مشروع أمة… حلم قارة

بقلم: ذ. صلاح الدين شنقيط * تذكرت هذا الشعار المؤطر لأحد ترشيحات بلادنا لتنظيم إحدى نسخ المونديال، بمناسبة إجماع أعضاء اللجنة التنفيذية لـ «الكاف» على اختيار بلادنا لاحتضان العرس الإفريقي لسنة 2025...كانت الفروقات بين الترشيحات الأخرى، مع احتراماتنا لها، كبير,، عكسها تنقيط اللجنة التقنية، التي أفحمت كل التبريرات التي سيقت، لإيجاد مسوغات لانسحاب الجار، قبل الوصول إلى لحظة التصويت، والتي كانت في عمومها واهية: تغير الأجندات، الاهتمام بالبيت الداخلي، الرهان على الفوز بغض النظر عن الجهة المنظمة...فبقدرة قادر، تتغير الرهانات، وبقدرة قادر، تنسحب «القوة العظمى»، من سباق، عرفت مسبقا أن لا أمل لها في كسب رهانه... الأفارقة كانت أمامهم الملفات التقنية، لكل الترشيحات المقدمة، لكن الملف المغربي، تميز عنها، لأن ما وراء الملف، يوجد مشروع أمة، تؤمن، بقيادة ملكها، بإفريقيا، بالشراكة جنوب - جنوب، بتبادل الخبرات، بتقاسم التجارب، باليد الممدودة للإجابة عن إشكالات التنمية والحقوق والعدالة المجالية...ملف المغرب، يترجم عودة المملكة إلى حاضنتها الإفريقية، يتوج مسارا للعمل، زيارات متعددة لملك البلاد، لاستثماراتها الوطنية، لخبراتها التي ترفع في أماكن نائية، تحديات التنمية والإدماج...وفي الآن نفسه، فهذا الملف، يقدم صورة المغرب، هذه الدولة النامية، التي تغيرت في نواح عدة، وأصبحت رقما في كل المعادلات الإقليمية، تتحدى الكبار من أجل حقوقها، وتتأفف من أخذ الفتات المقرون بالإذلال...دولة تريد أن ترجع كبرياءها التليد في مقارعة الخصوم... إفريقيا تتذكر المغرب في كل شيء، تتذكر انتصارات منتخبنا، ووقوفنا معها في لحظات الأزمات، ودعمنا لها في أزمنة الرخاء مدنيا وعسكريا...لهذا، فالمغرب ليس غريبا على الأفارقة، حتى يكتشفوه من خلال ملفات تقنية، فهم يتنقلون عبر خطوطه الجوية، ويتعاملون مع مؤسساته المالية، ويثقون في مؤسساته العمومية، وبعضهم تربطه ببلادنا روابط روحية ودينية عميقة...المغرب ليس نكرة...المغرب، ليس شيطانا، يثير الفتن، يشغل الأمم في ما لا يعنيها، معطلا مقدراتها وفرصها... بعد هذا التتويج، تتوق بلادنا إلى تحقيق حلم قارة...صحيح أن إفريقيا سبق لها أن احتضنت كأس العالم...لكن ما يقترحه المغرب على الأفارقة مغاير بشكل كبير...فالمغرب يضع إفريقيا في شراكة جديدة مع الشمال، يستثمر في الجغرافيا للتقريب بين قارتين لم تكونا على وئام دائم، يربط بين قارتين، للتأكيد على أن العديد من الفروقات الموضوعة بين الشمال والجنوب مصطنعة، بإمكان الجنوب أن يحلم، بإمكانه أن يقارع، بإمكانه أن يثق في نفسه وفي إمكاناته...هذا هو حلم القارة الذي يرفعه المغرب عاليا، المغرب لا يمثل كيانه فقط في هذا الرهان، إنه يمثل إفريقيا، وهذه الأخيرة تثق في المغرب، وتمنحه صوتها ودعمها... مشروع أمة...حلم قارة...أصبح قريبا، أكثر من أي وقت مضى...لقد استثمرنا خلال كل هذه المدة التي فصلتنا عن لحظة رفع هذا الشعار...ملاعب شيدت، بنيات تحتية تطورت، وخدمات تحسنت، وثقافة تدبيرية جديدة تم إرساؤها، ونخب مؤمنة بالمشروع في المكان المناسب، ورعاية ملكية سامية للموضوع، ونتائج وتألق يتوالى بفعل وضوح الرؤية...كل هذا جعل ما كان بالأمس مستحيلا، ممكنا اليوم.... *عضو مجلس النواب

مشروع أمة… حلم قارة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الشان" مهددة بالإلغاء

الجامعي يتنحى

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات