تتجاوز 580 مليارا من الأموال قابلة للاسترجاع في حين تعتبر ملايير أخرى في حكم الميتة يتلكأ أرباب العقارات المجاورة للطرق العامة بعمالات مقاطعات البيضاء في دفع التزاماتهم المالية السنوية للمساهمة في نفقات تجهیزها وتهیئتها، إذ توقف العداد إلى حدود شتنبر الماضي في 30 ألف درهم، في وقت يرتفع الباقي استخلاصه من هذا الفصل إلى حوالي 20 مليون درهم. وبينت وثيقة توصلت بها "الصباح" حجم الخصاص بين المبالغ المفروضة من الرسوم والضرائب المستحقة للجماعة، وبين المبالغ المقبوضة حقيقة في نهاية السنة المالية، التي تتزامن مع نهاية السنة العادية، وتشكل الرسوم المستحقة على أرباب العقارات واحدة منها فقط. ووصلت الميزانية السنوية لأكبر جماعات المغرب بالكاد إلى 4.2 ملايير درهم في 30 شتنبر الماضي، إذ توقع المشرفون على البرمجة والمالية أن تصل في أحسن الأحوال إلى 4.5 ملايير درهم في نهاية السنة الجارية. وتقدر مصالح الميزانية والمالية قيمة الأموال الضائعة العصية على الاستخلاص بأكثر من 580 مليار سنتيم، وهي مستحقات مختلفة وتتباين بين فصل وآخر، دون الحديث عن المبالغ المستحيل استرجاعها، لعدة أسباب، أهمها غياب بيانات دقيقة عن الملزمين. وتضع الوثيقة جداول بالمبالغ التي حصلت عليها خزينة الجماعة فعليا، في السنوات بين 2021 و2023، وبين المبالغ التي يجب استخلاصها، وصدرت في شأنها إقرارات وتوصل بها أصحابها، دون أن تصل العملية إلى نهايتها. واستخلصت الجماعة من الضريبة على الأراضي غير المبنية في حدود شتنبر 2023 ما قيمته 165 مليون درهم، بينما حصر الباقي استخلاصه من 2022 في مليار و223 ألف درهم، في حين وصلت القيمة في نهاية 2020 إلى 168 مليون درهما، و2021 تجاوز المداخيل 213 مليون درهم. واستخلصت الجماعة من رسم الخدمات الاجتماعية ما قدره 90 مليار سنتيم إلى حدود شتنبر 2023، بينما يصل الباقي استخلاصه إلى حوالي 300 مليار سنتيم، وهو مبلغ ضخم يضاف إلى رسم السكن الذي لم تتسلم منه الجماعة في المدة نفسها سوى 8.5 ملايير سنتيم، مقابل 13 مليار سنتيم في شكل متأخرات. وبالنسبة إلى الضريبة على بيع المشروبات، وبسبب الفوضى التي تسود هذا القطاع وعدم الإفصاح عن أرقام المعاملات والأرباح، لم تتوصل الجماعة في شتنبر 2023 سوى بـ3.5 ملايير سنتيم، بينما يبلغ الباقي استخلاصه من 2022 9.5 ملايير سنتيم. واستخصلت الجماعة من الرسم المهني، حوالي 120 مليار سنتيم إلى حدود شتنبر الماضي، بينما يتراكم الباقي استخلاصه لعدة سنوات ووصل في نهاية 2022 إلى 600 مليار سنتيم، قد تكون غير قابلة للاستخلاص، علما أن المبالغ المقدرة في هذا الرسم لا تتجاوز سنويا 100 مليار سنتيم. وتواجه ميزانية الجماعة عدة مشاكل في فصول أخرى بمبالغ متفاوتة وأحيانا تكون صغيرة، لكن مؤثرة في الحساب العام للمداخيل، إذ تحتاج المدينة، على أقل تقدير، إلى 100 مليار سنتيم إضافية لمواكبة الحاجيات الضرورية في التجهيز والاستثمار، في الوقت التي تبتلع فيه النفقات الإجبارية كل شيء. يوسف الساكت