 ألف درهم. إنجاز: عبدالله غيتومي (الجديدة) استغرقت محاكمة رئيس جمعية "أبطال أناسي" المتابع من قبل النيابة العامة وقاضي التحقيق، ثلاث ساعات كان فيها دفاع جمعيات تعنى بالطفولة شرسا، وانتزع من المتهم اعترافات صريحة، جعلت حبل العدالة يلتف على عنقه بعد أن توبع بهتك عرض قاصر والاتجار في البشر. الجمعية الطعم كانت الساعة تشير إلى منتصف النهار من أول أمس (الثلاثاء) لما نادت رئيسة الهيأة، على المتهم الذي وقف بقفص الاتهام حليق الرأس ببذلة رياضية، تترجم ذلك الولع بكرة القدم الذي صرح به أثناء البحث التمهيدي، ودفعه إلى تأسيس جمعية بحي أناسي، كانت هي الطعم الذي استدرج به عددا كبيرا من الأطفال، استباح في ما بعد أجسادهم في إطار رحلات ظاهرها فسحة ونزهة وباطنها من قبله العذاب. لما تأكدت الرئيسة من هويته الكاملة، وهو المتزوج والأب لأربعة أبناء والمستخدم بإحدى الشركات، بمستوى تعليمي تجاوز سقف الباكلوريا، شرعت تناقش البالغ 57 سنة في المنسوب إليه، وقالت له: "استقدمت أطفالا إلى الجديدة للتخييم، وتم ضبطك متلبسا بهتك عرض قاصر في البحر، وتم توثيق ذلك في فيديو... ماذا تقول في هذه الأشياء؟ استوى في مكانه وبكل جرأة كذب ما جاء في المتابعة والفيديو "ماشي أنا والله"، وهي اللحظة التي ردت عليه "لا تقسم بالله خلي عليك الله في التيقار، راه هاذ الفيديو شافو العالم كلو، واش كنتي كتبوس الطفل و تتلمسه واش كاين هاذ شي؟ رد بما يوحي بالإنكار التام والتراجع عن تصريحاته أمام الضابطة القضائية والوكيل العام وقاضي التحقيق "ما عرفتش". دفاع المتهم يطالب بـ"الفار" سلك المتهم منعطف الإنكار فأصبح كالذي يحاول جر المحكمة، إلى أشواط إضافية في عمر المحاكمة، وهو ما تفطن له دفاع الضحية وطالب بضرورة أن توفـــــــــر له شروط المحاكمة العادلة، والتمس إعادة عرض شريط الفيديو بشاشة قاعة الجلسات، دون أن يدرك أنه فعلا أضحى كالمستجير من الرمضاء بالنار، وبعد تداول الرئيسة مع أعضاء الهيأة، قررت عرض الشريط بعد إخلاء القاعة من الحضور. عادت الهيأة إلى الشاشة وكان ذلك يشبه إلى حد ما عودة إلى تقنية " الفار"، وعرضت على المتهم لحظة بلحظة كل اللقطات التي تظهره وهو يقبل القاصر وعمره 9 سنوات في فمه، ثم يحضنه إلى صدره بقوة مختبئا وراء "فوطة استحمام". مرة أخرى وجهت له الهيأة سؤالا، هل اقتنعت بالمنسوب إليك؟ وبرباطة جأش نادرة تمادى في الإنكار، وأجاب "الفيديو مفبرك وليس حقيقيا". بوح الأطفال الضحايا لما تمسك المتهم بالإنكار انتقلت معه الرئيسة إلى السرعة القصوى، وذكرته أنه في 11 غشت 2023 ضبط متلبسا بهتك عرض قاصر في بحر الجديدة، وأن ذلك كان معبرا لإزالة تلك الأكمة التي كانت تخفي غابة اعتداءاته على قاصرين لإشباع غريزته، وواجهته بقاصرين تم الاستماع إليهم وتحرير محاضر من 400 صفحة، وبتصريحات القاصر الضحية، الذي اعترف أنه في الليلة الأولى من التخييم، وبعد أن خلد الأطفال إلى النوم، اقترب منه وصار يقبله حتى نام، وفي الليلة الثانية عاشره بالطريقة نفسها ومرر يده على جهازه التناسلي حد الاستمناء، وكان يعده بمنحه هاتفا محمولا، وأنه لمناسبة أخرى أزال سرواله ومرر عضوه التناسلي بين فخذيه إلى حين بلوغ نشوته، وهو ما أكده أطفال آخرون، قالوا إنهم عاينوه مرات عديدة وهو يقبل أطفالا في أفواههم، وكان يجبر الصغار على الاستحمام عراة وتمرير الصابون على أجسادهم، والتلذذ بلمس أجهزتهم التناسلية، ولحس صدورهم وأيضا كان يطلب منهم لمس ذكره حد خروج المني. النيابة تلتمس أقصى العقوبات مرافعة نوري زعري، ممثل الحق العام، جاءت منسجمة مع مداخلتي دفاع الطرف المدني، ووصفها بأنها وضعت الأصبع على الجرح، خاصة في الشق المتعلق بثبوت جريمة الاتجار في البشر، وواصل بأن المحكمة اليوم أمام جريمة رأي عام، تناقلتها وسائل إعلام وطنية ودولية، لأن الجاني استغل هشاشة ضحاياه، وكأنه كان ينتقيهم من الأسر الفقيرة، التي كان يأخذ منها مقابلا ماديا. وتوقف نائب الوكيل العام عند واقعة إغراء الطفل الضحية بهاتف محمول، وأيضا نزوعه نحو العنف والتهديد، وطالب بعدم الرحمة به وإعمال الشق الأقصى من العقوبة حتى يكون عبرة لكل من سولت له نفسه استباحة الطفولة. شراسة الدفاع تخرج المتهم من جحره أعطيت الكلمة لهشام حرتون، من هيأة البيضاء، والذي ناب عن جمعية "ما تقيش ولدي"، وأظهر المحامي أن تراجع المتهم عن أقواله في جميع مراحل البحث، يندرج فعلا في باب الإنكار الدفاعي، ووجه سؤالا للمعني بالأمر بواسطة هيأة الحكم" لماذا صرح أنه ينجذب انجذابا إلى هذا الطفل؟ فجاء الجواب صادما للجميع "أنا مثلي" ولا أتحكم في غريزتي، وكان ذلك هو المعول الذي كسر به هشام حرتون "حصن الإنكار" الذي أظهر بداية الماثل أمام المحكمة حملا وديعا. وتابع دفاع جمعية "ما تقيش ولدي" نحن اليوم أمام قضية تهم جميع الأطفال المغاربة، وأنا أنوب فيها مجانا، وأود للمناسبة أن أثمن غاليا مجهودات الوكيل العام وقاضي التحقيق في السهر على هذه القضية، فلأول مرة في بلادنا تسطر متابعة الاتجار في البشر يكون فيها الضحايا أطفالا قاصرين. وأضاف المحامي "دعوني اليوم أصارحكم بشيء مثير جدا، فالطفل الضحية قال لقاضي التحقيق لا تحكموا على هاتك عرضي بالإعدام بل اتركوه طليقا وعندما سأكبر سأقتله، إنه شيء فظيع لأن البيدوفيليا حتما تنتج في نفوس الضحايا أزمات نفسية مركبة، وقد تكون عاملا لإنتاج "بيدوفيل المستقبل" ومنتقمين لأعراضهم متى كبروا واشتد عودهم". وتابع مرافعته بأن "الجاني بمثابة غرفة مظلمة، لن تكون محطة الجديدة اليوم الأخيرة فيها، بل إن تهديده لضحاياه وتعذيبه لهم إن باحوا بانتهاكاته الجسيمة، يعيد أمامنا واقعة موت قاصر غرقا بشاطئ المحمدية كان تحت عهدة هذا الشخص، وهو ما سيدفعنا إلى الذهاب في هذا الملف بعيدا لكشف المستور". وواصل حرتون "لقد كنا نسمع عن سياحة الغلمان التي يهواها أجانب، هاهي اليوم تتسرب إلى مجتمعنا بواسطة هذا الذي يدعي العمل الجمعوي، وكل ما أتمناه أن تكون العقوبة في حقه صارمة، يتحقق بها ردع خاص لهذا الشخص الذي استباح أجساد أبرياء، ويتأسس بها ردع عام يعيد التوازن لمجتمعنا الذي هزته هذه القضية المثيرة". ولم يترك بوشعيب الصوفي، دفاع جمعية "ما تقيش أولادي وحماية الطفولة" الفرصة للمتهم لاسترجاع أنفاسه، لما صوب له كلاما قويا "لقد أجهز الجاني على كل القيم وأصاب الطفولة في مقتل، إنه شخص فاقد للإنسانية فقد سبق له إغراق طفل في بحر المحمدية، ولم يراع أحزان عائلته، وبعد وقت وجيز جاء برحلته إلى الجديدة، تهمه نزواته الجنسية وشذوذه الجنسي، كيف يعقل أن يكدس أطفالا عددهم 16 في غرفتين، مارس عليهم التجويع "خبزة واحدة لكل ستة منهم"، بل إن كل عناصر جريمة الاتجار في البشر متوفرة من استدراج وتنقيل واستغلال، إنه كان يبسط نفوذه وسيطرته على صغار عديمي التمييز، وبكل تلخيص إنه "ذئب بشري" وأنا لا أتمنى له بين 20 سنة و30 بل المؤبد أو الإعدام لأنه فعلا أعدم طفولة بريئة". دفاع المتهم استبعد الاتجار في البشر حاول دفاع المتهم التخفيف عنه من ثقل الحكم الذي ينتظره، باستبعاد جريمة الاتجار في البشر لعدم توفر أركانها، على خلفية أنه فقط رئيس جمعية، وليس ممن لهم ولاية أو سلطة على أطفال قاصرين، كما أظهر أنه ليس هناك أي عنف، وبين أن شريط الفيديو لا يؤكد فعلا واقعة هتك العرض، وأن فصول المتابعة يتعين إعادة تكييفها، لأن الفيديو فعلا لا يظهر ماذا وقع خلف "الفوطة". وختم بأن كل المؤشرات تذهب في اتجاه إغراق موكله، وذكر بواقعة "الذئب البشري الإسباني" الذي تملص من العقاب. قاضي التحقيق يؤكد «المفاخضة» اعتبر قاضي التحقيق في قرار إحالته، أن إنكار المتهم ما هو إلا تملص من المسؤولية الجنائية، وأن جريمة الاتجار في البشر ثابتة في حقه، لأن الضحايا تحت مسؤوليته، وأنه استدرجهم بطريقته ونقلهم وقام بإيوائهم وأساء استعمال سلطته عليهم وأعمارهم تقل عن 18 سنة بالاعتداء عليهم جنسيا، كما أن أركان جناية هتك عرض قاصر متوفرة أيضا، حد ممارسة الجنس عليه بـ "المفاخضة"، لذا ومن أجله سطر في حقه متابعته بالفصول 485 و487 و448 من القانون الجنائي، وهي نفسها الفصول التي طالب الوكيل العام بمقتضاها بإجراء تحقيق مع الجاني، يوم عرض عليه من قبل الضابطة القضائية في 14 من غشت 2023. رئيسة الهيأة تضرب بقوة دشنت بهيجة شفاري في أول ترؤس لها لغرفة الجنايات الابتدائية، خلفا لبدر سعيد المحال على التقاعد، نهاية الأسبوع الماضي، بحكم قوي وغير متساهل، كانت تتوخى منه فعلا معاقبة الماثل أمامها على ما أتاه من أفعال، جعلت المجتمع المغربي، يعيش في الواقع مغامرات لم يسمع بها إلا مع "أبو نواس"، وكانت أيضا تروم به تحقيق ردع عام، وأكثر من كل ذلك أرسلت من خلاله، إشارات ضمنية أنها فعلا استمرارية للتصدي لعتاة المجرمين، كما كان الحال زمن المرحوم نورالدين فايزي، ونسج على منواله خلفه بدر سعيد لأكثر من ثلاث سنوات. عشرون سنة في سجن «مول البركي» كان المتهم آخر من تكلم وأكد للمحكمة أن بينه وبين التي صورت الفيديو عداوة، وبعد المداولة عادت الهيأة، مقتنعة بالمنسوب إلى الجاني، دون أن تسقط عنه جناية الاتجار في البشر، وعاقبته بعشرين سنة سجنا نافذا، سيقضيها بسجن "مول البركي"بإقليم آسفي الذي يؤوي سجناء المدد الطويلة وأداء تعويض للضحية قدره 50 ألف درهم. الحكم اعتبره هشام حرتون سابقة في تاريخ القضاء المغربي، ما سينتج عنه حسبه فعلا في المستقبل ردع كل الأفعال والسلوكات، التي تستبيح الطفولة، وأيضا هو ضربة موجعة ومؤثرة لمجتمع "البيدوفيليا"ببلادنا وللسياحة الجنسية بصفة عامة.