تراث مغربي في دفاتر “إيسيسكو”

استطاع المغرب ان يضع حدا للراغبين في الاستيلاء على التراث المغربي، من خلال تسجيل 46 موقعا تاريخيا وعنصرا ثقافيا جديدا تراثا مغربيا خالصا ضمن قوائم التراث في العالم الإسلامي النهائية للتراث المادي وغير المادي، وحسمت لجنة التراث التابعة لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، في العناصر التراثية المغربية، بعدما قامت وزارة الشباب والثقافة والتواصل، قطاع الثقافة، بتحصين التراث من السطو والتقليد والسرقة. عبد الجليل شاهي (أكادير) ( الحلقة التاسعة) أكبر منحلة في العالم تعتبر معسلة أو منحلة "إنزركي" بمنطقة تادارت إنزركي معلمة حضارية وثقافية شاهدة على تأقلم قبيلة إيداوزيكي مع المحيط ومع جغرافية الطبيعة ذات المسالك الوعرة، وهي ظاهرة معمارية عجيبة على ضفاف واد خصب، بين حقول الخزامى والزعتر بين أشجار الأركان والبلوط، تلقب بتادارات أوغرام أو دار الشافي. قال عبد الله أزيكي، الباحث في التراث، صاحب كتاب "منحلة تادارت انزركي"، إن المنحلة تجسد تلك البنية الاجتماعية التي تتأسس على قاعدة القبيلة المتماسكة، والتي ساعدت هذا المجتمع على الحفاظ على ثقافته ولغته ونظمه الاجتماعية المتسمة بالتوازن بين المطالب الاستهلاكية للإنسان والتوازن الطبيعي. وأضاف أن منحلة انزركي تبرز التوازن بين استمرار المنحلة عبر أزمنة وحقب تاريخية، وبين استفادة الإنسان من عسل النحل، واعتباره سلعة تجارية تضمن له التسوق واقتناء حاجاته من مواد أخرى دون استنزاف الثروة العسلية ودون إرهاق مجتمع النحل. ودعا أزيكي إلى ضرورة حماية الثروة الطبيعية للمنطقة وللمغرب كله، وذلك عبر الاهتمام بالإنسان وثقافته ومعارفه المتعلقة بالتعامل مع الطبيعة. وكشف أن استنزاف الثروات الطبيعية والإخلال بذلك التوازن الذي حافظ عليه الأجداد للأحفاد، هو ما أدى إلى استفحال ظاهرة التغير المناخي وتدهور التنوع البيولوجي، مما أثر على المناحل في جبال درن باعتباره مصدر الثروة العسلية المتميزة للمغرب كله، والمتسمة بجودته وأصالته فعسل "تازوكنيت" معروف داخل المغرب وخارجه. وأكد إبراهيم الشتوي، رئيس جمعية تادارت إنزركي، أن منحلة انزركي الموجودة بجماعة أركانة باقليم تارودانت، تعود إلى بداية القرن 17، وتم تحديثها في 1850، وكادت أن تندثر أثناء فيضان 1990 ثم فيضان 1996 العنيفين، لكن بفضل برنامج ترميم المنحلة سنة 2005، عادت للاشتغال. وأضاف الشتوي أن المنحلة كانت تضم أكثر من 4000 خلية نحل، وكانت تنتج 25 ألف لتر من العسل سنويا، وتعرف وجود أزيد من 150 مليون نحلة، لذلك تعتبر أكبر منحلة تقليدية في العالم. وأوضح أن المنحلة مبنية من الخشب والطين والحجر، وتتكون من عدة طوابق، وتظهر على شكل أسطح، يضم كل سطح خانات تسمى "تزغاتين"، وفيها يوضع "الثول" خلايا النحل التقليدي، وتغلق الأطراف بقطعة خشبية دائرية تحمل علامة مربي النحل، وتختم بالطين، إلا فتحة صغيرة بحجم نحلة، وبعدما تمتلئ الأسطوانة، تفتح لجني العسل، ثم تغلق من جديد. وتصنف منحلة انزركي تراثا تاريخياً وثقافياً كأقدم مناحل إنتاج العسل بالطريقة التقليدية في العالم، لذلك صنفت في قائمة التراث اللامادي بمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو). عبد الجليل شاهي (أكادير)

تراث مغربي في دفاتر “إيسيسكو”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"إيريس" يعيد العالم إلى "كورونا"

عبد النبي الشراط...أحداث ومسارات

مقالات ذات صلة