“التشرميل”…قاهر الأمن والمواطن

احتلت كلمة «التشرميل» مكانتها في المجتمع المغربي، وتحولت إلى ظاهرة بعد أن انطلقت بمبادرات فردية لأشخاص، غالبا ما يكونون من المجرمين أو ذوي السوابق القضائية وأحيانا مواطنين عاديين أعجبوا بالفكرة وقلدوها، وتحولت إلى كل فعل خارج عن القانون ومرتبط بالاعتداء على أمن وسلامة المواطنين وأحيانا حتى على سلامة رجال الأمن. الصحافيون وجدوا في الكلمة ضالتهم، وأصبحت مختلف الجرائد والمواقع الإلكترونية تستعمل الكلمة للتعبير عن سلوك منحرف صدر عن جانح ضد الغير أو حتى ضد نفسه، وانطلاقا من هذا فقد أصبح حرق شخص لآخر واعتداء فتاة على صديقتها أو قريبة لها، والهجوم على مسكن الغير أو حمام أو مقهى أو مستشفى «تشرميلا»، رغم أن الكلمة أطلقت في البداية على الأشخاص الذين يستغلون موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» لنشر صور لهم بلباس وساعات وحلاقة شعر خاصة.هذا الخلط، كما يسميه رجال الأمن، زاد من متاعب المكلفين بحراسة السلامة الجسدية وممتلكات المواطنين، بل إنهم يعتبرون ما تكتبه الجرائد تهويلا وتضخيما وأن «التشرميل» بمفهومه الضيق سالف الذكر قد تم القضاء عليه، بعد التعليمات التي صدرت عن وزير الداخلية خلال لقائه مع المسؤولين الأمنيين، وما تلاها من اعتقالات بالآلاف طالت ما يفوق 90 في المائة من أولئك الذين تباهوا بنشر صورهم على موقع التواصل الاجتماعي. قد يحمل هذا الكلام بعض الصواب، إذا ما ربطنا «التشرميل» بما برز من سلوكات منحرفة في مواقع التواصل الاجتماعي، لكن إذا تحدثنا عن «التشرميل» بمفهومه العام، والذي يعني كل فعل اعتداء على المواطن باستعمال سلاح أبيض أو غيره من الأسلحة، فهذا الكلام يبدو بعيدا عن جادة الصواب على اعتبار أننا أصبحنا نسمع كل يوم عن اعتداءات خطيرة من قبل مجموعات أو أفراد باستعمال سكاكين وسيوف.الخطير في «التشرميل» ليس عدد السرقات المقترفة، والتي يمكن القول إنها تبقى عادية مقارنة مع ما يجري في بلدان تتوفر على عدد النسمة نفسه الموجود بالمغرب، لكن المشكل في طريقة الاعتداء على المواطنين، والتي غالبا ما تتم عن طريق إشهار سكين أو سيف في وجه الضحية، ما يخلق حالة فزع في نفسه غالبا ما ينقله إلى أصدقائه وأقربائه وحتى الغرباء عنه، ما ينتج حالة من الرعب في صفوف المواطنين.توالي مشاهد «التشرميل» باستعمال السيوف والسكاكين هو الخطير وليس فعل السرقة في حد ذاته، لذا فالمطلوب اليوم وضع إستراتيجية من أجل الحد من هذه الظاهرة التي نشرت الفزع في صفوف المواطن، إستراتيجية تقوم أولا وأخيرا على القرب، وهي إستراتيجية لن يكتب لها التوفيق ما لم يتم تطوير الموارد البشرية، التي يبدو أنها عجزت عن تطويق الظاهرة، وما لم يتم توفير وسائل العمل من سيارات ودراجات نارية وتحفيزات...الصديق بوكزول

“التشرميل”…قاهر الأمن والمواطن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عودة سريعة نحو الجنوح

"التشرميل"... عودة الرعب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات