مولاي عبدالله وسيدي بوزيد… جرائم في تزايد

"تسونامي" العشوائي ونمو غير متحكم فيه حولاها إلى بؤرتين سوداوين كان من البديهي انتظار عشر سنوات لتطفو على السطح تلك اﻵثار الوخيمة لـ"تسونامي" البناء العشوائي الذي عرفته الجماعة الترابية لمولاي عبدالله المتاخمة للجديدة، والذي جعلها اليوم ثاني تجمع سكني بإقليم الجديدة بحوالي 120 ألف نسمة، هو نمو بكل تأكيد غير متحكم فيه من جميع النواحي، وضمنها الناحية الأمنية التي أضحت مقلقة بحجم معدل إنتاج الجريمة المتنامي بلاحد. تحولت المنطقة إلى نقطة أمنية سوداء خارج السيطرة، وتدعو لوقفة تأمل عميق، في محاولة لتجفيف منابع الجريمة وقطع دابر عتاة مجرمين ينشطون أساسا في المحظورات واعتراض سبيل المارة وإلحاق الأذى بالعديد من الأبرياء. مولاي عبدالله ... ضريبة العشوائي لم يحافظ الحاضر أبدا لمولاي عبدالله على ماضيه المشرق رباطا للعلم في حاضرة تيط، ولا كذلك على تميز موسمه السنوي الذي سارت بذكره الركبان، أكبر المواسم على الصعيد الوطني، ولا على ريادته لسياحة الشواطئ من خلال منتجع سيدي بوزيد، ولا أبعد من ذلك أن الانفلات الأمني يرخي بظلاله، على هذه الجماعة الترابية التي تحتضن الجرف الأصفر رئة بلادنا الصناعية. كانت الأمور تسير عادية منضبطة حتى 2010، عندما فشلت السلطات الإقليمية في استئصال البناء العشوائي في مهده، بتدخل بـ"دوار المنادلة" عادت تجر فيه أذيال خيبة مريرة، بإحراق سيارة رئيس دائرة الجديدة، ورشق القوات العمومية بالحجارة، وإصابة قائد سرية الدرك الملكي، ما اعتبر في ذلك الوقت تمردا على هيبة الدولة، وما أعقب ذلك منذ 2011 من "تسونامي" بناء عشوائي، تزامن مع الربيع العربي ولم يتوقف أبدا بنهايته، بل تحولت الجماعة برمتها ورشا كبيرا للبناء خارج الضوابط القانونية، ما أنتج العديد من التجمعات السكنية بأزقة ومنافذ ضيقة، لا توفر إطلاقا ذلك اليسر المطلوب في كل التدخلات والمداهمات الأمنية، وبالتالي توفرت للخارجين عن القانون كل الظروف المواتية للتحصن وارتكاب نشاطهم الإجرامي اليومي، بلغ حد نقله في إطار الجريمة الوافدة إلى جماعات مجاورة ضمنها الجديدة . جرائم متنامية وأمن ضعيف عندما نتحدث عن مولاي عبدالله فهو ذلك التجمع السكاني الذي تمرد على كل الإحصائيات، لما انتقل في العشرية الأخيرة من 50 ألف نسمة إلى 120 ألفا، بينما ظلت كل المرافق الضرورية غير مواكبة لهذا التحول السريع، الذي له ما بعده من انعكاسات سلبية، وضمن ذلك الجانب الأمني الذي ركز خدماته بسيدي بوزيد بمركز للدرك الملكي لا يتجاوز أفراده العشرين فردا، فأحدث ذلك تركيزا أمنيا في منتجع سيدي بوزيد، ما نتج عنه غياب تغطية مجالية شاملة، معها راحت الجريمة تبحث لنفسها عن أوكار آمنة بمركز مولاي عبدالله والدواوير العشوائية التي اكتسبت مع مرور الأيام صبغة مراكز قائمة الذات، ولأن الطبيعة لا تقبل أبدا الفراغ، بنى خارجون عن القانون مجدهم الإجرامي، بالقتل والسرقات الموصوفة واعتراض السبيل، بل وكذلك عرقلة حرية العمل وضرب المناخ الملائم للاستثمار، كما وقع عندما قام فتوات عنوة باستخلاص إتاوات من بائعي خضر بالسوق الأسبوعي مولاي عبد الله، وهو ما كان موضوع ردع من قبل جنايات الجديدة بعقوبات سالبة للحرية. وكشفت العديد من المداهمات أن تراب مولاي عبد الله، أضحى ملاذا مفضلا لتجار المخدرات بكل أنواعها، والأقراص المهلوسة و"البوفا" وصناعة المسكرات، ويحتضن أيضا ورشات سرية لصناعة قوارب الموت والتي تستعمل في أغراض إجرامية أخرى. الاتجار في البشر كثيرا ما اهتز الشريط الساحلي بالشطر الخامس بسيدي بوزيد، على وجود جثث متخلص منها تحت جنح الظلام ، ظل البعض منها إلى حدود اليوم مسجلا ضد مجهولين، كما الحال بعامل البناء المتحدر من أزيلال الذي قتل قبل أكثر من سنة ونصف دون الوصول إلى الفاعلين. وهو المنتجع ذاته الذي يوفر الآن ظروفا مناسبة للدعارة الراقية في الفيلات المفروشة، مع ما يرافق ذلك من سلوكات، كانت ولا تزال ممقوتة من سكان المنتجع. الحاجة إلى تقسيم أمني ما وصلت إليه جماعة مولاي عبدالله من طغيان للإجرام، جعل سكانها لا يتحركون فرادى أثناء الليل وعند غروب الشمس، خوفا من اعتداءات مترصدين بالسيوف وكل أنواع الأسلحة البيضاء، ويفرض الأمر اليوم تقطيعا إداريا جديدا بتقسيم الجماعة إلى أربع قيادات بدل واحدة، حتى تسهل عملية التتبع والمواكبة، وأيضا نقل مركز سيدي بوزيد إلى نفوذ الأمن الوطني، ليسهل على رجال الدرك رغم قلتهم تطويق المنحى المتصاعد للجريمة، لأنه حتى وإن تم إحداث مركز مستقل للدرك بمولاي عبدالله، فإن ذلك لن يفضي إلى النتائج المرجوة بالنظر لشساعة المجال الترابي للجماعة، التي تفرض بالضرورة حملات تطهيرية متواصلة، لا يسعفها العدد الإجمالي للدركيين العاملين بمركز سيدي بوزيد ومولاي عبدالله . وفي انتظار ما أسلفنا ذكره ترتفع أصوات ربط المسؤولية بالمحاسبة، ومعاقبة كل المتسببين في واقع الحال الذي وصلت إليه جماعة مولاي عبد الله جماعة تنتج العشوائي والفقر والجريمة بكل أنواعها، وضمنهم بعض المسؤولين الترابيين السابقين وأعوان سلطة وبعض المنتخبين. عبد الله غيتومي (الجديدة)

مولاي عبدالله وسيدي بوزيد… جرائم في تزايد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بورصة الدار البيضاء تفتتح تداولاتها على وقع أداء سلبي

إدارة سجن تيفلت تكذب والد الراضي بشأن ملابسات كسر ذراع ابنه

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات