تشكل واحة تيوت جوهرة العقد السياحي الإيكولوجي بسوس، ومنتجعا سياحيا ضواحي تارودانت. تتميز بخصوصياتها الطبيعية التي تتقاطع فيها المرتفعات الجبلية المحيطة، بالواحة البرية المعمرة ذات أشجار النخيل الشاهقة من كل الجنبات، مع غابات أشجار الأركان، تتوسطها عيون ذات مياه عذبة رقراقة بصبيب يتراوح بين 60 و 180 لترا في الثانية الواحدة، ومسبحين كبيرين يتوسطان أشجار النخيل. كما تعتبر، قرية أمراء الدولة السعدية، الذين تعلموا بها، منهم محمد الشيخ السعدي وأحمد المنصور الذهبي، إذ تحتضن أربع زوايا صوفية معروفة كالجشتمية والناصرية والتجانية والدرقاوية. وتحيط بالواحة تسعة دواوير قروية، وتتربع فوق واحة النخيل الخضراء على تل مرتفع، قصبة تيوت الرائعة، التي يعود تاريخها إلى الحقبة السعدية (القرن السادس عشر). يشعر الزائر للقصبة وهو يجلس بمطعم، بنشوة نادرة، كأنه يسبح فوق الخضرة المنبسطة أمامه مثل سراب أخضر، في إطلالة بانورامية، على واحة النخيل وبيوت قراها البدوية. كما يمكن تناول الطعام وسط أشجار الواحة في مطاعم الهواء الطلق، تحت الخيام التقليدية، في قلب الواحة. وتعد واحة تيوت المنبسطة والمحمية بالجبال من كل الجنبات بمثابة متاهة طبيعية حقيقية، مشكلة من مساحات خضراء عند سفح القصبة، إذ يمكن للزائر أن يتجول عبر متاهة قنوات الري تمتد على أزيد من كيلومترين من السواقي الرقراقة، تنساب فيها المياه العذبة وسط الواحة، بين أشجار البرتقال والرمان والخروب وما يزيد عن 20000 نخلة. كما ستصادفك في المتاهة الخضراء مطاحن (الرحى) تقليدية تعود إلى العصور القديمة، نتنشر بقلب الواحة. وتتميز الواحة التي اتخذها أمراء السعديين منتجعا سياحيا لهم، بأنها واحة طبيعية وليست مزروعة. تكسوها أشجار نخيل بري، بعضه معمر جدا يعود إلى مئات السنين، وكأنه نبت ليحمي الحقولَ بظلاله الوارفة من حرارة الشمس الحارقة والجفاف. وتمتد واحة تيوت الطبيعية، على مساحة 187 كيلومترا مربعا. وتعتبر من أجمل الواحات السياحية بجهة سوس ماسة، تستهوي آلاف السياح والزوار الوافدين من كل مناطق العالم للاستجمام والاستمتاع بأجواء الطبيعة الهادئة، وجمال المناظر الخلابة والتلذذ بالطاجين السوسي التقليدي. محمد إبراهمي (أكادير)