الإصلاح شرط الإدماج

عضو تنسيقية للباعة الجائلين: منافسة غير شريفة وإضرار بالاقتصاد الوطني قال أيوب نايتولحيان، عضو التنسيقية المحلية للباعة الجائلين بالحي الحسني بالبيضاء، إن الباعة الجائلين هم الأكثر طلبا للإدماج الاقتصادي والاجتماعي وتعبيرا عن التجاوب بالانخراط في القطاع المهيكل وورش الحماية الاجتماعية. وكشف أيوب في حوار مع "الصباح"، أن «مافيا الاغتناء على حساب كراء الملك العمومي»، ظاهرة ليست وليدة اليوم بل هي إرث قديم ورثت من أشخاص عديمي الضمير يستغلون وضع الباعة الذين لا يتوفرون على رأس المال أو مكان ما للتشارك معهم أو استعمال «البلطجة» ضد البائع المستضعف لإلزامه بأداء واجبات كراء ملك عام، مقابل السماح له بمزاولة النشاط. في ما يلي تفاصيل الحوار: توجه انتقادات للباعة الجائلين لاحتلالهم الملك العمومي بشكل يقوض جهود التحضر ويزعج السكان والمارة. ما ردكم؟ > بالنسبة للانتقادات للباعة الجائلين أو ما يصطلح عليهم بـ"الفراشة"، لاحتلالهم الملك العمومي، هي انتقادات ليست وليدة اليوم، بل أصبحنا نتعايش معها، لأنها يمكن أن تصدر من المواطنين أو من خلال وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي أو المجتمع المدني والفاعل السياسي أو حتى رجال السلطة. هي انتقادات نواجهها بتوضيح أن الباعة الجائلين أول من يطالب بتحسين صورة الحي، بإيجاد حل واقعي وملموس لظاهرة «الفراشة» بإيجاد بدائل معقولة وتشكيل أسواق القرب وأسواق جماعية كالنموذج الإيجابي الذي تتميز به عمالة البرنوصي. القطاع غير المهيكل يساهم في الاقتصاد الوطني لكنه يظل عشوائيا. لماذا يرفض الباعة الاندماج في القطاع المنظم رغم إيجابياته؟ > ما يمكن توضيحه هو أن الباعة الجائلين هم الأكثر طلبا لإدماجهم الاقتصادي والاجتماعي. وإذا تحدثنا عن عمالة مقاطعة الحي الحسني بالبيضاء، هناك فئة عبرت عن تجاوبها بالانخراط في القطاع المهيكل وورش الحماية الاجتما وكذا بصفتهم مقاولين ذاتيين ورغبوا في تطوير أسلوب عملهم بصياغة أشكال هندسية وبحثوا عن عقارات تابعة للجماعة الحضرية لاستغلالها بشكل قانوني. ولكن للأسف رغم الملفات المطلبية التي تم تسليمها للمجلس المنتخب والسلطات المحلية بالحي الحسني، فإن تنسيقية الباعة الجائلين لم تجد آذانا صاغية في غياب من يتفاعل مع مقترحاتها للخروج من القطاع غير المهيكل إلى المنظم. ولهذا كان عنوان الملف المطلبي الإدماج الاقتصادي والاجتماعي لفئة "الفراشة". يشتكي المواطنون وأصحاب المحلات التجارية تغول الباعة الجائلين واحتمائهم بمنتخبين و»فتوات» يعتمدون «البلطجة». ما تعليقكم؟ > كما سبق أن ذكرت فإن الباعة الجائلين قطاع غير مهيكل. وحينما نصفه بغير الميهكل فإنه من الصعب تنظيمه في غياب إطار قانوني يحميه، ولا يتوفر على بديل واقعي يساعد على إدماجه. هناك إشكالات عويصة أمام السلطات العمومية أو المجالس المنتخبة سواء على المستوى المركزي أو المحلي، وهو ما ينعكس سلبا على التجار. ولهذا فالباعة الجائلون يطالبون بالتشغيل والإدماج الاقتصادي بشكل منظم في قطاع يحترم كرامتهم وفي الوقت نفسه ينخرطون في كل ما هو قانوني من أجل المصلحة العامة للوطن. لا يمكن إخفاء حقيقة أن التجارة الجائلة لها سلبيات كثيرة، فهي تشكل مصدرا للمنافسة غير الشريفة للقطاع المنظم، إضافة إلى إلحاق خسائر وأضرار بالاقتصاد الوطني. كما أن الدولة تضيع مداخيل ضريبية مهمة، كما أن التجارة الجائلة تطرح مشاكل عديدة من قبيل الازدحام والاحتلال غير القانوني للملك العمومي وإشكاليات مرتبطة بالنظافة والسلامة الصحية وأمن المواطنين. ولكن يمكن تصحيح هذه الاختلالات بمنح فئة الباعة الجائلين حقها في الإدماج الاقتصادي والاجتماعي، كما حصل مع فئة التجار الحاليين الذين كان أغلبهم جائلين. وفي ما يخص احتماء الباعة الجائلين بالمنتخبين يمكن القول إن 80 في المائة من "الفراشة" يحتمون بهم، لأنهم يرون فيهم الحل. ولا ننسى أن هؤلاء السياسيين هم من نزلوا إلى الشارع العام عند الباعة الجائلين الذين يحتلون الملك العمومي، ورغم أنه كان هناك إنصات لعدد من المنتخبين لمعاناة "الفراشة" خلال الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، إلا أن الحكومة ظلت عاجزة عن إيجاد حل واقعي لأصحاب القطاع غير المهيكل، إذ أن أغلب السياسيين يعتمد وعودا كاذبة لكسب أصوات انتخابية ويشكل قاعدة كبيرة توصله إلى قبة البرلمان أو تمنحه مقعدا بمجلس المقاطعة أو الجهة دون إيجاد حل بديل. وماذا عن اعتماد «البلطجة» لمواجهة المحتجين على الفوضى؟ > بالنسبة إلى قضية احتماء الباعة بعدد من «البلطجية» لكسر أصوات المحتجين، فإن هذا السلوك يظل حالة معزولة، إذ قلما يقع ذلك، فأصحاب «الفراشة» أصبحوا واعين وانخرطوا في إطارات تؤطرهم من قبل جمعيات ونقابات وأحزاب وكلهم متشبثون بمطلب واحد ألا وهو البديل أو التشغيل. ورغم أن ممارسات «البلطجة» واردة إلا أنه لم يسبق أن تم تسجيلها لدينا بالحي الحسني. يسجل ظهور مافيات الاغتناء التي تعتمد كراء الملك العمومي واستغلال العاطلين في البيع مقابل جني الأرباح وراء الكواليس. ما قولكم؟ > هي الظاهرة ليست وليدة اليوم، بل هي إرث قديم ورثناه من أشخاص عديمي الضمير يستغلون وضع الباعة الذين لا يتوفرون على رأس المال أو مكان ما فيشتركون معهم أو يستعملون العنف ضد البائع المستضعف لإلزامه بأداء واجبات كراء ملك عام مقابل السماح له بمزاولة النشاط. والظاهرة ليست منحصرة في الحي الحسني بل في جل المقاطعات، ولهذا عبر الباعة الجائلون عن رغبتهم الجدية في القطع مع هذه الممارسات والمطالبة بالانخراط في الإصلاح مقابل الإدماج في القطاع المنظم. ما هو الحل في نظركم لتأهيل البيضاء للقطع مع فوضى احتلال الملك العام؟ > يجب على كل عمالة إحصاء الباعة الجائلين الموجودين بترابها، وإشراك لجان "الفراشة"، إذ يجب أن تكون هناك دراسة معقولة حتى لا يتم إنشاء أسواق ومراكز للتسوق في إطار مشاريع القرب وتفشل، كما وقع بالحي الحسني نتيجة عدم إشراك المعنيين بالأمر وتهميشهم. أجرى الحوار : محمد بها في سطور - من مواليد 1988 بالبيضاء - المستوى الدراسي باكالوريا + دبلوم هيدروليك + دبلوم في تسيير المقاولات - متزوج وأب لأربعة أطفال - عضو التنسيقية المحلية للباعة الجائلين بالحي الحسني

الإصلاح شرط الإدماج

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حدان يخلف البهجة بهوارة

إنزكان عاصمة "الفراشة"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات