أكد مهدي علوي أمراني، مختص في العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الأسري النسقي ل"الصباح" أن الهدوء قبل أن يكون وسيلة للحفاظ على توازن العلاقات، فهو يعكس توازنا في الشخصية، ما تكون له انعكاسات إيجابية في التعامل مع مختلف المواقف والمشاكل. "إنه من الصعب جدا الحفاظ على الهدوء في الوقت الراهن، بحكم تراكمات الحياة اليومية"، يقول علوي أمراني، مضيفا "لهذا كلما تعلق الأمر بموقف يسوده التوتر أو مشكل معين لجأ أغلب الأشخاص إلى تصريف تلك التراكمات إلى انفعالات في شتى مناحي الحياة". ويعد الحفاظ على الهدوء مهارة يكتسبها الإنسان منذ سن مبكرة، كما يمكن تعلمها والتدرب عليها نظرا لأهميتها في خلق توازن في العلاقات. وباتت صعوبة الحفاظ على الهدوء بمثابة "عدوى" تنتشر بين الأشخاص، إذ غالبا ما يتم التعامل مع مختلف المواقف بتوتر وغضب شديدين، يقول علوي أمراني، مضيفا أن من يبدي العكس فهو يعتبر ذا شخصية ضعيفة وتنقصه الثقة في النفس. إن الإنسان الهادئ توجه له باستمرار انتقادات لعدم قيامه بردود أفعال معينة تجاه أحد المواقف، مادام من يفتقدون للهدوء يعتبرون الاعتماد عليه بمثابة ضعف. "إن من يملك صفة الهدوء لا يعني أن يكون سلبيا في جميع المواقف، بل قد يكون الهدوء مقترنا بنوع من الحزم والانضباط"، يقول علوي أمراني، مشيرا إلى أن هذا الأمر يظهر في الجانب التربوي لترسيخ الآباء أمورا قيمية للأطفال، بعيدا عن استعمال العنف الجسدي أو اللفظي. وشدد علوي أمراني على أنه لا ينبغي اعتبار الهدوء نوعا من السلبية في التعامل مع المواقف، وإنما نوعا من القوة في تدبيرها، بعيدا عن كل أشكال التوتر. أ. ك