صنع سفينة «تيتانيك» في 8 أشهر ويحلم ببيعها واستثمار ثمنها في تنمية تجربته المحتاجة للدعم والتشجيع عبد الجليل الأشهب، شاب تازي اختار إبداع اللوحات والتحف طريقا يتمناها سالكة لتحقيق شهرة عالمية يحلم بها وممكنة في حال حظي بالتفاتة ومساعدة توفر له وسائل العمل والإمكانيات الضرورية لذلك، خاصة أن ظروفه الاجتماعية لا تسمح بتطوير تجربة فريدة صفق لها جميع من عاين ووقف على حجم التميز في ما ينتجه من تحف. سفينة تيطانيك البريطانية الشهيرة، آخر ما صنع وأبدع هذا الشاب العصامي المعتمد على ذاته وقدراته دون اتكال على أحد. ويتمنى أن تعبر بتجربته بحر حلم مشروع يراوده ببيعها لمن يقدر حجم جهد بذله طيلة 8 أشهر استغرقتها صناعتها بوسائل تقليدية عادية وإمكانيات بسيطة، مبلورا حلما لازمه طيلة 5 سنين لما راودته فكرة إبداعها. "أتمنى بيعها في الخارج لمن يقدر قيمتها. بثمنها سأواصل هذه التجربة دشنتها قبل 6 سنوات وأتمنى ألا تتوقف أو تراوح مكانها. حلمي كبير بإبداع المزيد، لكن إمكانياتي الحالية لا تسمح" يقول عبد الجليل. أقارب وأصدقاء له أبدوا رغبتهم في مساعدته والدعاية لسفينته في مواقع وقنوات وصفحات للتواصل الاجتماعي، لعل شهرتها تتجاوز البحر المتوسط. صور السفينة انتشرت سريعا وبشكل واسع افتراضيا كما مقطع فيديو، والتفاعل وإبداء الإعجاب توسعا كما طلبات توصل بها لشرائها، لكن " أغلبية العروض غير جادة" و"شحال من واحد باغي غير يسمسر فيها وفي". لذلك تريث ولم يتسرع ببيعها في انتظار زبون يقدر قيمتها ومنسوب الإبداع فيها من قبل موهبة خارقة في صناعة التحف. طول السفينة يناهز 3 أمتار كلفته صناعتها شهورا وتكاليف مادية لشراء الخشب و"إينوكس" مادتين استعملهما لإخراجها للوجود بوسائل تقليدية عبارة عن منشار ومطرقة و"لقاط"، مؤكدا أن المدة ما كان لها أن تطول إن توفرت لها آلات عصرية للنجارة يحلم بتملكها بمبادرة جمعوية أو رسمية أو بعطف من محسن يراعي ظروفه. من عاين السفينة انبهر بها، وكثير من شباب تازة، سارع للدعاية لها في تدوينات فيسبوكية حفزت المهتمين لشراء واحدة من أهم التحف التي أبدعها عبد الجليل، الذي انقطع عن الدراسة من المستوى الثاني إعدادي بسبب ظروفه الاجتماعية، واعتمد على عصاميته واستثمر موهبته مكونا نفسه بنفسه دون الخضوع لأي تكوين دراسي في ذلك. عبد الجليل ابن مدينة تازة، في بداية ثلاثينات عمره، وقبل سنوات اختار هذا الطريق حالما بنجاحه فيه، وقد تحقق بعدما أبدع تحفا منها سيارة "الجاكوار" صنعها من الخشب والحديد في شهر ونصف تقريبا، كما "كواريوم" الماء اعتمادا على أغصان الأشجار والخشب والإسمنت، صنعها في شهر على غرار حيوان الآيل صنعه من الخشب. حبه للطبيعة وجمالها ودعايته للحفاظ على ثرواتها الحيوانية، حفزته على صناعة هذا الغزال الساحر، ورسم لوحات تشكيلية فاتنة لمناظر طبيعية رائعة يختلط فيها الجمال بروعة الإبداع، لتتشكل صور ناطقة حتى لأحداث طبيعية يؤرخها بفنية عالية تكشف طينة تشكيلي علمته الظروف والأيام ما لا يتعلم في المدارس والمعاهد. عدة لوحات رسمها وتؤثث ورشته البسيطة، لكن لم تتح له فرصة عرضها في معارض لا بالمدينة ولا خارجها، في انتظار حاضن لموهبته الخارقة ومحفز لتجربته المحتاجة لكل المساندة والتشجيع، ليس فقط من شباب مقتنع بقدراته بل أيضا من فعاليات وجمعيات وجهات رسمية قد يروقها ما يبدعه ويحتاج لدعمها أيا كانت نوعيته. يطمح عبد الجليل، للاستفادة من مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتوفير ورشة وتجهيزها، وحدها الكفيلة بتثبيت اسمه في طريق نجاع أصعب مما يتصور. حميد الأبيض (فاس)