مهرجانات السينما… إشعاع عالمي

العلوي قال إنها عناية خاصة لأصحاب الأفكار المميزة وتشريفا للفنانين قال الدكتور عزالعرب العلوي لمحارزي، مخرج سينمائي ومدير مهرجان الرباط الدولي للفيلم الوثائقي الإفريقي، إن السينما المغربية تلقى اهتماما واسعا ومتزايدا من الجانب الوطني الرسمي، وكذلك من قبل المهرجانات والملتقيات السينمائية الإقليمية والدولية. وأوضح العلوي أن الملك محمد السادس، ما فتئ يولي أهمية لهذا القطاع الحيوي، والذي يشكل قوة ناعمة، يمكنها أن تلعب دورا موازيا للدبلوماسية المغربية، وذك من خلال الرعاية الملكية التي تمنح للمهرجانات الوطنية، كما أن وجود جيل جديد طموح من السينمائيين المغاربة، حسب تعبيره، أعطى دفعة لهذا الفن انعكست على المشاركات المغربية في المحافل الدولية، سواء في المسابقات الرسمية، أو في لجن التحكيم. رعاية ملكية وأوضح العلوي أن الرعاية الملكية السامية للمهرجانات السينمائية الوطنية، تشكل اهتماما خاصا يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس للسينما المغربية، وعناية مميزة لأصحاب الأفكار المميزة وتشريفا للفنانين والمنظمين والمستشهرين والمهتمين بقطاع السينما والمهرجانات السينمائية الوطنية. وكشف أن الرعاية الملكية التي تنالها المهرجانات، هي التفاتة متميزة تسهل من الناحية العملية على المنظمين وعلى جميع المستشهرين، إعطاء دفعة قوية للمهرجانات، "وهي من الناحية المعنوية تحظى بقيمة أكبر وحضور أقوى، ويستطيع أن يصبح في مصاف المهرجانات ذات الصيت على المستوى المحلي والدولي". وتابع العلوي في حديث مع "الصباح" بالقول إن الرعاية الملكية للمهرجانات السينمائية، بمثابة تصنيف ثان للمهرجانات الجيدة، التي حظيت بثقة مولوية بعد أن أصبحت متميزة، مقارنة بالمهرجانات الأخرى، قبل أن يضيف أن "الرعاية الملكية السامية هي إذن مقياس ومعيار جودة، خاصة أن بعض المهرجانات السينمائية التي تراجع مستواها التنظيمي وضعُفت برمجتها، فقدت في ما بعد الرعاية الملكية الشرفية، وتم تجريدها منها"، حسب تعبيره. وتدل الموافقة الملكية قبل سنوات، على حد تأكيده، على تنظيم المهرجان الوطني للفيلم كل سنة، بدل كل سنتين، على الأولوية والمكانة والحظوة التي يمنحها جلالته للسينما المغربية. وأوضح أن المهرجانات السينمائية الوطنية الأخرى، والتي تناهز في مجموعها 64 مهرجانا سينمائيا مغربيا، صارت تتنافس وترفع من مستواها، كي ترتقي وتحظى بشرف الرعاية الملكية لها، لتكون ضمن مصاف المهرجانات المعترف بها، والحائزة على شرف الرعاية الملكية، خاصة تلك التي استطاعت العمل على وضع برمجة مميزة وتنظيم جيد وفقرات قيمة وإضافة نوعية كل عام تضمن نجاحها، وبالتالي تضمن استمرار الرعاية الملكية لها. في المحافل الدولية كشف عزالعرب العلوي، أن السينما المغربية أصبحت تحظى بمكانة بارزة، من خلال أعمال تضمن لها الوجود والحضور اللافت في المحافل والملتقيات السينمائية الدولية، فسنة بعد أخرى، توقع على وجودها من خلال مشاركة متميزة خارج المغرب، سواء في المهرجانات العربية أو العالمية، بأفلام تمكنت من الوصول للائحة الطويلة والقصيرة للأفلام المتبارية، ونيل جوائز مهمة وتنويها من لجن التحكيم والنقاد والمهتمين بقطاع السينما. وأوضح أنه بالرجوع إلى التاريخ، نجد أن المغرب نال، في فترة مبكرة ،جائزة مهمة في مهرجان عالمي يحتل مكانة مهمة على الخريطة السينمائية الدولية، إذ فاز فيلم "عطيل" خلال 1952 بالسعفة الذهبية في مهرجان "كان"، قبل أن يضيف "لعل وجود جيل من السينمائيين المغاربة اليوم، والذين تلقوا تكوينهم داخل وخارج المغرب، وتأثرهم بمدارس وتيارات سينمائية عالمية، قد أعطى دفعة قوية للسينما المغربية وأغناها وأنعشها وجعلها تحظى باهتمام من قبل منظمي المهرجانات عالميا، ودعوة مخرجين مغاربة للمشاركة ضمن المسابقات الرسمية، أو للعضوية ضمن لجن التحكيم". وأضاف العلوي أن أبرز ما مميز 2023، هو تألق أعمال مغربية في الدورة 76 لمهرجان"كان" الدولي، فقد اعتبرت المشاركة المغربية مشاركة متميزة واستثنائية، إذ حاز المخرج كمال لزرق جائزة لجنة التحكيم على فيلمه "عصابات"، كما لفتت المخرجة أسماء المدير الانتباه، وتركت بصمة مميزة من خلال فيلمها الروائي "كذب أبيض" الذي نال جائزة الإخراج. كما يوجد المغرب ضمن لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، وهي سابقة مهمة في تاريخ السينما المغربية، خطوة مهمة ستجعلها ترتقي عالميا، وستمنح مخرجين آخرين ومهتمين بالحقل السينمائي فرصة الحضور دوليا سواء في لجن التحكيم أو المسابقات الدولية، رغم الاعتبارات والمعايير التي تساهم في اختيار الأسماء أو الأفلام المشاركة. وتابع العلوي بالقول "هذه المشاركة تعطي لمحة على المكانة المهمة، التي أصبحت السينما المغربية تلقاها على الصعيد الوطني ومن قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس وبعض المؤسسات الرسمية المتخصصة". لكن رغم هذا التميز والحضور الاستثنائي هذه السنة، خاصة في مهرجانات دولية مثل مهرجان "كان"، إلا أن ذلك لا يجعلنا نعتبره معيارا مطلقا للحكم على الأعمال السينمائية الوطنية، أو على المخرجين المغاربة المتوجين، خاصة أن الأمر تحكمه، إضافة لاعتبارات معينة، ضخامة الميزانية المرصودة للتوزيع والإشهار، ما يجعل أعمالا سينمائية أخرى لا تلقى اهتماما ولا تصل لمحافل دولية، رغم جودتها وقيمتها فنيا وتقنيا وتيمة. إيمان رضيف

مهرجانات السينما… إشعاع عالمي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الفوسفاط يدخل المغرب النادي النووي

خرق للقانون يعمق متاعب المولودية

مقالات ذات صلة