أسواق البال… “كولشي يلبس”

يقبل عليها محدودو الدخل لمواجهة البرد للاستفادة من ملابس ذات جودة وبأرخص الأثمان إنجاز: محمد باها مع حلول موسم البرد شرعت الأسواق والمحلات التجارية المتمركزة بسوق دلاس بالحي الحسني بالبيضاء وبسوق اللويزية، بجماعة عين حرودة التابعة لنفوذ المحمدية، في عرض الملابس الشتوية بأسعار مغرية، باعتبارها تنتمي إلى منتوجات "البال". وتتميز أسواق البال بعرض أنواع كثيرة من الألبسة يتم بيعها بأقل الأثمان، وهو ما يمكن الزبائن من اقتنائها وإشباع نهمهم في التسوق بعد أن حرموا منها. تتضمن أسواق "البال" كل أنواع وأشكال الملابس، التي تنافس قيمتها سواء من ناحية "الماركات العالمية" أو جودتها، تلك التي تعرض في واجهات المحلات التجارية الخاصة بالأزياء والألبسة، وهو ما يجعلها مقصدا لهواة اقتناص "الهوتة". رحلات مكوكية يقوم الباحثون عن "الهوتة" برحلات مكوكية بين الأسواق، التي تعرض ملابس البال في الشارع العام، سواء على طاولات مخصصة أو افتراش الأرض، إضافة إلى عدد من المحلات التجارية، التي قرر أصحابها التخلي عن الملابس الجديدة وعرض المنتمية إلى صنف "البال" نتيجة الإقبال الكبير عليها. وتتحول أسواق "البال" المتمركزة بدار بوعزة وسوق دلاس بالحي الحسني بالبيضاء و»اللويزية»، بضواحي المحمدية، إلى محج يأتي إليه الناس من كل أنحاء البيضاء والمدن المجاورة، يحجون إلى السوق المقصود استجابة لعرض لا يقاوم، وتنفيذا لرغبة شديدة في اقتناء ملابس جيدة وبأثمنة منخفضة. الزائر إلى هذه الفضاءات لا بد أن يثير انتباهه منظر المحلات التجارية، التي وضع أصحابها أمامها طاولات خاصة يعرضون عليها جميع الملابس التي لم يكن عاشقها يستطيع اقتناءها من المحلات التجارية العصرية، لثمنها الباهظ، إضافة إلى إمكانية شراء ملابس ذات ماركات عالمية مختلفة ومتنوعة من جميع الملابس للرجال والنساء، كبارا وصغارا كلها معروضة للبيع بأثمنة في المتناول. ملابس مبعثرة ومتراكمة يكفي الشخص لتحريكها للعثور على مقصده، إضافة إلى أنها تُعرض بأسعار بخسة، على الرغم من أنها ما زالت جديدة ومواكبة للموضة، من حيث الشكل والطراز، وهذه المميزات هي التي جعلت الزبائن يقبلون على اقتنائها بأثمنة مناسبة جدا، مستغلين وفرتها لاقتناص ملابس جيدة، أو كما يطلق عليه باللغة العامية "الهمزة"، قبل التسابق عليها من قبل باقي المتبضعين. نداءات لاستقطاب الزبناء «أسواق البال» حولت عددا من المناطق بالبيضاء والمحمدية ودار بوعزة إلى قبلة لرواج غير عاد، فالأماكن التي اختصت في عرض "ملابس البال" تعج بصخب وضجيج لا مثيل لهما. ولاستقطاب الزبناء، اختار الباعة أنواعا كثيرة من الإبداعات لجذب المارة، من خلال نداءات تسمع من بعيد لتحول كل من يسمعونها إلى زبناء يشترون بضاعاتهم، إذ أبى العارضون إلا المناداة على الناس بشعارات ملحنة وطريفة تأسر عقل وقلب من يسمعها، ومن بينها «باي باي الغلا كلشي إلبس ويعيش" "قرب وشوف"، "لامود عندنا والرخا حنا ماليه»، «عزل وتخير اللي بغيتي أخويا الزين"، "لبس وتبوكص». حل لمواجهة غلاء الأسعار وفي حديث لـ"الصباح"، مع أحد أصحاب المحلات التجارية بالألفة بالبيضاء عن أسباب اختياره هذا النوع من التجارة، كشف أنه اضطر لتغيير نوعية منتوجاته لمسايرة طلبات الزبناء، في ظل ضعف القدرة الشرائية التي تدفع الأسر إلى الاقتصاد في المصاريف. وأضاف العارض "لا أخفيك سرا، إذ قلت لك أنني كنت مختصا في بيع الملابس الجاهزة الجديدة، قبل أن أضطر للتركيز على ملابس البال، نظرا لحجم الإقبال الذي تتميز به، حتى أتمكن من استقطاب أكبر عدد من الزبائن وتحقيق الربح السريع، عوض انتظار يومين لبيع سروال ب 200 درهم أو معطفا بـ 350 درهما». وأضاف العارض» الزبائن بدورهم يستفيدون من شراء ملابس جيدة بنصف ثمنها، إذ عليهم استغلال الفرصة واقتناء ملابس الشتاء الذي يحتاج إلى معاطف وسترات تشكل عبئا إضافية لمن أضحت ميزانيتهم مثقوبة، بفعل الوضع الاقتصادي المتردي نتيجة موجة الغلاء». وكشف المتحدث نفسه أن الجميع يستفيد سواء الزبناء، أو البائعون، فالأثمنة المعروضة تساهم في رواج كبير وإقبال من قبل الزبائن، على الرغم من أننا اضطررنا إلى خفض الأثمان لتشجيع الزبناء، مشددا على أن الأهم هو بيع السلع الشتوية لمسايرة فصلها والتعاون مع الفئات محدودة الدخل، في ظل موجة غلاء الأسعار، التي تسببت في ضرب القدرة الشرائية للمواطنين. ماركات عالمية بأقل الأثمان اعتبرت أميمة طالبة جامعية، «منتوجات البال» فرصة حقيقية لاقتناء ما تحتاجه، خصوصا ما يتعلق بالملابس الشتوية التي كانت عاجزة عن شرائها بكثرة، نظرا لثمنها المرتفع، مشددة على أنها حققت هدفها في ارتداء ملابس جميلة وبثمن أقل". وأضافت أميمة التي كانت تقتني ملابس بسوق دلاس بالحي الحسني، «مع تجارة ملابس البال التي أصبحت منتشرة بعدد من المناطق، اعتدت على الحضور لاقتناء ما يلزمني، خصوصا أن الفرصة لا تعوض، لا أخفيك سعادتي مع انتشار "أسواق البال" التي أقتني منها كل ما كنت محرومة منه من قبل، وأكثر ما يجذبني جودة تلك الملابس ذات الماركات العالمية المعروضة بأثمنة بخسة، فعلا لولا أسواق البال لما تمكنت من اقتناء مجموعة كبيرة من الملابس، لأن قدرتي الشرائية لا تسمح لي بذلك». وعوض انتظار موسم التخفيضات الذي تفرج فيه مراكز التسوق وعدد من المحلات عن أثمنتها "المخفضة" دون أن يكون الثمن مناسبا، فإن الفئات المعوزة والمتوسطة يمكن لها اقتناء ما يلزمها بفضل "سوق البال»، الذي صار فضاء تترسخ فيه علاقة التعاون بين الباعة والزبناء، تطبيقا لمنطق «رابح رابح». وتحولت أسواق "البال" إلى فرصة للاستمتاع بالتسوق والاستفادة من ملابس مميزة وبأقل تكلفة، وهي فرصة حقيقية لا تعوض، وهو ما يترجم على أرض الواقع، من خلال الإقبال الشديد من قبل سكان العاصمة الاقتصادية والمدن المجاورة، بحثا عن "الهوتة".

أسواق البال… “كولشي يلبس”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

‭"‬سلطان‭ ‬الطلبة‭" ‬ببني‭ ‬ملال

لقطات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات