رئيس «كوب 28» قال إن الإجراءات المتخذة ستسهم في بناء عالم أفضل وأنظف توصل مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ "كوب 28"، إلى اتفاق يمكن أن يدفع الدول للمرة الأولى إلى التحول بعيدا عن استخدام الوقود الأحفوري، لتجنب التأثيرات الأسوأ لتغير المناخ. وأقر ممثلو 197 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوربي في مؤتمر الأطراف "كوب 28" بمدينة "إكسبو دبي" أمس (الأربعاء)، "اتفاق الإمارات" التاريخي للمناخ الذي يضع العالم على مسار العمل المناخي الصحيح للحفاظ على البشرية وكوكب الأرض. وصادق مؤتمر الأطراف في الإمارات على اتفاق دولي تاريخي غير مسبوق للتصدي لتداعيات التغير المناخي، والذي يشكل نقطة تحول استثنائية في مسيرة العمل المناخي الدولي. وأكد رئيس مؤتمر الأطراف "كوب 28"، الدكتور سلطان الجابر، في كلمته بالجلسة الختامية أمام قمة الأمم المتحدة للمناخ في "إكسبو دبي"، "لقد كان العالم بحاجة إلى مسار جديد للعمل .. ومن خلال التركيز على هدفنا الرئيس توصلنا إلى ذلك المسار". وقال الجابر "قدمنا استجابة شاملة لنتائج الحصيلة العالمية، وأنجزنا جميع المتطلبات التفاوضية اللازمة. وبالعمل المشترك، واجهنا الحقائق، لنرشد العالم إلى الاتجاه الصحيح". وأضاف قائلا "قدمنا خطة عمل محكمة للحفاظ على إمكانية تفادي تحقيق هدف 1.5 درجة مائوية، استنادا إلى الحقائق العلمية"، مشيرا إلى أنها خطة عمل متوازنة، تساهم في الحد من الانبعاثات، ومعالجة الثغرات الموجودة في موضوع التكيف، وتطوير وإعادة صياغة آليات التمويل المناخي العالمي، وتحقيق متطلبات معالجة الخسائر والأضرار. وأكد سلطان الجابر أن "اتفاق الإمارات" جاء مبنيا على إيجاد أرضية مشتركة، ومدعوما باحتواء الجميع، ويعززه التعاون والعمل الجماعي، مضيفا أن الاتفاق" عبارة عن مجموعة إجراءات معززة ومتوازنة، وهي بكل تأكيد خطة تاريخية لتسريع العمل المناخي". واستعرض رئيس مؤتمر الأطراف "كوب 28"، ما تم تحقيقه في المؤتمر قائلا "قمنا معا بتفعيل الصندوق العالمي المختص بمعالجة تداعيات تغير المناخ، وبدأنا في تمويله، وحشدنا تعهدات تمويلية جديدة تفوق 85 مليار دولار". وأضاف "أطلقنا صندوق "ألتيرا" للاستثمار المناخي، وهو أكبر صندوق عالمي خاص لتحفيز استثمارات العمل المناخي يركز بنسبة 100 في المائة على حلول تغير المناخ، وحققنا إنجازات عالمية رائدة واحدا تلو الآخر". وتابع المتحدث ذاته، "حددنا هدفا لزيادة القدرة الإنتاجية العالمية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات، ومضاعفة معدل كفاءة الطاقة، وأطلقنا إعلانات بشأن الزراعة والغذاء والصحة، إضافة إلى مبادرة المزيد من شركات النفط والغاز، لأول مرة، بالحد من غاز الميثان والانبعاثات الأخرى، تمكنا من إدراج نص يخص الوقود التقليدي في الاتفاق النهائي للمؤتمر". وشدد الجابر على أن كل هذه الإجراءات التي تتم لأول مرة في العالم، ستسهم في بناء عالم أفضل وأنظف، ينعم بالرفاه، وأكثر إنصافا. عصام الناصيري