وجد آلاف التلاميذ حديثو الحصول على شهادة الباكلوريا، أنفسهم أمام واقع لا يحسدون عليه، في ما يتعلق باجتياز مباريات ولوج المدارس والمعاهد العليا، التي تعتمد الاستقطاب المحدود، إذ غاب التنسيق في ما بينها، وبرمجت المباريات في وقت واحد أو متقارب، ما فوت فرصة العمر على البعض. ولم تقف معاناة الطلبة الجدد عند برمجة الامتحانات في أوقات متزامنة، بل إن شرط التنقل إلى محور الرباط والدار البيضاء، حرم كثيرين من اجتياز مجموعة من المباريات، خاصة القاطنين بالمدن البعيدة، التي تقع في الجنوب والجنوب الشرقي والمدن الممتدة على جبال الأطلس، إذ يتطلب اجتياز إحدى المباريات، مصاريف كبيرة للتنقل والإقامة لأيام في المدينة، التي تقع فيها مدرسة معينة. وتعتمد جل المدارس العليا في المغرب، على امتحانين عوض امتحان واحد، ويتم إجراؤهما في تاريخين مختلفين، وهو ما يفرض على التلميذ التنقل إلى مدينة معينة، دون أن تكون له أدنى ضمانات بأن جهوده ستكلل بالنجاح في النهاية. ويعاني طلبة الأقاليم الجنوبية بجهاتها الثلاث في الالتحاق بالعاصمة الإدارية أو الاقتصادية لاجتياز المباريات، بسبب البعد وتكاليف السفر، التي يمكن أن تتجاوز 2000 درهم للمرة الواحدة، دون احتساب باقي المصاريف. ويواجه الصعوبات ذاتها، سكان مدن سوس أيضا، يضاف إليهم تلاميذ مدن الجنوب الشرقي، الأمر نفسه بالنسبة إلى سكان مدن الريف والأطلس، الذين لا يستفيدون من الفرص المتاحة على قدم المساواة مقارنة بزملائهم في المدن الكبرى والمحيطة بالمركز، إذ هناك من يراهن على مدرسة أو معهد واحد، ويسافر لاجتياز مباراته، وإذا فشل في المباراة يبحث عن بديل محلي قريب من سكناه. وإذا أراد التلميذ من الجهات والأقاليم المذكورة، أن يجتاز جميع المباريات، ويستفيد من الفرص ذاتها المتاحة لأبناء المركز، فإنه يحتاج إلى أموال باهظة من أجل السفر المتكرر، وهناك من يختار أن يقيم في فندق في الرباط طيلة فترة الصيف، لاستفادة أبنائه من فرصهم كاملة، لكن قلة قليلة من تتوفر على المال لذلك. عصام الناصيري