تأثر بالشوالي ورؤوف وأبدع طريقته الخاصة في التعليق على مباريات دوريات ويحلم بالاشتغال مع قناة عربية اختار الشاب أسامة زيطي التعليق الرياضي طريقا سالكة للشهرة والنجاح، متحملا مشاق ومثبطات الوصول في بيئة احتاج لإثبات الذات فيها طريقة خاصة اشتهر بها في تعليقه على مباريات دوريات كروية احتضنتها دواوير مهمشة بعيدة عن أعين الباحثين عن مواهب مدفونة بين الجبال الشامخة، ممن يمكن أن يفتحوا في وجهه آفاقا جديدة وواعدة. قبل نحو سبع سنوات انطلقت مسيرته فعليا من دوري لكرة القدم احتضنته جماعة كيسان بغفساي بإقليم تاونات، المتحدر منها. حينها أمسك الميكروفون لأول مرة، بعدما جرب منذ الصغر التعليق على مباريات "البلاي ستايشن" وأمام زملائه وهم يدحرجون كرة من قماش أو بلاستيك في منطقة قروية لا مجال فيها للإبداع واستثمار المواهب وتشجيعها. "من هذا الدوري انطلقت الحكاية. الفرصة كانت مواتية لاكتساب شهرة محلية توسعت مع مرور السنين وفرص التعليق على مباريات" يقول أسامة المفتتن في بداياته الأولى بصوتي عصام الشوالي ورؤوف خليف، قلدهما طويلا قبل أن يجد لنفسه نمطا خاصا يميزه واشتهر به في تعليقه على مباريات دوريات بتاونات وسيدي قاسم والحاجب وفاس وشفشاون. كل من يسمع أسامة ابن دوار البطحاء بكيسان، معلقا يخاله واحدا من أشهر معلقي القنوات الرياضية الدولية الشهيرة، سيما من حيث طريقته الخاصة والمميزة وبحة صوته القوي الصادح في الهواء الطلق أمام أنظار المتفرجين في مباريات كروية في ملاعب جبلية، مكسرا طوق تهميش على مناطق موغلة في هامشيتها ومواهب تحتاج لمن يمد لها يد الدعم. محاولات نقش اسمه بحروف إعجاب متابعيه، لم تكن سهلة. لقد كانت بنفس وعورة جبال وتضاريس تعايش وتآلف معها بكل منطقة اختارته جمعياتها للتعليق في دوريات مناسباتية لكرة القدم أو المصغرة، ليس فقط في دواوير تلك الأقاليم، بل أيضا في مؤسسات تعليمية احتضنت موهبته، على غرار إعدادية 16 نونبر وثانويتي الإمام الغزالي والإمام الشطيبي وجامعة فاس. لم يخلف أسامة موعدا استدعي له بدواوير عين بوشريك وأولاد بنطلحة وأولاد نبوطة والمشاع وبجماعات كيسان وعين عائشة وسيدي الحاج امحمد وبفاس والحاجب وسيدي قاسم. لم يطمع في مال تعويضا ولا هبة أو هدايا، بل حركه حب التعليق اختاره لنفسه طريقا لإثبات ذاته، حالما بحلول يوم يشتغل فيه في قناة مغربية أو عربية، معلقا ب"ستيل" خاص. يقول أسامة الحاصل على الباكلوريا في العلوم الإنسانية، "كنت متأثرا كثيرا بالشوالي وخليف، وأقلد طريقتهما في التعليق بالنبرات والمخارج نفسها، والآن بدأت في رسم طريقتي الخاصة في التعليق الصوتي بدون تقليد أملا في التميز"، مؤكدا تدعيم موهبته بالتكوين ومشاركته في دورات نظمها عن بعد معهد الجزيرة و"راديو سكول" ومعهد للمهن السمعي البصري. ولا يفوت هذا الطالب بشعبة الدراسات الإنجليزية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس بفاس، أي فرصة تتاح له لتطوير مهاراته المهنية ليس فقط في التعليم الرياضي، بل حتى في قراءة الكتب المسموعة والأفلام الوثائقية والإعلانات، وفي زاده عشرات الشهادات التقديرية تسلمها من جهات مختلفة نسبة كبيرة منها جمعيات علق على دورياتها الرياضية. الآن أصبح أسامة زيطي، حديث الكثيرين سمعوا باسمه بتتبعهم تعليقه مباشرة أو في مقاطع فيديو متداولة، أو عبر قراءتهم ما كتب عنه بعدما سلطت وسائل إعلام مكتوبة وإلكترونية وقنوات تلفزيونية، الضوء عليه في عدة مناسبات، ما وسع رقعة شهرته لتمتد إلى أقاليم بعيدة استدعته جمعيات في بعضها للتعليق على دورياتها، دون أن تسعفه الظروف في ذلك. من حق هذا الشاب الطموح أن يحلم بمستقبل أفضل في مجال التعليق الرياضي، وله من الموهبة والإمكانيات ما يسمح له بذلك ومزيد من التألق والنجاح. لذلك يتمنى أن "أصبح معلقا مشهورا بإحدى القنوات الرياضية العالمية خاصة "بين إن سبور" أو "الكأس" و"الرياضية القطرية""، مؤكدا أن حلمه مشروع وقابل للتحقيق لو أتيحت له الفرصة. حميد الأبيض (فاس)