يعكس أصالة متوارثة جيلا تلو آخر يعتبر"الطرز الفاسي" من بين الحرف التقليدية العريقة، التي تشتهر بها فاس، ويعرف كذلك بطرز "الحساب" أو "طرز الغرزة". ويصنف "الطرز الفاسي" من الصناعات التقليدية العريقة، بل فن من الفنون التي تمارسها النساء منذ القدم وتوارثته أجيال عبر العصور، فالأم تلقنه إلى ابنتها أو تذهب بها إلى "دار المعلمة" لتتلقى المبادئ الأولية. ويعد "الطرز الفاسي" بمثابة فن، إذ لا يمكن للأسرة الفاسية الاستغناء عنه، بحيث كانت أغلب النساء تحترفه، إما لطرز الحاجيات الضرورية لها أو لبيتها أو لعائلتها أو لبيع القطع المطروزة، كما أنه في الوقت الراهن مازالت تحافظ على طقس اقتناء أفضل الأنواع منه أثناء الاستعداد للزواج. وتستعمل الحرفية المختصة في "الطرز الفاسي" وتعرف كذلك ب"المعلمة" خيوطا حريرية ذات ألوان متناسقة ومتدرجة أو لونين أو مجموعة ألوان مختلفة، كما تعتمد في تقنية الطرز على عملية حسابية لعدد "الغرزات" وتطابق الأشكال الهندسية المستوحاة من المربعات والمثلثات والمعينات. ويساعد تماثل الأشكال وتطابقها على الثوب في إبداع المرأة لقطع جذابة، مثل أفرشة السرير وأغطية الموائد والوسائد وحتى القفاطين المزينة به. وإذا كان "الطرز الفاسي"يستخدم أدوات يدوية بسيطة مثل "المرمة" والإبرة و"الحلقة"، فإنه يتطلب صبرا ودقة في التركيز والنظر وحيزا من الزمن للحصول على قطع مطروزة بدقة متناهية في الإبداع والجمالية. ومن خصائص "الطرز الفاسي" أن القطع، التي تبدعها أنامل الحرفيات يصعب التمييز فيها بين واجهة القطعة وخلفها، إذ لا توجد عقدة أو تشابك، ما يؤكد مهارتهن، كما أنهن غالبا ما يستعملن اللون الأزرق والأخضر والبني والأحمر. أ. ك