غزة تسقط أقنعة النفاق

تضارب بيانات تجار القضية بين الصادرة بالعربية والموجهة للقراء الأجانب كشفت أحداث غزة كيف أصبحت القضية الفلسطينية أصلا تجاريا لدى البعض في الخارج والداخل، إذ يستغلها شق من اليسار لتوسيع جبهته وتوحيد صفوفه وإخفاء عجزه، وتستعملها الجماعة المحظورة لإدامة احتلال الشارع المغربي، إلى أقصى حد ممكن. ونبه أبو وائل الريفي في بوح أمس (الأحد) على "شوف تيفي»، إلى أن الجماعة التي تناصر المقاومة وتتمسك بها خيارا وحيدا تنافق «القومجيين» وتغازل أهل اليسار في المؤتمرات والمسيرات والجبهات والمجموعات في إدانة المقاومة في سياقات وبيئات أخرى بلغات غير العربية، معتبرا أن تلك هي عادة تيارات الإسلام السياسي، التي تضع لكل مخاطب خطابا إيمانا منها أن "لكل مقام مقال"، ضاربا المثال على ذلك بالبحث في خطاب وبيانات صادرة عن تلك الجماعات باللغات الأجنبية، لمعاينة الفرق الواضح في المواقف والمصطلحات والاختيارات. وبالمقابل، يستمر المغرب في موقفه المبدئي المتضامن مع الشعب الفلسطيني وسكان غزة ضد المجازر الهمجية، التي تنفذها القوات الإسرائيلية، في انتهاك صارخ لحرمة المدنيين والأطفال والمسنين والمرافق الصحية والتعليمية وأماكن العبادة. وتستمر جهود المغرب للتوصل إلى حلول سريعة لوقف العدوان وإطلاق الرهائن المدنيين وإدخال المساعدات وتمتيع سكان غزة بوسائل العيش كغيرهم من سكان العالم. وهي المواقف التي وصفها أبو وائل بأنها لا تتأثر بتغير الظروف، وتخضع لمبادئ ثابتة أصر المغرب أن تتضمن في الاتفاق الثلاثي حين نص على "موقف المملكة المغربية المتوازن والثابت بخصوص القضية الفلسطينية"، مستحضرا مسؤوليتها في كل الخطوات الهادفة إلى تخفيف المعاناة عن الفلسطينيين، وهو ما لم تتردد فيه المملكة فأرسلت طائرتين عسكريتين محملتين بالمساعدات الإنسانية العاجلة، (مواد غذائية ومستلزمات طبية ومياه)، إلى فلسطين، دون التقليل من الحرص على إعادة إحياء المسار السياسي وتسريع العودة إلى التفاوض، على اعتبار أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتجنب التصعيد، الذي لا يتضرر منه إلا المدنيون، مشددا على أن جهود المغرب في هذا الباب لن تتوقف إطلاقا، على قاعدة حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، ولها كل مقومات الحياة. وتوقع صاحب البوح أن يقف العدوان ويكتشف الكل أن منطق المغامرة وهدم كل الخيارات المتاحة، لا يؤديان إلى حلول بقدر ما يعقد الوضع أكثر، وسنكتشف بعد حين أن الحل السياسي لن يستطيع صناعته إلا معتدلون من الطرفين يغلبون الأبعاد الإنسانية في سياساتهم، وما يتمناه المغرب هو أن لا يكون ثمن الوعي بذلك باهظا وأن لا يكون الوقت قد فات. وعبر المغاربة في مسيرة يوم 15 أكتوبر عن تضامنهم مع إخوانهم الفلسطينيين واستنكروا الجرائم الهمجية، التي وصل عدد ضحاياها أرقاما مقلقة، واستهجنوا ممارسات لا تنتمي إلى هذا القرن، متابعين بشكل يومي هذه القضية، وهم يعرفون الوقت المناسب للعودة إلى الشارع مرة أخرى، لكن فئة من محترفي ملء الشارع وتزجية الوقت بالاحتجاجات، تأبى إلا استغلال كل حدث لممارسة هوايتها والركوب على القضية وإدامة الاحتجاجات تقوية لمواقعهم، التي عجزوا عن تحصينها من خلال صناديق الاقتراع. خ. ح

غزة تسقط أقنعة النفاق

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قاتل بالتسلسل دفن ضحاياه

تحقيقات قضائية في انفجارات السمارة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات