اللقب تتويج لمسار مهني أبدعت فيه واستثمرت التكنولوجيا والتطبيقات الرقمية لتدريس مادة الفلسفة لم تفز فاطمة الزهراء المهدون أستاذة مادة الفلسفة بثانوية خميس الساحل بمديرية وزارة التربية الوطنية بالعرائش، صدفة بلقب "أفضل معلم عالمي" لسنة 2023، كما أعلن عن ذلك في حفل نظم بالهند، السبت قبل الماضي. لقد استحقته عن جدارة لما راكمته من تجربة رائدة في مجال التعليم الرقمي طيلة 8 سنوات من مسارها المهني. وتفوقت هذه الأستاذة الشابة الخبيرة والباحثة في التعليم الرقمي، على 136 منافسا ومنافسة من مختلف الدول. ورفعت العلم الوطني في هذا المحفل العالمي، لثاني مرة في شهور قليلة بعد فوزها في يونيو الماضي بلقب "المعلم العربي المبدع" مع ليبية وتونسي، بعد سلسلة من الورشات النظرية والتطبيقية والتقنية دامت أكثر من 8 أشهر. وتوج اللقبان تجربتها في التكوينات الذاتية المعمقة في المجال، سيما مع جمعية تكنولوجيا التربية الحديثة، شكلت "قفزة نوعية" في مسارها المهني منذ تخرجها من المركز الجهوي ببني ملال والتحاقها بتلك الثانوية، بعد حصولها على ماستر علوم التربية بعد مسار دراسي جامعي ناجح في علم النفس بكلية الآداب ظهر المهراز بفاس. وقالت "إن الاشتغال في التعليم يجعلك في سعي دائم للتعلم ومواكبة كل المستجدات لتحقيق ممارسة مهنية مثالية" و"في كل مرة يجب القيام بتقييم ذاتي لتطوير الأداء الفصلي والممارسة المهنية"، ما شكل "حافزا لتطوير قدراتي" من خلال المشاركة في دورات مع فرق عربية من تونس ومصر والسعودية والإمارات، "لإثراء خبرتي وتطوير أدائي". هذا الطموح وتجدده، توجا بحصول فاطمة الزهراء ابنة وجدة، على شهادات مكنتها من أن تصبح مكونة ومدربة لدى فرق عربية وسفيرة لدى جمعية للتربية الرقمية، باعتبارها خريجة الفوج الأول من المكونين في المجال، موازاة مع رصيدها الأكاديمي ونشاطها الجمعوي الغزير، سيما بفيدرالية رابطة حقوق النساء، واهتمامها بالإنصات والمواكبة. تجربتها في مجال الإنصات وعلوم التربية والسيكولوجيا جعلتها تقف على حقيقة استفحال التنمر بالوسط المدرسي، إذ غطت 11 مؤسسة تعليمية بين مارس وماي الماضيين، 10 منها بالعرائش وواحدة بمديرية تارودانت، عن طريق ورشات تفاعلية مع التلاميذ الذين أشركتهم في النقاش والتفاعل لملامسة الظاهرة بعيدا عن الطريقة التقليدية. واستغلت فاطمة الزهراء المهدون لإنجاح تجربتها الغزيرة، أشرطة فيديو قصيرة ومقاطع إشهارية وأبدعت مسرحية صامتة عن التنمر خلف عرضها صدى. وأدمجت كل ما هو رقمي في هذه التجربة الواسعة والدقيقة، ما حفزها على اختيار "التنمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي" موضوعا للتنافس على اللقب العالمي لأحسن معلم عالمي. وأكدت اشتغالها على 3 مشاريع للتنافس على اللقب، أدمجت في تدريس الفلسفة تقنيات الذكاء الاصطناعي والتطبيقات والصورة الرقمية، خاصة أنها للسنة الرابعة منسقة مشروع يشكل ثمرة شراكة بين الوزارة والرابطة المحمدية للعلماء وسفارة النرويج والأمم المتحدة، يهدف لنشر ثقافة حقوق الإنسان والديمقراطية في الحياة المدرسية. وقالت عضو الفريق الإقليمي للتربية الدامجة إن "هناك مشروعين آخرين متعلقان بتدريس المادة. حاولت وضع منهجية للكتابة الفلسفية وتوظيف واستثمار عدة تطبيقات رقمية وخرائط ذهنية"، و"حاولت تحويل مقرر الباكلوريا إلى ألعاب تعليمية لأن بيداغوجية اللعب مهمة وأعطت أكلها وأكدت باستمرار أهميتها وفعالياتها". وأكدت أن كل هذه التراكمات والإنجازات، كانت أيضا ثمرة البحث عن طرق ناجعة لتدريس الفلسفة إبان الحجر الصحي وانتشار فيروس كورونا، إذ "بتنسيق مع المفتش شفيق دريدب، اشتغلت على تطبيق رقمي لتحويل كل الدروس من "باور بوانت" إلى فيديو من خلال الصوت والصورة"، عبارة عن "نص مدمج بصوتي ومحول لفيديو". وأشارت إلى أنه "منذ ولوجي للمهنة، اشتغلت على الخرائط العلمية وإدماج تكنولوجيا الاتصال والمعلوميات في ممارسة الوظيفة الفصلية، لكن فترة انتشار فيروس كورونا كانت قفزة نوعية حاولنا خلالها إبداع وسائل الاستمرارية البيداغوجية"، خاصة بالنسبة إلى مادة الفلسفة التي "تختلف في تدريسها عن بعد، عن بقية المواد الأخرى". حميد الأبيض (فاس)