مسرحية لفرقة «الأوركيد» تستعيد نمطا فرجويا من التراث قدمت فرقة "الأوركيد"، أخيرا، عملها المسرحي الجديد "سلطان الطلبة" بدار الثقافة ببني ملال بحضور عشاق المسرح الذين ملؤوا قاعة العرض، وتابعوا أطوار مسرحية استعرضت فيها مهارات التمثيل المسرحي، سيما أنها توظف جانبا مشرقا من التراث المغربي، سلطان الطلبة الذي يعد اللبنات الأولى لتأسيس المسرح المغربي. المسرحية من تأليف وإخراج الدكتور ابراهيم الهنائي، والسينوغرافيا للفنان الحسين الهوفي، والملابس للفنانة صباح لزعر. كما جسد الأدوار على الركح هشام بهلول وعبد اللطيف شوقي وعبدو الفيلالي وصلاح الدين الحقاوي وعادل اضريسي ونبيل البوستاوي، وعلي الكيحل وعادل العلام وصباح واسع الدين وشيماء خويي، أما المحافظة العامة فتعود للفنان منصور عبد الرحيم، والتقنيات للفنان سفيان الدياني والتوثيق للفنان رضوان أكنكاي، وتصميم الملصقات للفنان حمزة زردوحي، أما إدارة الفرقة والعمل المسرحي تعود للفنان مروان حسين. وانطلقت عروض مسرحية سلطان الطلبة بتقديم العمل، بقلعة السراغنة بتنسيق مع دار الثقافة فضلا عن فرقة مسرح قلعة السراغنة وبمدينة سطات وابن أحمد، كما تم تقديم عرضين ببني ملال على أن تبرمج خمسة عروض أخرى بالمدينة نفسها ومدن أخرى. واختارت فرقة الأوركيد هذا العمل الفني تثبيتا لتوطين المسرح الذي يحتفي بالتراث لازمة فنية تستعيد الذاكرة الشعبية المغربية ذات الأبعاد الفنية المتعددة. وفرجة "سلطان الطلبة" باعتبارها تراثيا مغربيا صرفا، يعود الفضل للمبدع الراحل عبد الصمد الكنفاوي في إحيائها، كما قام بإخراج المسرحية الراحل الطيب الصديقي، ونظرا لعمق العمل الفني الذي كانت تتم إعادة قراءته جيلا بعد جيل وبرؤى مختلفة، أعاد كتابته ابراهيم الهنائي بهدف إحيائه والتعريف به لدى الجيل الجديد. ومعلوم أن "سلطان الطلبة"، فن متجذر في الثقافة المغربية، وكان فرجة يتم الاحتفاء بها من قبل مختلف الشرائح الاجتماعية، إذ يعتمد مفهوم السخرية لتمرير مواقف اجتماعية ورسائل كان الهدف منها الإشارة إلى مكامن الخلل لتغييرها، فضلا عن الترويح عن المتلقي وتحقيق مفهوم التطهير كما طرحه أرسطو. سعيد فالق (بني ملال)