لا يحلو العيش في فصل الصيف إلا بالقرب من شلالات أوزود بأزيلال التي يمنح رذاذ مياهها دفئا، يفتقده المرء وسط أحياء تعيش تحت ضغط نفسي رهيب، لا يخفف منه إلا اقتناص لحظات بالقرب من شلالات يهدر ماؤها، ما يسعف النفوس المحاصرة بأوهام الحياة ومنغصاتها المتعددة. وتشد الأسر متوسطة الدخل الرحال، في فصل الصيف إلى مرافق المنتجع السياحي الذي يبقى بارقة أمل الملسوعين بغلاء المعيشة، وضغط الحياة وقلة ذات اليد، للاستمتاع بلحظات هاربة، برذاذ مياه الشلالات التي تقاوم أشعة الشمس التي ألهبت مرافق المنتجع، وأضرت بكميات المياه المتدفقة من أعلى الشلالات، إذ لا تخطئ عين الرائي أن كمياتها تراجعت بشكل مخيف، رغم تجميعها في الوادي بشكل يسمح لها كي تتدفق بانسياب، ويمنحها قوة توهم الزوار بتوفر كميات الماء للمنتجع الذي تتزايد أعداد زواره للاستمتاع بمناظره الطبيعية الخلابة. ويتأسف رشيد 34 سنة، ابن المنطقة، يعمل بين الفينة والأخرى مرشدا سياحيا بشكل غير قانوني، لعدم توفره على الوثائق الرسمية، على ما آلت إليه الأوضاع بشلالات أوزود التي خبا بريقها، حسب اعتقاده، رغم ما يبدو للمتتبعين من أوهام تزايد أعداد السياح المغاربة الذين يفضلون الاستمتاع بالمناطق الباردة القريبة من مياه الشلال. ويعلق مضيفا، أن السياح الأجانب، يفدون من مراكش في رحلات منظمة، مرفوقين بمرشدين قانونيين، يقدمون لهم خدمات مقابل مبالغ مالية، في حين أن المرشدين السياحيين من أبناء المنطقة وعددهم 70 مرشدا، يعيشون وضعا مهمشا، لعدم توفرهم على وثائق تسمح لهم بمزاولة مهمتهم، وبالتالي فإن أوضاع البطالة التي يعيشونها تؤثر على نفوسهم، سيما أن معظمهم شباب ويحتاجون إلى موارد مالية قارة لمساعدة أسرهم. تنتعش المطاعم والمحلات التجارية، قبل النزول عبر درج إلى أسفل الشلالات في مرحلة الذروة، بعد الإقبال الكبير على "طواجينها" اللذيذة، المطعمة بلحم الماعز، وبأثمان مقبولة ما يحرك عجلة اقتصاد محلي يتعثر على امتداد السنة، ويدر على الأسر مداخيل إضافية لمواجهة تكاليف الحياة. للاستفادة من الرواج الاقتصادي بالمنطقة، تفضل بعض الأسر وضع منازلها مؤقتا رهن إشارة الزوار للاستفادة من خدماتها، مقابل مبالغ مالية تنعش جيوب مالكيها الذين يستعينون بأشخاص لعرض مفاتيح المنازل على زوار المنتجع، واقتناص بعضهم. سعيد فالق (بني ملال)