هشاشة العظام… خطر الكسور

التقدم في العمر يزيد من إمكانية الإصابة والنساء أكثر تعرضا لها تسبب هشاشة العظام ضعفها، لدرجة أن أي سقوط أو مجهود بسيط، مثل الانحناء أو السعال يمكن أن يسبب كسورا. وتحدث حالات الكسر المرتبطة بهشاشة العظام بصورة شائعة في الورك والرسغ والعمود الفقري. وتصيب هشاشة العظام الرجال والنساء على حد سواء، غير أن النساء بيض البشرة والآسيويات، خاصة اللاتي تجاوزن سن اليأس، هن الأكثر عرضة للخطر. ويمكن أن تساعد الأدوية، والنظام الغذائي الصحي، وتمارين رفع الأثقال في تقوية العظام الضعيفة. علاجات هرمونية متنوعة تختلف كميات الكالسيوم لسلامة العظام باختلاف المراحل العمرية يحتاج التصدي لهشاشة العظام علاجا يساعد على تفادي المضاعفات الناتجة عنه، مثل الكسور في عدد من أنحاء الجسم، خاصة العمود الفقري والورك. ولهذا يتم اعتماد طرق متعددة لعلاج هشاشة العظام منها العلاجات الهرمونية، التي كانت في الماضي علاجا أساسيا، لكن بسبب ظهور بعض الإشكاليات المتعلقة بسلامة الاستعمال ونتيجة توفر أنواع أخرى من العلاجات، بدأت وظيفتها تختلف وتتغير. وأكدت عدة تقارير أنه تم استبدال معظم العلاجات الهرمونية، التي تؤخذ عن طريق الفم بشكل خاص سواء كانت تشمل "البروجسترون" أم لا، إلى طرق أخرى منها اللاصقات والمراهم، أو الحلقات المهبلية. ويؤكد الأطباء أنه لابد من اطلاع المصاب بهشاشة العظام على الإمكانيات العلاجية المتاحة أمامه، مع استشارة الطبيب لضمان الحصول على الطريقة الأنسب والأكثر فعالية. ويقول الأطباء إنه إذا كان علاج هشاشة العظام الهرموني غير مناسب لمريض ما، وإذا لم يساعد تغيير النظام الحياتي في السيطرة على المرض، فهناك أنواع من العقاقير الدوائية التي تعطى بوصفة طبية وتعد فعالة في إبطاء فقدان الكتلة العظمية، بل وتساعد كذلك في زيادة حجمها مع مرور الوقت. وتنضاف إلى أنواع العلاجات سالف ذكرها ما يعرف ب"علاجات الطوارئ"، إذ أثبتت عدة دراسات أن نوعا معينا من العلاجات الطبيعية يساعد في تخفيف حدة الألم بشكل ملحوظ، كما يساعد أيضا في تحسين ثبات قوام الجسم وتقليل خطر الإصابات نتيجة السقوط لدى النساء اللواتي يعانين هشاشة العظام. وترتكز طريقة العلاج الطبيعي على الدمج بين جهاز خاص يتم تركيبه على الظهر يقوم بدعم الظهر بواسطة تركيز ثقل الجسم في الجزء السفلي من العمود الفقري، وبين التمارين الجسدية التي تهدف إلى شد الظهر. وبمجرد ظهور أعراض هشاشة العظام من الضروري الحرص على استهلاك كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين "د"، بالإضافة إلى الوسائل والتدابير الإضافية، لأن من شأن ذلك أن يساعد كثيرا في منع استمرار ضعف العظام. وتختلف كميات الكالسيوم التي ينبغي استهلاكها للحفاظ على سلامة العظام باختلاف المراحل العمرية، ففي مرحلتي الطفولة والبلوغ يحتاج الجسم إلى كميات كبيرة جدا من الكالسيوم، إذ يكبر الهيكل العظمي خلالهما بسرعة، وكذلك الأمر أيضا في فترتي الحمل والإرضاع. وتحتاج النساء اللواتي يبلغن سن انقطاع الطمث وكذلك الرجال في سن متقدمة إلى كميات كبيرة أيضا من الكالسيوم، فكلما تقدم الإنسان في العمر تقل قدرة جسمه على امتصاص الكالسيوم، ما يتطلب علاجات معينة لتفادي هذا المشكل. أمينة كندي لمعلوماتك < إصابة أحد الوالدين أو الإخوة بهشاشة العظام يعرض الشخص لقدر أكبر من الخطورة، سيما إذا كان والده أو والدته قد تعرضا لكسر في الورك. < يلعب النقص في تناول الكالسيوم دورا في الإصابة بهشاشة العظام، كما يسهم انخفاض الكالسيوم في خفض كثافة العظام، والفقدان المبكر لقوتها وزيادة خطر الإصابة بالكسور. < يزيد الاستهلاك المنتظم لأكثر من مشروبين كحوليين في اليوم من خطر الإصابة بهشاشة العظام. < لم يتضح الأثر الفعلي لتعاطي التبغ في الإصابة بهشاشة العظام، ولكن ثبت أنه يسهم في إضعافها. رقــــــــم 50 عاما يعد ضعف الأستروجين أحد الأسباب الرئيسية لهشاشة العظام، خصوصا عند حدوث انخفاض سريع في مستواه بعد سن اليأس. وبما أن مستوياته عند معظم الرجال، الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما، أعلى من مستوياته عند النساء بعد انقطاع الطمث، فإن هذه المستويات تنخفض مع التقدم بالعمر أيضا، ويرتبط انخفاض مستويات الأستروجين بالإصابة بهشاشة العظام عند الرجال والنساء على حد سواء. ويؤدي نقص هرمون الأستروجين إلى زيادة تخرب العظام، وتسريع حدوث نقص الكثافة العظمية، كما أن انخفاض مستويات الهرمونات الجنسية الذكرية، يسهم في إصابة الرجال بهشاشة العظام. عصام الناصيري نــصــيـــحــة فحوصات تُفحص كثافة العظام عادة من خلال قياس امتصاص الأشعة السينية ثنائية الطاقة (DXA). ورغم اختلاف الإرشادات المتعلقة بالفحوصات من دولة أو مؤسسة إلى أخرى، فإن مؤسسة هشاشة العظام الوطنية الأمريكية والجمعية الدولية لقياس الكثافة العظمية السريرية، تنصحان النساء بإجراء الفحوصات بداية من سن الـ 65 عاما. وتقول سارة كيلر، اختصاصية أمراض الروماتيزم في قسم الروماتيزم وأمراض المناعة في كليفلاند كلينك، إن الأفراد من ذوي عوامل الخطر المرتفعة يجب أن يخضعوا للفحوصات في فترة مبكرة، كما يجب على الذين تشير الفحوصات إلى إصابتهم بهشاشة العظام، أو انخفاض كثافتها الخضوع إلى قياس امتصاص الأشعة السينية ثنائية الطاقة مرة كل عامين. ع. ن مخاطـر التبـغ والكحـول الدكتور المسعودي قال إن كسور العمود الفقري أو الورك أو الرسغ من أخطر المضاعفات قدم الدكتور بوشعيب المسعودي، اختصاصي في أمراض العظام والمفاصل والروماتيزم، لمناسبة اليوم العالمي لهشاشة العظام، والذي يصادف 20 أكتوبر من كل سنة، بعض التوضيحات حول المرض، منها أسباب الإصابة به، وأعراضه. وتحدث المسعودي في حوار لـ"الصباح" عن المضاعفات التي يمكن أن يعانيها المريض، بالإضافة إلى عوامل الخطر. في ما يلي التفاصيل: متى يمكن الحديث عن هشاشة العظام؟ > تسبب هشاشة العظام ضعفها ونقصان صلابتها، إلى درجة أن أي سقوط أو مجهود بسيط مثل الانحناء أو السعال، يمكن أن يسبب كسورا. وتحدث حالات الكسر المرتبطة بهشاشة العظام بصورة شائعة في الورك والرسغ والعمود الفقري. ما هي الأعراض التي يعانيها مرضى هشاشة العظام؟ > يعتبر مرض هشاشة العظام، من الأمراض الصامتة، إذ ليست له أعراض معروفة وواضحة، إذ لا يعرف إلا عند ظهور العواقب وخاصة الكسور. ورغم عدم وجود علامات أو أعراض مبكرة لهشاشة العظام، فبمجرد أن تصبح العظام ضعيفة أو هشة، يمكن أن تظهر بعض الأعراض منها آلام الظهر وعادة تحدث، بسبب فقرات مكسورة أو منهارة، وفقدان الطول مع مرور الوقت، والانحناء، إذ يصبح الوقوف والجلوس بشكل مستقيم مزعجا ومؤلما. ومن الأعراض أيضا، كسر العظام بسهولة أكبر مما كان متوقعا نتيجة السقوط البسيط، والإصابة بكسور انضغاطية في الظهر، وهو نوع من العظام المكسورة، التي يمكن أن تتسبب في انهيار الفقرات ما يجعلها أقصر، كما يمكن أن يشعر المريض بالألم أثناء القيام بأنشطة بسيطة، مثل الانحناء والرفع والسعال، علما أن الكسور تلتئم ببطء، خاصة مع كسور الورك، رغم الراحة الكافية والأدوية. ما هي أسباب الإصابة بهشاشة العظام؟ > هناك العديد من العوامل، التي تزيد من احتمال الإصابة بهشاشة العظام، وتشمل، العمر، والعرق، وبعض العادات اليومية. كما أن هناك مخاطر غير قابلة للتغيير، منها الجنس، إذ تعد النساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام من الرجال، والعمر، فكلما تقدم الشخص في السن، زادت خطورة الإصابة بهشاشة العظام. كما أن حجم هيكل الجسم، من عوامل الخطر، علما أن الرجال والنساء أصحاب القوام الصغير أكثر عرضة للإصابة، لأن كتلة العظام لديهم عادة ما تكون أقل وتتناقص مع تقدمهم في العمر. ويعد انخفاض مستويات هرمون الأستروجين لدى النساء عند انقطاع الطمث، أحد أقوى عوامل خطر الإصابة بهشاشة العظام. ما هي علاقة التغذية بالإصابة بهشاشة العظام؟ > يزداد احتمال الإصابة بهشاشة العظام لدى الأشخاص، الذين يعانون نقصا في الكالسيوم، إذ يلعب انخفاضه في الإصابة بهشاشة العظام، ويؤثر ذلك أيضا على كثافتها. كما أن نقص في الفيتامين "د"، يؤثر على عملية تثبيت الكالسيوم بالعظام. كيف يمكن أن تزيد بعض العادات السيئة من خطر الإصابة بالمرض؟ > يعتبر الأشخاص الذي يقضون الكثير من الوقت في الجلوس، أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام، مقارنة بالأشخاص الأكثر نشاطا. كما أن الإفراط في استهلاك الكحول يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام، والشيء ذاته بالنسبة إلى تعاطي التبغ. ماهي المضاعفات؟ > تعد كسور العظام، خصوصا في العمود الفقري أو الورك أو الرسغ، أكثر المضاعفات خطورة لهشاشة العظام. ويحدث كسر عظمة الورك عادة بسبب السقوط، ويمكن أن يؤدي إلى حدوث إعاقة. في بعض الحالات، يمكن أن تحدث كسور العمود الفقري حتى وإن لم يتعرض الشخص للسقوط. وربما تضعف العظام التي تشكل العمود الفقري (الفقرات) إلى درجة الانكماش، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى الشعور بألم في الظهر، ونقص الطول، وتقوس العمود الفقري إلى الأمام. وكذلك الإصابة بكسور في الرسغ بسهولة. أجرت الحوار: إيمان رضيف في سطور - من مواليد خريبكة - اختصاصي في أمراض العظام والمفاصل والروماتيزم - كاتب وقاص مخرج سينمائي

هشاشة العظام… خطر الكسور

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحت الدف

صفقات بالبيضاء تكبد خسائر بالملايين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات