عبارة عن هودج لا تخلو الأعراس المغربية منه يبدع الحرفيون المغاربة أشكالا وأنواعا من "العمارية"، وهي عبارة عن هودج يستعمل لحمل العروس في حفل زفافها بمصاحبة الأهازيج وأغاني الفرق الموسيقية لمختلف مناطق المغرب. وتعتبر "العمارية" قطعة مميزة في الصناعة التقليدية المغربية، إذ تعتمد على مهارة الصانع التقليدي وابتكاره أشكالا وأنواعا مختلفة منها تبهر الجميع بورنقها وبهائها. وغالبا ما يختار الصناع التقليديون إنجاز "العمارية" باللون الذهبي أو الفضي، حفاظا على تقليد عريق إذ يعتبر حمل العروس عليها، أهم طقوس العرس المغربي. وفي كل مرة يبهر الحرفيون التقليديون، خاصة بمدن فاس والرباط وسلا ومكناس، الحضور بأنواع من "العمارية" تحمل العروس عليها، بعد أن ترتدي اللباس التقليدي المغربي ويحملها أربعة شباب، يرتدون بدورهم لباسا تقليديا أنيقا، على أكتافهم ويرقصون بها على إيقاعات الموسيقى المغربية بينما تعالى أصوات الزغاريد. ويعتبر العديد من الباحثين أن "العمارية" تقليد أمازيغي مغربي يعود إلى ما قبل دخول الإسلام للمغرب، إذ كانت قديما عبارة عن هودج من خشب يغطى بأثواب نسائية. ولم تكن عادة صعود العروس فوق "العمارية" تقتصر على المناطق الحضرية، بل كان يقوم بها أثرياء البوادي أيضا من باب الاحتفاء بليلة زفاف بناتهم. أ. ك