الحركة تتصدى لأعداء الغابة والمساحات الخضراء والعابثين بالمقابر من الصعب إنجاح الانتقال الطاقي الذي يسعى إليه المغرب، والتحول نحو الطاقات النظيفة، دون إذكاء الثقافة البيئية ونشرها بين المواطنين، من خلال الجمعيات البيئية والبرامج الحكومية، التي تجعل من حماية البيئة مسألة محورية على الصعيد الوطني والمحلي. ولا تخرج حركة الشباب الأخضر، وهي جمعية بيئية بطنجة، عن هذا السياق، الذي يسعى فيه المغرب إلى تكوين أجيال واعية بقيمة البيئة وتسعى إلى حمايتها، وهو ما تطبقه هذه الحركة المكونة من مجموعة من شباب المدينة، الذين يقودون معارك في مدينتهم لحماية محيطهم البيئي، من المتربصين به، سواء تعلق الأمر بـ "مافيا العقارات" أو الأشخاص غير المسؤولين الذين يضرون بالبيئة. وتعتبر حماية الغابات من المواضيع الأساسية التي تعمل عليها الحركة، خاصة الترامي عليها وقطع الأشجار، أو إعدام مساحات من أجل تشييد مبان أو فضاءات خاصة، إذ يقول زكرياء أبوالنجاة، رئيس الحركة، تردنا في حركة الشباب الأخضر أخبار متواترة عن انتهاكات في حق غابات المدينة، تكاد تكون أسبوعية، ما يجعلنا نقول إن "طنجة تحت القصف، قصف مافيا العقار والهمجية التي تسكن البعض، والهوس بالإسمنت والآجر، والباحثين عن الربح السريع، ولو على حساب التاريخ الطبيعي للمدينة". ويضيف رئيس الحركة أنه يمكن "تفهم" وضع هؤلاء الذين "لا يبالون سوى بمصالحهم الضيقة على حساب الطبيعة والإنسان والتنمية والمستقبل، لكن الغريب هو أن هذه الانتهاكات تطول الحيز الجغرافي نفسه باستمرار وفي فترات متقاربة جدا، حتى إن رواد الغابات من أصدقاء الحركة يرصدون الانتهاكات كل أسبوع، وكأنه ليست هناك سلطات مهمتها مراقبة المجال الطبيعي". ولا تقتصر أنشطة الحركة على حماية الغابات، والتنديد بالجرائم المرتكبة ضدها، بل تقوم بأنشطة أخرى مختلفة، من قبيل العناية بالمقابر، إذ قامت قبل أيام بتنظيف مقبرة "بوعراقية" بطنجة، في إطار برنامج "أوراش". وتم تنظيف المقبرة من الأعشاب اليابسة، وشذبت الأشجار التي بداخلها، ما أضفى عليها صورة جديدة تسر زوارها، عكس ما كانت عليه من قبل، إذ تراكمت بها الأعشاب الميتة ونشأت فيها نباتات عشوائية. وتقف الحركة أيضا سدا منيعا ضد المسؤولين الترابيين، الذين يزيلون أشجار المدينة، أو يحاولون إعدام المناطق الخضراء، إذ تقوم بتوجيه نداءات إلى سكان المدينة والغيورين عليها، وتنشر تلك الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يمكن من المدينة من الحفاظ على مكتسباتها البيئية. عصام الناصيري