شكلت هوية جوهرة المحيط أكادير السياحية، صورة نمطية عن ارتباط المدينة بالسياحة الشاطئية فقط، بينما تزخر المنطقة بعشرات المواقع الخلفية للسياحية بمنطقة جبال إيموزار إداوتنان. ومن بين هذه المواقع الساحرة التي يمكن زيارتها صيفا، مغارة "وين تيمدوين" التي توصف ب"الجنة الباطنية"، إذ توجد بتراب جماعة إيضمن بإداو تنان بإقليم أكادير، التي تبعد عن المدينة بحوالي 70 كيلومترا، وتوجد على ارتفاع 1250 مترا. وتعتبر المغارة قطبا للسياحة الطبيعية الجذبة، وجنة هواة المغارات والكهوف والطبيعة، تستحق الزيارة، لما تختزنه في أعماق أحشائها الباطنية من بحيرات نادرة، يتغذى منها الحوض المائي الطبيعي الذي يتربع فوق مرتفع هضبة تاسروخت، وسط مرتفعات الأطلس الكبير، قبالة مناظر طبيعية ساحرة، وتطل مباشرة على حافة سحيقة وغابات "الأركان" بسلسلة من الجبال الأطلسية. وتتشكل المغارة من شبكة من الممرات تحت أرضية، عميقة ومتشعبة، وعدد من الجيوب المائية الرقراقة، على طول يناهز 20 كيلومترا من الأغوار والصواعد والنوازل التي تشكل لوحات فنية منقطعة النظير. وتعتبر مغارة "وين تيمدوين" الكلمة المركبة الأمازيغية، "وين" وهي صاحبة باللغة العربية، و"تمدوين" مفردها "تامدا" وتعني البحيرة. من أجمل مغارة في العالم وأطولها في إفريقيا الشمالية، وأجذبها للباحثين الأكاديميين من أنحاء العالم، ونخبة من السياح، والمغرمين بهوس الطبيعة، هذا فضلا عن أنها تستوطن بحيرة "تمروانت" وهي عبارة عن مجموعة من البحيرات العميقة والجميلة جدا بإبداعاتها التي نحتتها الطبيعة بشكل بديع. وتؤوي المغارة، حسب اكتشافات المستغورين العالميين، حوالي 21 نوعا من الخفافيش من أصل 33 صنفا يوجد في بلاد المغرب، وتستوطن بها أجناس حيوانية حصرية، منها القشريات، ومتساويات الأقدام، والخنافس، والحلزون، والعناكب بلا أصباغ ولا عيون. ويقدر عمر المغارة ب 33 ألف سنة، حسب تقاريرهم سنة 2008. وتؤوي أكبر واد تحت الأرض في إفريقيا، يتراوح صبيبها المائي ما بين 7 لترات إلى 9 في الثانية في الأيام العادية، بينما يصل أوقات الشتاء إلى أكثر من 3 أطنان في الثانية. وحسب المستغور الزناكي، فإن لـ"وين تمودين" ميزة تجمع بين خمس مغارات، كما تتميز باختلاف المشاهد الجيولوجية لصخورها، بشهادة المستغورين المحترفين العالميين. وتتميز بسمك الفرشاة ما بين سقف المغارة وسطح الأرض، إذ يبلغ 70 مترا، بينما يتراوح سطح المغارة وسقف الأرض ما بين 3 أمتار إلى 40 مترا. وتضم “القاعة الكبرى” التي تحتوي على شلال طوله 40 مترا، بها حياة باطنية. محمد إبراهمي (أكادير)