fbpx
الصباح الـتـربـويمقالات الرأي

وضعية المربي في منظومة التعليم الأولي

لا يمكن التوفيق بين المهام الكثيرة الملقاة على الأستاذ ومطالبته بتنزيل الإصلاحات وبين أجره الهزيل

إدريس القباط*

مر التعليم الأولي، منذ الاستقلال، من ثلاث مراحل مختلفة:
التعليم الأولي التقليدي، إذ يعتبر المسيد مرحلة ضرورية بالنسبة إلى الطفل قبل الولوج إلى المدرسة الابتدائية.
التعليم الأولي العصري، الذي تجسد في رياض الأطفال، أو مؤسسات التعليم الأولي الخاصة، أو المدارس الأجنبية. أقسام مدمجة في مؤسسات التعليم العمومي، وتسعى الدولة من خلالها إلى جعل التعليم الأولي حلقة أساسية ومحطة إلزامية في نظامها التعليمي، يستفيد منه جميع الأطفال بمجرد بلوغهم سن الرابعة. واحتلت قضية التعليم الأولي صدارة النقاشات حول إصلاح قطاع التربية بالمغرب، إذ تم الاتفاق على أن لا إصلاح ولا نهوض بالتعليم دون الاهتمام بالتعليم الأولي.
وعزز مؤتمر الصخيرات المنعقد في 2018 هذه الخلاصات، بتشديده على تنزيل التوجيهات الملكية، الرامية إلى تعميم تعليم أولي ذي جودة وتنميته،
بيد أن كل محاولات الإصلاح ومحاولة تعميم التعليم الأولي المؤطرة بنصوص وقوانين، أغفلت وتناست وضعية المربي والأستاذ.
فلا يمكن تعميم التعليم الأولي بالمغرب دون إعطاء القدر نفسه من الأهمية لمسألة التجويد وإلا لكان هذا التعميم دون فائدة. فالتجويد في التعليم الأولي، لا يقتصر على النصوص والبرامج/المناهج فقط، بل يتعدى ذلك إلى تجويد وضعية الأستاذ المعيشية في خط مواز لكل محاولة إصلاح.
إن إيمان المربي بأداء مهنة نبيلة يغطي على أي هاجس نفسي، إلا أن الجانب المادي دائما يؤرق باله على الدوام، كما أن المقارنة لا تستقيم بين المهام التي يقوم بها المربي، وبين الأجر الهزيل الذي يتقاضاه آخر الشهر، إضافة إلى العمل داخل القسم وكثرة التكوينات غير المؤدى عنها، زد على ذلك أن المربي يشتغل بأنظمة معلوماتية بشكل شبه يومي لأغراض القيام بتقييمات لقدرات الطفل وتتبع حالته الصحية.
إن الإصلاح الحقيقي لورش التعليم الأولي يجب أن ينفتح أيضا على الأستاذ، فهو حلقة أساسية فيه، إذ أن المربي هو من يسهر على تنزيل هذه الإصلاحات، وهو المصاحب الأول للطفل، وهو من يعمل بالدرجة الأولى على تحقيق التنمية الشاملة للطفل.
إضافة إلى كل ما سبق ذكره، فتنوع المتدخلين في التعليم الأولي أدى إلى تباين في الأهداف والمقاربات البيداغوجية والتقنيات والوسائل، وتكوينات المربين والمربيات، ما نتج عنه تباينا في الخدمات المقدمة لفائدة الأطفال، ما لم يتح تحقيق مبدأ الإنصاف وتكافؤ الفرص.

*طالب باحث في سلك الماستر وأستاذ بقطاع التعليم الأولي ومستشار جماعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.