الساعات الأخيرة في حياة العظماء

العقاد... جلطة قاتلة مجلس المحافظة قرر إقامة مقبرة خاصة لدفن الأديب في كتابه «الساعات الأخيرة» للأديب المصري الراحل طاهر الطناحي يستعيد مجموعة من سير العظاء ، حيث يروي الساعات الأخيرة في حياتهم ، فالموت جانب من الحياة الدنيا والحياة جديرة بأن تعرف بخيرها وشرها، بنورها وظلامها، بهنائها وآلامها .. والخير والشر نسبيان، كما أن نور الحياة وظلامها في الحقيقة متشابهان. عبر هذه الحلقات تنتقي «الصباح» بعضا من سير هؤلاء العظماء كما حكاها الطناحي منذ أزيد من ستين سنة لحظة صدور الكتاب في طبعته الأولى. عزيز المجدوب الحلقة الأخيرة في صباح 13 مارس 1964، استيقظ عباس محمود العقاد بمنزله بمصر الجديدة وجلس على الكرسي المجاور لسريره مناديا عبد العزيز ابن شقيقه، الذى حضر مسرعا ليطلب منه العقاد أن يوقظ أخاه عامر، وما أن خرج الشاب عبد العزيز الى صالة الشقة لينادي والده حتى سمع صوت ارتطام بالأرض ..حيث أسرعا الى غرفة العقاد ليجداه سقط من على كرسيه ليرتطم بسجادة أرض غرفته فأسرع أبوه بالاتصال بالدكتور عليان طبيب العقاد الخاص الذى طلب منه اعطاءه حقنة "كورامين " فورا حتى يحضر . وخلال عشر دقائق كان الدكتور عليان بالمنزل، ولكن الوقت كان قد مضى، فقد توفى العملاق عباس محمود العقاد بجلطة لم يحتملها قلبه وهو في سن الخامسة والسبعين، بعد رحلة طويلة في الأدب والشعر والكتب والنقد. كانت آخر تقارير الأطباء الثلاثة المتابعين لحالة العقاد الصحية تشخص متاعبه بأنها "آلام مزمنة في القولون الى جانب حالة القلب والخمول الذى سببته ملازمة الفراش، كما أنه ليس هناك دليل على وجود مرض خبيث في الأمعاء ،ولكن هناك حالة امساك مزمن أدى الى ضعف قوة الدفع لدى القولون، فضلا عن الشيخوخة وكسل الدورة الدموية بعد الجلطة التي اصابت قلب العقاد قبل 3 أسابيع". وفى الساعة العاشرة من مساء ليلة وفاته غادر الدكتور العليان شقة العقاد بعدما تأكد أن صحته في حالة تحسن، حيث تلقى العقاد اتصالا هاتفيا من الأديب طه حسين في تمام العاشرة والنصف يطمئن فيها على صحته، وفى تمام الساعة 11 مساء طلب العقاد من أخيه عامر أن يرتب له أدويته بجوار السرير، بحسب ترتيب تناولها، وأن يضع على كل علبة منها رقما، وما إن دقت الساعة 11 مساء حتى أمسك العقاد بيده كتاب باللغة الانجليزية عن نظرية داروين، ليكون آخر كتاب يقرؤه قبل ان يخلد للنوم ويستيقظ في الثانية صباح يوم 13 مارس 1964 لينادي على ابن شقيقه وشقيقة ليسلم الروح . في الثالثة صباحا اتصل يوسف السباعي يتأكد من الخبر، ثم توالت الاتصالات على هاتف منزل العقاد من توفيق الحكيم ويحيى حقي وعزيز أباظة، ثم محافظ أسوان الذي أبلغ شقيقه عامر أن مجلس المحافظة اجتمع في الثامنة صباح اليوم وقرر إقامة مقبرة خاصة فورا غير مقبرة العائلة ليدفن فيها العقاد، وستكون في الطريق الصاعد الى فندق "كتاركت"، حيث أوصى العقاد بأن يدفن بجانب والده ووالدته. وصل الجثمان الى مسجد عمر مكرم للصلاة عليه، ثم خرجت الجنازة الرسمية ومرت بشارع طلعت حرب حتى عبد الخالق ثروت، وعند مرور الجنازة بشارع عبد الخالق ثروت أطلقت كنيسة بجوار نقابة الصحافيين أجراسها تحية للأديب الراحل، وتم وضع الجثمان بالمركز العام لجمعية الشبان المسلمين قبل أن ينقل بعربة إسعاف الى محطة مصر في طريقة إلى أسوان بالقطار، حيث رافق الجثمان 12 شخصا من أقاربه.

الساعات الأخيرة في حياة العظماء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عبد النبي الشراط...أحداث ومسارات

صفحات من ثورة 20 غشت بوادي زم

مقالات ذات صلة