مازالت فرق مكافحة الحرائق بالجهة الشمالية تواصل مجهوداتها، برا وجوا، للسيطرة على حريق مهول، اندلع أول أمس (الاثنين)، بغابة جماعة "عين الحصن"، التابعة لإقليم تطوان، وتحاول جاهدة احتواءها ومنعها من التنقل والزحف نحو المداشر المجاورة والمناطق الآهلة بالسكان، مستعينة بأحدث الوسائل التقنية وطائرات متخصصة في إخماد الحرائق تابعة للقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي. وحسب معلومات توصلت بها "الصباح"، فإن الشرارة الأولى لحريق غابة "عين لحصن"، نشب، بعد منتصف نهار الاثنين، قرب الطريق الوطنية الرابطة بين طنجة وتطوان، وتزامن مع ظروف مناخية غير ملائمة تتمثل في موجة الحر الاستثنائي وهبوب رياح "الشرقي" القوية، التي ساعدت ضراوتها على انتشار اللهيب الحارق بسرعة فائقة، وساهمت في تعقيد مهمة فرق مكافحة الحرائق، التي كانت تتكون من الوقاية المدنية وعناصر تابعة للمياه والغابات والسلطات المحلية والإقليمية والقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والقوات المساعدة والإنعاش الوطني. ونظرا لخطورة الوضع، تمت الاستعانة بطائرة "الدرون" تابعة للوكالة الوطنية للمياه والغابات، من أجل رصد بؤر الحرائق وتحديد أولويات التدخلات الجوية والبرية، قبل أن تقوم طائرات من نوع "كنادير" تابعة للقوات الجوية، وطائرات أخرى من نوع "توربو تراش" تابعة للدرك الملكي، بطلعات مسترسلة لمحاصرة ألسنة النيران الملتهبة وتسهيل عملية تدخل الفرق البرية، المعززة بشاحنات صهريجية للإطفاء وسيارات التدخل السريع، وهو ما مكن من تأمين سلامة سكان الدواوير المجاورة لمنطقة الحريق بصفة شبه تامة. ورغم كل الجهود التي تبذلها السلطات العمومية للحد من خطورة هذا الحريق المرعب، فقد أتى على حوالي 17 هكتارا من الغطاء الغابوي، الذي يتشكل أساسا من الأصناف النباتية الثانوية وأشجار البلوط الفليني والعرعار، وهي حصيلة مؤقتة، إلا أن الحريق لم يخلف أي إصابات أو ضحايا أو أضرار في الممتلكات الخاصة بسكان المنطقة. وتناقل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع توثق الوضع بالمنطقة، وذكروا أنه بات "في غاية الخطورة" في ظل الصعوبات التي تواجهها فرق التدخل المكلفة بإخماد الحرائق، نظرا للظروف الطبيعة الاستثنائية ونوعية التضاريس الصعبة بالمنطقة، التي تعقد التدخلات البرية على وجه الخصوص، مشددين على ضرورة فتح تحقيق قضائي حول أسباب اندلاع هذا الحريق، ومتابعة كل المتورطين في هذه الجرائم. يذكر، أن الجهات المعنية لم تتأت لها معرفة الأسباب الحقيقية لاندلاع هذا الحريق، إذ ينتظر أن تفتح المصالح الأمنية تحقيقا في الموضوع لتحديد أسبابه وتفادي خسائر السنوات الماضية، التي خلفت ضياع مساحات غابوية شاسعة بمنطقة الشمال الغربي، وقدرت بمئات الهكتارات. المختار الرمشي )طنجة(