يكابد شباب تاوناتي لـ "تجهيز" منتزه بوراشد بكل ما يوفر شروط الاستجمام والهدوء والراحة لزوار يتوافدون عليه بعدد يتزايد تدريجيا، حالمين بالتفاتة رسمية لفضاء ممتد في قلب طبيعة ساحرة تفتن عاشقي السياحة الجبلية. لم يكتفوا بتسويقه افتراضيا والدعاية له في "سوشل ميديا"، بل رمموا طريقا ونصبوا خياما مريحة ولو كانت من قصب. يقع هذا المنتزه بتراب منطقة متيوة على بعد نحو 14 كيلومترا من تاونات. ويمكن الوصول إليه عبر الطريق الوطنية رقم 8 والانعراج يمينا عبر الطريق الجهوية رقم 510، ومنها إلى طريق متربة بمسافة أقصر. ولتسهيل ولوج زائره راجلا إليه وبحيرة الفريشة، فتح شباب في المنطقة طريقا صغيرة أعدوها بشكل ييسر العبور دون مخاطر أو تعب وخوف. ويضم مساحة مهمة ممتدة بين وادي اسرى وسد بوهودة، وما بينهما من مناظر طبيعية خلابة، وتحيط به غابة تحرسه. وتعد بحيرة الفريشة قلبه النابض يستهوي الزوار أكثر ممن عادة ما يوثق بعضهم مناظر جميلة محيطة بها، في صور متداولة أشبه بلوحات تشكيلية فاتنة قد يخالها الناظر مرسومة بريشة فنان مفتتن بجمال الأرض، وكل ما يسر العين والقلب. تتربع بحيرة الفريشة ويتخذها الزوار مجالا للاستجمام والسباحة، في قلب طبيعة عذراء، وعلى رأسها تاج الجمال. تتجمع بها مياه واد اسرى المتدفقة من واحدة من أعلى جبال منطقة كتامة، سيما مرتفعات بني خنوس وبني سادن، وتؤثثها رقع خضراء تزيدها الغابة المحيطة بحقينة سد بوهودة، جمالا في انتظار إطلاق مشاريع محفزة لسياحة مدفونة بين الجبال. شباب المنطقة تطوع لتجميل المنتزه، بشكل متواصل يوميا. ويختصره الشاب محمد الحمداني أو "ابن بطوطة تاونات" نسبة إلى رحلاته الاستكشافية لمناطق الإقليم ومحيطه، بقوله "التطوع ليس غريبا عنا، أجدادنا تطوعوا لبناء طريق الوحدة وأتموا بفتحها الوحدة الوطنية، فكيف لا نسير على خطاهم"، مؤكدا أن التفاتتهم "تكتب بخط عريض بمجلدات متيوة". منذ 5 سنوات وهم يواظبون كل سنة، على ذلك وبشكل ساهم في توفير الظروف المواتية لاستقبال زوار موقع مميز بتنوع غطائه النباتي والغابوي والحيواني ومياهه المتدفقة بين الجبال. لا يهمهم ربح ولا شكر ورضى أحد، بل لقناعتهم الراسخة بضرورة المساهمة قدر استطاعتهم، في التعريف بهذا المؤهل المحتاج لالتفاتة، كما غيره من المواقع السياحية بالإقليم. حميد الأبيض (فاس)