مهندسون وتقنيون فكوا العزلة عن المنكوبين بتوفير الأنترنت والكهرباء فوجئ عدد كبير من المغاربة، بمبادرة مبتكرة قام بها شابان مغربيان، يعملان في قطاع السيارات، في الأيام الأولى من حدوث زلزال الحوز، وانقطاع شبكة الكهرباء والأنترنت عن المناطق المنكوبة، الأمر الذي صعب كثيرا تواصلها مع العالم الخارجي. وبفضل مبادرتهما تمكن سكان بعض المناطق في بؤرة الزلزال من استعادة التواصل مع العالم الخارجي، ما سهل إيصال نداءاتهم لباقي المغاربة من أجل إغاتتهم بما يحتاجونه، سواء تعلق الأمر بالإنقاذ أو المواد الغذائية أو الخيم والأغطية. واعتمد الشابان على بطاريات تخزين الطاقة الكهربائية، التي أعادت الحياة إلى بعض المناطق التي عاشت ليالي مظلمة، ومكنت السكان من شحن هواتفهم المحمولة، الأمر نفسه بالنسبة إلى المتطوعين والصحافيين وغيرهم ممن حلوا بمكان الفاجعة. ولم تقف مساهمة الشابين عند توفير الطاقة الكهربائية، بل امتدت إلى جلب الأنترنت إلى المنطقة، بالاستعانة بالأقمار الاصطناعية "SpaceX" و شبكة "Starlink" في بؤرة الزلزال بمنطقة "إفورير". وتعتمد هذه التقنية الجديدة التي تستعمل في مناطق مختلفة في العالم، ولم تدخل المغرب بشكل كبير بعد، على مستقبل يتم ربطه بالأقمار الاصطناعية التابعة لشركة الملياردير الأمريكي "إيلون ماسك"، دون الحاجة إلى الارتباط بشبكة الأنترنت العادي، الذي يعتمد على "الكابلات". وساهمت المبادرة بشكل فعال في تسهيل عمل الأطقم الأمنية، التي بإمكانها استعمال الشبكة لإجراء اتصالات مع طواقم الإنقاذ وغيرها، الأمر نفسه بالنسبة إلى النساء اللائي يعملن على إعداد الوجبات الغذائية، إذ تم توفير الكهرباء باستعمال "بروجيكتورات". أضاءت المنطقة، كما تمكن السكان من التواصل مع أسرهم، خاصة الذين عجزوا عن الحلول بمكان الفاجعة. وأبان الشباب المغاربة على روح تضامنية عالية، وعن أفكار جديدة، صنعت الفارق في مرحلة صعبة، خاصة الأيام الأولى من الفاجعة، التي كانت فيها المعلومات شحيحة، وفقد كثيرون الاتصال مع عالمهم الخارجي. وقلد كثيرون الفكرة، إلى درجة أن جل الدواوير في الوقت الحالي تتوفر على الكهرباء، بعدما حمل كثيرون معهم إلى المناطق المنكوبة بطاريات تخزين الطاقة، وعودة شبكة الكهرباء للعمل من جديد في مجموعة من المناطق. عصام الناصيري