فازت بالجائزة الأولى لمسابقة القراءة بالعراق متفوقة على 52 متنافسا اختارت الشابة التاوناتية خولة العناية، القراءة طريقا سالكا لإثبات الذات والشهرة. وقطعت شوطا مهما في ذلك بفوزها بجائزة المسابقة الأولى في القراءة بالعراق، نظمتها دار الإبداع للطباعة والنشر بتكريت. وتفوقت في النهائي على 30 متنافسا من العراق وموريتانيا وسوريا والسعودية والمغرب، لتسير بذلك على خطوات المتألقة مريم أمجون، أصغر عربية فائزة بمسابقة تحدي القراءة. الأحد الماضي كان يوما تاريخيا بالنسبة لخولة "الخجولة والمواظبة على القراءة"، كما وصفها عمها العربي. لن تنساه بعد تلقيها الخبر السار وإعلان فوزها بالجائزة الأولى وقيمتها 150 ألف دينار عراقي، ودرع للمسابقة وشهادة تقديرية ومجموعة من الكتب، تسلمتها نيابة عنها فرح سلطان ضياء لتعذر تنقلها إلى العراق، لتسلمها في حفل احتضنه قصر الثقافة والفنون في صلاح الدين. تشير خولة التلميذة في السنة الثانية باكلوريا علوم تجريبية خيار فرنسي بثانوية الإمام الشاطبي بغفساي، إلى أن الجائزة وقيمتها المالية، لم تكن هدفا في مشاركتها فيها التي جاءت للاستفادة واكتساب الخبرة واكتشاف عوالم جديدة من المعرفة"، و"الدافع الأساسي لمشاركتي، حبي للمطالعة واهتمامي وشغفي بالقراءة"، ما زكاه عمها، الذي أكد اهتمامها بالمطالعة، سيما في العطلة المدرسية. "أجد صعوبة في الموازنة بين الدراسة والمشاركة في مثل هذه المسابقات داخل الوطن أو خارجه. في العطلة هناك وقت كاف لقراءة الكتب، أما أيام الدراسة فأتفرغ للتحصيل" تقول خولة (17 سنة)، ابنة دوار الزغاريين بجماعة الرتبة، مبررة عدم مشاركتها سابقا في مسابقات مماثلة، مؤكدة أن الأولوية للدراسة التي توجب التفرغ والاجتهاد، مشيرة إلى أن "القراءة ضرورة وليست هواية". وتقول إن المسابقة التي شارك فيها 52 طالبا وطالبة من مختلف محافظات العراق ودول عربية، "مرت في جو حماسي وتنافسي وتميزت بفوائد قيمة وعزفت فينا حب القراءة وشجعتنا على اكتشاف عوالم جديدة من المعرفة" و"كانت مناسبة مثالية لتبادل الأفكار والمعرفة وتوسيع آفاقنا الثقافية، عن طريق التواصل مع مشاركين آخرين من جنسيات مختلفة يشاركوننا الشغف والهدف نفسيهما". بكل طلاقة وسلاسة وبلغة عربية سليمة ومتناسقة تحكي عن حيثيات مشاركتها، بعد اطلاعها صدفة على إعلان منشور في صفحة دار النشر في "فيسبوك"، قبل تواصلها مع مديرها أسامة محمد صادق. كتب متنوعة تاريخية وروايات ودواوين، توصلت بها وانكبت طيلة نحو شهر على قراءتها وتلخيصها، قبل الإجابة عن 5 أسئلة لها صلة بمضمون كل كتاب تتطلب قراءته بتأن. تفوقت خولة بإجاباتها الصحيحة عن الأسئلة وسلاسة وخلو أجوبتها من الأخطاء الإملائية والتعبيرية، تلخيصا لمضمون الكتب المتوصل بها إلكترونيا، والصادرة عن دار الإبداع للطباعة والنشر، ما جعل لجنة التحكيم تختارها فائزة بالجائزة الأولى للمسابقة، الهادفة إلى رفع المستوى الثقافي للشباب العربي وتنمية مواهبهم الفكرية وتحفيزهم على القراءة لبناء مجتمع قائم على المعرفة. "الفضل يعود للدكتور أسامة صادق الذي أتاح لي الفرصة وسهر على حسن تنظيم المسابقة وتدبيرها" تقول خولة، شاكرة كل من له فضل في تعلمها فك "طلاسم" الحروف والجمل، منذ ولجت مجموعة مدارس الزغاريين وخلال تدرجها في تعليمها بين إعدادية الرتبة وثانوية الإمام الشاطبي بغفساي، مؤكدة تشجيع والديها لها وتفانيهما المتواصل لتأمين تمدرسها ونجاحها. "خولة خجولة لا تتكلم كثيرا، لكن مواهبها متعددة برزت منذ مدة"، و"إنها متميزة في دراستها ومواظبة على القراءة. في كل مرة تقصدني سائلة عن كتاب أو رواية يمكن قراءتها في فترة الفراغ"... هكذا يحكي عنها عمها العربي العناية في اتصال ب"الصباح" أثنى فيه على حسن تربيتها وخلقها وكدها واجتهادها واحترامها للناس، معتبرا فوزها بالجائزة "إنجازا يفتخر به". حميد الأبيض (فاس)