أكاديمية محمد السادس… مشتل الأبطال

دعمت المنتخبات الوطنية بمواهب نادرة و170 لاعبا تخرجوا منها حتى الآن نجحت أكاديمية محمد السادس الدولية لكرة القدم في تكوين العديد من اللاعبين منذ إحداثها في 2008، نتيجة سياسة التكوين الناجعة، التي اعتمدتها في تطوير اللعبة كي تصل إلى العالمية. وفرضت النتائج المتواضعة للمنتخبات الوطنية في 20 سنة الماضية، إعادة النظر في كرة القدم الوطنية، وبشكل خاص في سياسة التكوين التي تنتهجها الأندية الوطنية، من أجل تقليص الفارق بين مستوى الكرة المغربية والكرة الإفريقية والعالمية، الشيء الذي كان وراء إحداث أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، بمبادرة جلالة الملك بغلاف مالي يناهز 140 مليون درهم وجرى تجهيزها، وفق معايير دولية، وتروم تأهيل الشباب من مستوى عال واعتماد نظام الدراسة قبل الكرة. تضاهي أكاديمية محمد السادس أفضل المؤسسات الرياضية على المستوى العالمي، إذ تصنف ضمن ال10 مراكز التكوين على الصعيد الأوربي والعالمي، وتتضمن قسمين أساسيين، يتعلق الأول بمدرسة التكوين، ويستفيد منها الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات و12 سنة، والثاني يخص التكوين ويستفيد منه اللاعبون الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 سنة، إذ أنه بعد سن 18 يكون اللاعب استوفى جميع مراحل التكوين الأولى، ليتم إلحاقه بالأندية التي تمارس على المستوى العالي وطنيا وأوربيا. وتضم الأكاديمية تجهيزات من مستوى عال، إذ أنها تزاوج بين التعليم الدراسي والرياضي، بل إنها تعطي للدراسة أكبر معامل (4)، مقارنة بالتكوين الرياضي (3)، وحسن السلوك المعاملة بمركز التكوين (3)، بما أنها تضم 10 قاعات مخصصة للدراسة ومختبرا لتدريس اللغات وقاعة للإعلاميات، إذ يستفيدون من تكوين أكاديمي وبيداغوجي تشرف عليه أطر متخصصة تابعة لوزارة التربية الوطنية. مواصفات عالمية تتوفر أكاديمية محمد السادس على مواصفات عالمية، وبنيات تحتية وتجهيزات رياضية من المستوى العالي، تجعل منها مؤسسة اجتماعية ورياضية بالدرجة الأولى، الشيء الذي يجعل الانضمام إليه حلما بالنسبة إلى لاعب يرغب في تطوير مهاراته الفنية والبدنية، لأجل بلوغ عالم الاحتراف. وتضم أكاديمية محمد السادس على فندق إقامة، يتكون من 30 غرفة مزدوجة، و4 غرف فردية، ومستودعين يتكونان من 16 و12 سريرا، وعلى مطعم يتسع ل 100 شخص، ومكان مخصص للطب الرياضي يتوفر على 4 مستودعات، وغرفة للعلاج الطبي وفضاء للترويض الرياضي، وحمامين للعلاج الطبيعي، وآخر للعلاج بالبخار، وبعض الفضاءات الخاصة بعلاجات أخرى، وقاعة لكمال الأجسام وتقوية العضلات، مع مساحة مخصصة لرياضات فنون الحرب، من أجل تقوية الجانب البدني للاعبين، طالما أن الكرة العالمية تعتمد على الإعداد البدني بشكل كبير. وتعتمد الأكاديمية نظاما علميا دقيقا، إذ أنها تفصل بين مدرسة كرة القدم، التي يستفيد منها أطفال بين 6 سنوات و12 سنة، وتتوفر على ملعبين لتقييم قدراتهم وانتقائهم، من أجل الدخول في تكوين معمق بإحدى القاعات قبل نقلهم إلى الأكاديمية، التي تتوفر على تسعة ملاعب، منها اثنان بعشب طبيعي، مثلهما بعشب اصطناعيي، وواحد طبيعي لتدريب الحراس متوسط الحجم، واثنين بعشب اصطناعي لمدرسة كرة القدم، وقاعة مغطاة بعشب اصطناعي، وملعب صغير لكرة القدم لسبعة لاعبين ضد سبعة، علما أن مسؤولي الأكاديمية عمدوا في الفترة الأخيرة إلى تجديد عشب جميع الملاعب، بتعاون مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. الاحتكاك بمدارس أوربية تنهج الأكاديمية سياسة الانفتاح على المدارس الأوربية من خلال المشاركة في دوريات دورية بالمغرب أو خارجه، كما هو الشأن بالنسبة إلى دوري أقل من 19 سنة، الذي عرف مشاركة فرق قوية مثل ريال مدريد وأتليتيكو مدريد وستاندار دولييج البلجيكي وإندهوفن الهولندي وفالنسيان وستراسبورغ الفرنسيين وعدد من الفرق الإفريقية. ولم يقتصر دور الأكاديمية على المشاركة في دوريات دولية فحسب، بقدر ما أحدثت بطولات وطنية بمشاركة جميع الفئات، من أجل صقل المواهب حتى تكون مؤهلة لتعزيز الأندية والمنتخبات الوطنية. ونجحت الأكاديمية في تعزيز المنتخبات الوطنية بلاعبين جيدين، بعدما أظهروا مستوى جيدا في مختلف البطولات الإفريقية، خصوصا في نهائيات كأس أمم إفريقيا ل17 سنة، بعدما خاض المنتخب الوطني لهذه الفئة المباراة النهائية، قبل أن يخسرها أمام نظيره السنغالي. مشتل المنتخبات جاءت نتائج المنتخبات الوطنية في السنوات الأخيرة إيجابية جدا، ما يؤكد أن الأكاديمية قدمت المنتظر منها، بعدما انضم عدد من مواهبها للمنتخب الوطني، مثل يوسف النصيري ونايف أكرد وعز الدين أوناحي، والحارس رضا التكناوتي وغيرهم، كما التحق عدد آخر بالمنتخب الأولمبي، وتألقوا معه في نهائيات كأس أمم إفريقيا، التي نظمت بالمغرب. 170 لاعبا خريج الأكاديمية بلغ عدد اللاعبين الذين تخرجوا من الأكاديمية إلى حدود الموسم الجاري، ما يناهز 170 لاعبا، لعبوا للعديد من الأندية الوطنية والأوربية، مثل برشلونة وريال سوصيداد وغرناطة وخيرونا وستراسبورغ ومارسيليا وأنجي ولوهافر ومونبوليي وغيرها من الأندية الأوربية المرموقة. وتختلف نسبة اللاعبين المدعوين لتمثيل المنتخبات الوطنية، باختلاف الفئة، إذ أن منتخب أقل من 17 سنة، ممثل بلاعبين من الأكاديمية بين 8 إلى عشرة لاعبين، ضمنهم ستة يلعبون رسميين، والفئات الأخرى لا تنزل النسبة عن 40 في المائة، وفي بعض الأحيان ترتفع إلى حدود 70 في المائة. عيسى الكامحي

أكاديمية محمد السادس… مشتل الأبطال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأمن ... حكامة وانفتاح

إجبارية العمل... مدخل للتهذيب والإصلاح

مقالات ذات صلة