حملات تضامنية مع ضحايا الزلزال وأطنان من الغذاء والمواد الأساسية في طريقها للمناطق المنكوبة أظهر المغاربة بكل أعمارهم ومستوياتهم الاجتماعية، تضامنا غير مسبوق مع ضحايا زلزال الحوز، إذ بدا ذلك جليا، في المتاجر الكبرى والأسواق وفي شتى المدن المغربية، منذ أول أمس (الأحد)، وإلى أمس (الاثنين). حسب المعلومات التي جمعتها "الصباح"، فإن جمعيات نظمت العملية في بعض المناطق، على غرار فاس وطنجة وتطوان والحسيمة، فيما كان دور مواقع التواصل الاجتماعي كبيرا في جمع الناس عفويا، في ساحات وشوارع مدن أخرى، مثل المحمدية والبيضاء ومكناس والعيون والرباط وسلا وبنسليمان وآسفي والجديدة. إنجاز: العقيد درغام - تصوير: (فدوى الناصر) حملات تضامن واسعة في متاجر ومحلات للمواد الغذائية بأحياء مختلفة بالبيضاء، على غرار الفداء والبرنوصي والحي المحمدي، وباقي المدن، التي انطلقت فيها قوافل من الشاحنات محملة بأطنان من المواد الغذائية والأغطية والألبسة، في اتجاه الحوز والمدن والأقاليم المتضررة. اكتظاظ في متاجر وأسواق كبرى شهدت الأسواق والمتاجر الكبرى في المدن المذكورة، اكتظاظا غير مسبوق، لمغاربة أتوا بعفوية، ملبين نداء التضامن والوقوف يدا واحدة مع إخوتهم في المناطق المنكوبة بسبب الزلزال، قرب متاجر وأسواق كبرى، بغية جمع التبرعات وأطنان من المواد الغذائية. ومثال على ذلك، متاجر البيضاء وأسواقها، إذ اكتظت بالمواطنين بشكل غير مسبوق، إذ جمعوا كميات هائلة من المواد الغذائية والضرورية، كل حسب إمكانياته، خاصة بمناطق مثل البرنوصي وعين السبع ودرب السلطان والفداء. وبناء على معطيات جمعتها "الصباح" من المكان، فإن هناك من المواطنين من قدم هبة من المواد الغذائية والأغطية والأفرشة واللوازم الضرورية للأطفال، ما يقارب 4000 درهم، حملت كلها على شاحنات. ولم تتمكن الشاحنات التي لبت النداء من حمل كل تلك الهبات، إذ تم استدعاء أخرى على وجه السرعة، وساهمت شركات ورجال أعمال في العملية. وعاشت أسواق المحمدية الأمر نفسه، أول أمس (الأحد)، إذ شهدت اكتظاظا، وحضور شاحنات لبت النداء، بغية حمل كل ما تم اقتناؤه، وإيصاله إلى المناطق المنكوبة. رسائل تضامن عبر "واتساب" ومواقع التواصل من خلال استفسار المواطنين الذين لبوا النداء، بخصوص كيفية علمهم بهذه الحملات التضامنية الكبيرة، بالبيضاء والمحمدية، فإن أغلبهم قال إنه توصل برسائل قصيرة عبر "واتساب" وفي مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة "فيسبوك" و"تويتر" و"إنستغرام"، وهبوا لمساعدة إخوتهم. وأكد هؤلاء المواطنون أنهم حلوا بالمكان المتفق عليه سابقا، وتأكدوا أنها فعلا عملية تضامن كبرى حقيقية، ولم يترددوا في المساهمة فيها كل حسب إمكانياته المالية. وعاينت "الصباح" بعض المواطنين من ذوي الدخل المحدود، الذين ساهموا بمواد ومعدات بسيطة، وهناك من أتى بها من منزله الخاص، رفقة أبنائه وزوجته، في مشهد ذرف خلاله البعض الدموع، كما تعالت صيحات بالدعاء والذكر، لضحايا الزلزال والمتضررين منه في الحوز وباقي المناطق. ودعا بعض هؤلاء المواطنين الذين حضروا لهذه الحملات العفوية، إلى تنظيم أخرى مماثلة بعد أسبوع، بحكم العدد الكبير للضحايا والمتضررين، خاصة أن الأمم المتحدة ذكرت أن عدد الذين تضرروا من هذه الفاجعة الكبيرة، سيصل إلى 300 ألف شخص، في مراكش والنواحي. جمعيات تلبي النداء لم تكن الحملات التضامنية التي كانت المدن المغربية مسرحا لها، كلها من مبادرات عفوية وفردية، إذ أن هناك جمعيات تضامنية أعلنت عن تنظيم حملات مماثلة، على مواقع التواصل الاجتماعي وفي مواقعها الرسمية. وشهدت مدن الشمال مثل هذه المبادرات، مثل طنجة وتطوان والحسيمة، إذ استقدمت شاحنات وأوقفتها أمام متاجر كبرى وأسواق، ودعت الناس للتضامن مع ضحايا زلزال الحوز. وحسب المعلومات التي استقتها "الصباح"، فإن الجواب كان فوريا وبأعداد قياسية، إذ انطلقت أول أمس (الأحد) شاحنات وسيارات كبيرة من مدن الحسيمة وطنجة وتطوان، محملة بأطنان من المواد الغذائية والأساسية، بعد نجاح عمليات تضامنية نظمتها جمعيات متخصصة. ونوه مغاربة على مواقع التواصل بهذه الحملات، ودعوا إلى تكرارها أسبوعيا، بغية منح المساعدة والدعم للمتضررين من الزلزال، كما اقترحوا مبادرات أخرى ستتم مناقشتها، مثل إيواء بعض العائلات المتضررة.