حرب كسر العظام مستمرة بين الطرفين بسبب فشل الوساطة استعرت الحرب بين أغلبية مجلس العاصمة الرباط، وعمدتها أسماء أغلالو، والتي تتجه نحو إسقاط ميزانية 2024، وميزانيات المقاطعات الخمس، في إطار سياسة تكسير العظام القائمة بين الطرفين. وطالب منتخبو الأغلبية أغلالو بتقديم استقالتها إلا أنها رفضت بشدة، مؤكدة أنها منتخبة من قبل الشعب، وهو من له الحق في عدم تجديد الثقة فيها في الانتخابات المقبلة. ورفض منتخبو الأغلبية حضور الاجتماع الثاني الذي كان مقررا، أول أمس (الاثنين)، بمقر مجلس العاصمة بحي النهضة بالرباط، ما أدى إلى رفع الجلسة لغياب النصاب القانوني للمرة الثانية على التوالي، بعد اجتماع الخميس 5 أكتوبر الجاري، الذي غاب عنه 70 مستشارا من أصل 81. وعلمت "الصباح" من مصادرها أن الوساطة الثانية التي قام بها بعض قادة التجمع الوطني للأحرار، كان مآلها الفشل، بسبب اتساع الخلافات بين أغلالو وأغلبيتها، وفشل وساطة ثالثة قام بها أيضا كبار منتخبي الاستقلال، والأصالة والمعاصرة، ما ينذر بتفجير وضع مجلس العاصمة. وأكدت المصادر اتخاذ الأغلبية المنشقة عن أغلالو، قرارا يقضي بمقاطعة الاجتماعين الخاصين بالمناقشة والمصادقة على 23 نقطة خاصة بدورة أكتوبر، تتوفر "الصباح" على نسخة منها، بينها ميزانية مجلس العاصمة، وميزانيات المقاطعات وتقرير تدبيرها، في سابقة غير معهودة في تدبير المجالس الجماعية، على أساس حضور الاجتماع الثالث المرتقب بعد غد (الجمعة) قصد إسقاط ميزانية 2024 ، والتصويت ضد نقاط معينة، وقبول أخرى. وأكدت المصادر أن الأغلبية المنشقة عن أغلالو تعرف جيدا أن الاجتماع الثالث سينعقد بمن حضر، وفقا للمادة 42 من القانون التنظيمي للمجالس الترابية، لذلك فإن تغيبهم عن الحضور سيعد بمثابة هدية ستقدم على طبق من ذهب إلى العمدة كي تمرر كل النقاط المدرجة وفق ما ينص عليه القانون، وإن خسرت سياسيا أغلبيتها، لذلك قرروا المشاركة في الاجتماع المنتظر بعد غد (الجمعة) حتى لا يتم تمرير النقاط المدرجة في جدول الأعمال، ما يعد سابقة سياسية في مجال تدبير المجالس الترابية للمدن الكبرى. وامتعضت الأغلبية من الطريقة التي تشتغل بها أغلالو بسبب "هوايتها السياسية" لأنها لم تكن متمرسة على العمل الجماعي من ذي قبل، والذي يقتضي تكثيف التواصل مع المنتخبين والاستماع إلى وجهات النظر المختلفة للأغلبية والمعارضة معا، ولو كانت في بعض الأحيان قاسية قصد الاستفادة من مقترحات المستشارين لتفادي هدر الملايير في مشاريع تنموية غير مفيدة، أو إنجاز مشاريع بطريقة عشوائية ومشوهة. وقال مصدر مقرب من العمدة في حديثه إلى "الصباح"، إن الأغلبية الرافضة لأغلالو ستقاطع 13 نقطة أدرجها محمد اليعقوبي، والي جهة الرباط سلا القنيطرة، في جدول الأعمال والتي تعد استكمالا لبرنامج الرباط عاصمة الأنوار، بينها الدراسة والمصادقة على قرار تخطيط حدود الطرق العامة المعنية فيها الأراضي المراد نزع ملكيتها، وتعديل النظام الأساسي لشركة التنمية المحلية "الرباط مدينة خضراء"، والمصادقة على اتفاقية شراكة بين مجلس الرباط وشركة الرباط التهيئة لأجل استعمال الطاقة الشمسية بمسابح العاصمة ورصد جودة الهواء، وبيع المنتوج الغابوي. وأكد المتحدث نفسه أن الأغلبية المنشقة عن أغلالو لم تستطع لحد الساعة أن تؤكد بالملموس أن العمدة ارتكبت خطأ جسيما في التسيير، أوخروقات إدارية، أو بددت أموالا عامة، وأن انتقاداتهم تهم فقط بعض الملفات البسيطة مثل الموظفين الأشباح، والتعويضات، والسفر إلى الخارج، وغياب التواصل، مضيفا أنها لن تقدم استقالتها. أحمد الأرقام