المتاجرة بالحرب ضد الاستعمار

"الداء الجزائري"... فضيحة الحكام 4 خرافات يروجها النظام حول الجهاد ضد المستعمر أنتجت أرستقراطية المحاربين صدر عن الخبيرين الفرنسيين "جان لوي لوفي" و"بول طوليلا"، أخيرا، كتاب جديد حول الجزائر عن دار النشر "بوكان"، لينضاف إلى عدد من الكتب التي تناولت الوضع بالجزائر. ويأتي هذا الكتاب ثمرة مهمة رسمية كلف بها الكاتبان وألزمتهما الإقامة بالجزائر لمدة خمس سنوات ونصف السنة. وتقدم "الصباح"، عبر حلقات، أهم ما جاء في الكتاب من اختلالات النظام الجزائري والفضائح التي يتورط فيها حكام البلد. عبد الواحد كنفاوي يرى الكاتبان أن الخرافات التي يروجها النظام حول الحرب ضد الاستعمار، ساهمت في بروز أرستقراطية المحاربين، جعلت من الجيش مركز نظام لحكم الأقلية (أوليغارشية) محاط بكل أنواع الريع. وجعلت الطغمة الحاكمة من قادة الجيش من الجهاد ضد الاستعمار المصدر الرئيسي لشرعيتها والحفاظ على مصالحها ومواجهة مناوئيها. لكنها تعمل، في ظل السلط التي تخولها إياها صفة المجاهد ضد الاستعمار، على تشكيل دوائر مصلحية داخل أجهزة الدولة تتشكل من مسؤولين بمختلف الرتب والصلاحيات يجمعها بينهم نظام امتيازات وريع تتحكم فيه الطغمة الحاكمة، التي يمثل قادة الجيش نواتها. ويمثل نظام الريع والرشوة صمام الأمان بالنسبة إلى الأقلية الحاكمة، التي ترتبط بها السلطة التنفيذية والقضائية والتشريعية، ما يجعلها تتحكم في كل دواليب الدولة، من أدنى موظف إلى رئيس الجمهورية. وهكذا أصبح نظام الحكم يرتكز على الزبونية والولاءات. ويحرك قادة الجيش مكونات السلط الثلاث وفق مصالحهم، إذ يمكن التخلي عن بعض الحلقات وتتم التضحية بها، إذا أصبحت تشكل خطرا على المنظومة، لكن إذا تمت تنحية رأس المنظومة، فإن كل الدوائر التابعة له تتهاوى، وتنطلق حملة "التطهير" في صفوف الموالين له. وأوضح الكاتبان أن عملية تطهير هي بمثابة وسيلة يستعملها النظام العام لضمان استمرار هيمنته، ولا تمت إلى العدالة بشيء، مشيرين إلى الانقلاب الذي حصل بعد وفاة أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش الجزائري وأحد أعمدة النظام، الذي كان له دور في استقالة الرئيس بوتفليقة لإخماد الانتفاضة. ويشكك عدد من المتتبعين في موته المفاجئ، علما أنه أصبح الآمر الناهي بعد تنحية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وانطلقت حملة من الاعتقالات في صفوف دوائر النظام السابق، بعدما تقلد سعيد شنقريحة زمام الأمر، إذ تمت محاكمة عدد من الوزراء والسياسيين، بمن فيهم أخو الرئيس السابق سعيد بوتفليقة، الذي تم الحكم عليه بـ 12 سنة حبسا في قضايا فساد وإثراء غير شرعي. وهكذا، فمع زوال عبد العزيز بوتفليقة ونظامه، ومع توالي ملفات الفساد والمعطيات التي تم الكشف عنها خلال محاكمة الموالين له، أصبح من الضروري البحث عن رجل قوي، نظريا، بأن تكون له، بطبيعة الحال، صلة بطبقة أرستقراطية المحاربين، لتستمر منظومة الفساد، علما أنه عندما يسقط مركز السلطة، فإن نظام الولاءات والريع الذي أقامه يسقط معه، ليتم تشكيل دوائر أخرى وموالين جدد، داخل منظومة الفساد ذاتها. منظومة فاسدة المنظومة تستمر، والتغييرات تطول الأشخاص، فقط، والدوائر الموالية لهم، وسرعان ما يعاد إنتاج نظام ولاءات آخر مكانه. وأوضح الكاتبان أن هذه المنظومة تتشكل وفق دوائر متحدة المركز محيطة بالرجل القوي، الذي يتحكم في ولوجيات الريع، وتتشكل هذه الدوائر من أفراد العائلة والأصدقاء، والمعنيين في مناصب المسؤولية، والقرابة القبلية أو الجهوية.

المتاجرة بالحرب ضد الاستعمار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قاض عبري يطيح بمنتخبين

قرصنة حسابات ببرمجيات خبيثة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات