رسم لنفسه خارطة طريق النجاح في أغان استحضرت لواعج الحب ومشاكل الشباب وأحلامه استثمر الشاب التاوناتي زهير الباشا صوته القوي رأسمالا للنجاح والشهرة، رسم خارطتهما بثبات طيلة سنين بريشة عصامية أبدع بمدادها أغاني شعبية مميزة كلمة وعزفا ولحنا وأداء، منبعها فنون تراثية وشعبية حلقت باسمه عاليا واحدا من عدة مواهب صاعدة اختارت الفن طريقا سالكا للنجاح، مهما بلغ حجم المشاكل والعراقيل والمثبطات. لم تمنع الظروف الاجتماعية الصعبة وغياب التشجيع والدعم، زهير المزداد في 28 فبراير 1992 بدوار أولاد بلقاسم بجماعة بوعادل المشهورة بمنتجعها الأجمل بتاونات، من مواصلة مشوار شاق بدأه صغيرا. وورث عن جبال المنطقة، صلابتها وشموخها، فقوت عضده وقدرته على الصبر في سيره المتعب نحو تثبيت اسمه بين الفنانين الشباب. يقول الشاب زهير ويلقبه عشاقه فنيا ب"الزهر العيساوي": "ظروفي قاسية. لم أجد الدعم المادي والمعنوي. لكني أقاتل وأتقاتل مع الظروف مهما قست علي، للوصول وتحقيق حلمي"، مضيفا "رغم كل ذلك وغيره مما لا يقال، أريد إيصال موهبتي للعالمية. أومن بقدراتي وسأصل ولو طالت مدة السير في اتجاه قمة النجاح والشهرة والعالمية". إصراره ليس حديثا ولن يتوقف. لقد شب على ذلك منذ اكتشف وعائلته موهبته في الغناء ونظم الكلمات وتلحينها وتوزيع ألحانها، رغم أنه لم يلج معهدا ولا تتلمذ على أيدي كبار الموسيقيين. تسلح بعصاميته بمنطقة معطاء أنجبت عدة فنانين عصاميين أشهرهم بوعلام والكوشي وعبد الرحيم ثلاثي فرقة صنهاجة للطرب الجبلي. ويؤكد "في سن الثامنة اكتشف بعض أقاربي صوتي وانبهروا لأدائي المميز لأغان جبلية. شجعوني لتحقيق حلمي ومجاراة كبار فناني هذه المنطقة دون أن يتأثر تحقيقه بكل الظروف القاسية التي عشتها"، مستحضرا لحظة خروج للعلن بقوله "اشتغلت مياوما وجمعت مبلغا ماليا وكتبت كلمات 4 أغان لحنتها بنفسي، وانطلقت إلى الأمام". "قالت لي خطبني ونوي الحلال"، "يا بنت خالتي" "راني نبغيك"... عناوين أغانيه الثلاث الأولى أبدعها وعرفت نجاحا محليا وزاد انتشارها بعد تسجيلها وتداولها بمختلف المدن، سيما بعد إخراجه للوجود أول ألبوماته قبل 8 سنوات خلت، تضمن 5 أغان أخرى سجلها في استوديو بتاونات، منها "تعالى نقولك" التي أدتها مجموعة أفلاك. يتذكر زهير بحسرة تلك السنة وهذا الحدث الذي كاد يوقف انطلاقته ويقبر موهبته، بسبب مشكل مع الاستوديو كلفه 4 سنوات من "عطالة" حلم كاد يجهض لولا تحفيز أقاربه على الخروج من "عزلته"، ليعود للساحة من جديد في 2018 وبنفس أكبر ورغبة في رفع التحدي بعدما طوى الصفحة دون قراءة آخر سطورها. عودة زهير الذي لم يتم دراسته بسبب مشاكله الاجتماعية وانقطع عنها مبكرا من مستوى الثامنة إعدادي، كانت غزيرة ووفيرة الإنتاج بإصداره أغاني جديدة كتب بنفسه كلماتها ولحنها وغناها، منها "واهيا مالي" و"سيفطت لها ميساج" و"بغيت نهجر يا لميمة" و"راني مليت من البطالة" و"أنت الحب التالي" و"باغي نمشي مع الحراكة". ويؤكد زهير الموسيقي العضو في اتحاد الموسيقيين المغاربة، أن نسبة مهمة من أغانيه المسجلة والمتداولة في أشرطة وافتراضيا، إما جبلية أو على شكل راي شعبي، تتنوع مواضيعها بين اهتمامات الشباب ومشاكله الاجتماعية والعاطفية وأحلامه والتغني بالحب والطبيعة والجمال، دون أن يغفل الاهتمام بالموروث الشعبي والتراثي المحلي. ويشكو هذا الشاب القروي الحالم بالعالمية، من ظروف التسجيل التي بنظره "أكبر عائق في مسيرة أي فنان طموح خاصة من الشباب"، مؤكدا لجوءه لصفحات مواقع التواصل الاجتماعي لنشر أغانيه وتداولها، ما وسع دائرة انتشارها وأوصلها إلى شريحة واسعة من المعجبين بالوطن وخارجه، متمنيا إبداع أغنية تزيد من شهرته دوليا. حميد الأبيض (فاس)