المربون يخسرون والمنتجون الكبار يرفعون السعر بـ 5 دراهم بين عشية وضحاها لم تعد أسعار الدواجن تستقر على حالها أكثر من أسبوع، إذ هناك أياد خفية تتحكم في العرض، وتغرق السوق أحيانا بكميات كبيرة تفوق احتياجاتها، ما يؤدي إلى تراجع كبير في الأسعار، والغريب أن هذه الأيادي الخفية قادرة على قطع الإمدادات حتى يرتفع السعر مجددا، كما هو الحال في الأيام الثلاثة الأخيرة. وبعد أن وصلت الأسعار إلى مستويات قياسية، استدعت تدخلا حكوميا، قبل أسابيع من الآن، عادت الأثمان إلى الانخفاض بصورة كبيرة، كبدت الفلاحين خسائر فادحة، خاصة المربين الصغار، إذ كانوا يضطرون لبيع سلعتهم بـ 9 دراهم فقط بالضيعات، رغم أن كلفة الإنتاج تتراوح ما بين 15 درهما و16، حسب نوعية الأعلاف المستعملة وغيرها. وأطلق المربون، الأسبوع الماضي، صرخة استغاثة، بسبب إغراق السوق بالدواجن، وتراجع أسعار البيع إلى مستويات منخفضة جدا كبدتهم خسائر مهمة، تصل إلى 5 دراهم في كل كيلوغرام. ولم تمر سوى أيام قليلة عن هذا الانخفاض، حتى عادت أسعار الدواجن في الارتفاع مرة أخرى، بعد التحكم في العرض، إذ أصبح ثمن البيع الحالي بالضيعات يتراوح ما بين 13 درهما و16، حسب المناطق والمدن، ويرتفع السعر بدرهمين أو درهم في أسواق الجملة، في حين أن البائع بالتقسيط يضيف بدوره ما بين 3 دراهم و6 حسب المنطقة التي يوجد فيها المحل. ويرتقب أن ترتفع الأسعار مرة أخرى إلى مستويات غير مسبوقة، خاصة أن الزيادة تراوحت ما بين 4 دراهم و5 في أسبوع واحد، ومن المتوقع أن تستمر الأسعار في الارتفاع في الأسابيع المقبلة، خاصة أن مجموعة من المربين سيخفضون الإنتاج، من أجل تعويض الخسائر، التي تكبدوها في الأسابيع الماضية. وحسب الأرقام التي ينشرها المهنيون كل يوم، فإن سعر البيع في الضيعة يختلف من منطقة إلى أخرى، إلا أن الارتفاع هو السمة المشتركة بينها، إذ بلغ سعر البيع عند الفلاح 16 درهما في مناطق مختلفة، من قبيل الناظور ووجدة والعيون ومنطقة سوس، في حين يصل في البيضاء والرباط إلى 14 درهما. ويشكو المربون من عدم استقرار الأسعار، بسبب المنتجين الكبار، الذين يستطيعون مضاعفة الإنتاج وإغراق السوق، الذي يخفض السعر، وهو ما ينعكس على المنتج الصغير والمتوسط، الذي يخسر استثماره، علما أن كلفة الإنتاج تصل إلى 15 درهما للكيلوغرام، في حين يضطر لبيعه بـ 9 دراهم أو 10، ما يهدد بابتلاع المنتجين الصغار، الذين ينتجون كميات صغيرة لا تقوى على منافسة الشركات الكبرى.