السـادي الـوسـيـم

قتلة بدماء باردة 4 عاشت سطات على مدى سنتين على إيقاع جرائم بالتسلسل لمجرم استثنائي هم مجرمون تحولت معهم الجريمة من الصدفة إلى الاحتراف، وأضحوا «قتلة بدماء باردة»، تلذذوا في تعذيب ضحاياهم قبل الإجهاز عليهم. وبسبب كثرة الجرائم التي ارتكبوها، تولدت لديهم الرغبة في الاستمرار، وأصبحوا يرتكبون تلك البشاعة بشكل مسترسل لم يوقفه إلا اكتشاف أمرهم من قبل المصالح الأمنية، لكن القاسم المشترك بينهم يؤكد أن الطابع الإجرامي لم يكن وليد الصدفة، وكما قال «تشيزرى لومبروزو»، مؤسس نظرية «الرجل المجرم»... إن «الجاني إنسان بدائي يتميز بملامح خاصة توفرت فيه بالوراثة». كريمة مصلي لا يختلف سفاح سطات، عن سابقين من عاشقي الدماء والجنس، إذ كان يستهدف ضحاياه من النساء، وبعد أن يقضي وطره، يعمد إلى التخلص منهن، ودائما ما تكون للنشأة نصيب أكبر في السلوك الإجرامي للسفاح. ولد هشام في 1976 بعين الضربان في اقليم سطات. لم يعرف معنى لوجود الأب داخل الأسرة، بعد أن انفصل والداه قبيل ولادته، ما فرض عليه العيش رفقة والدته وشقيقه في كنف جده من الأم بمنزله بحي ميمونة بسطات. لم يكن يحب الدراسة وانقطع عنها باكرا في المستوى الخامس ليلج سوق الشغل الذي تعاطى فيه لمهن عدة، إلى غاية 2003 حيث قرر الرحيل إلى أكادير ومراكش للعمل في الميدان الفلاحي، ثم عاد إلى سطات ليعاود نشاطه في الاتجار في الملابس بسوق شعبي هناك، حيث كانت بداية سلوكه طريق الانحراف بالإدمان على شرب الخمر حتى كسدت تجارته، وابتعد عن رياضة كمال الأجسام والملاكمة اللتين كان يهواهما. شرع هشام في اعتراض الفتيات، إذ كانت تنتابه رغبة جنسية كلما شرب الخمر، وكانت البداية مع فتاة تعمل ممرضة اعترض سبيلها وهتك عرضها واستولى على حقيبتها، وهو الأمر الذي استطعمه، فقرر إعادة الكرة مع أخريات، لكن ليس بالشكل نفسه. ما بين فبراير 2007 ومارس 2008، عاشت سطات على إيقاع جرائم بالتسلسل لمجرم شغل الناس، بقصص اختلط فيها الواقعي بالمتخيل وتداولت فصولها الألسن وانتشرت كالنار في الهشيم. حصيلة سفاح سطات توقفت عند ثلاث فتيات قتلهن بسادية منقطعة النظير ووجدت جثثهن في أماكن متفرقة من المدينة، لكن الهوس الجماعي لسكان المدينة جراء هذا الكابوس، كان يصنع كل ليلة جريمة بأركان وأشكال مختلفة، جعلت الأهالي يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا على بناتهم. كانت البداية في فبراير 2007، مع جثة لشابة مواليد 1984 بسطات، خريجة لمعهد التكنولوجيا التطبيقية، تشتغل بأحد معامل برشيد. شكل الحدث صدمة في وسط معروف بأنه مسالم، خصوصا أن الضحية تنتمي إلى فئة العاملات اللاتي يحظين بالاحترام داخل المدينة، غير أن التأخر في القبض على الجاني فتح المجال أمام بداية تناسل الاستفسارات حول السر وراء عدم القدرة على فك خيوط الجريمة. لم يتمكن الأمن ساعتها من فك لغز تلك الجريمة في غياب أي دليل يمكن الوصول إليه. ومن غرائب الصدف أن الجاني اعتقل قبل يومين من اكتشاف الجثة على ذمة قضية أخرى وأدين فيها بسنة حبسا نافذا، ما أبعده عمليا عن دائرة الشك. بعد أسبوع من مغادرته السجن ارتكب جريمته الثانية والتي كانت في وقائعها ومسبباتها مماثلة للأولى، وهو ما غذى المخاوف والهواجس والتي أضحت تنهل من أساطير صنعها البعض، ومنحها الاكتشاف المتوالي لجثث دون القبض على الجاني أو الجناة قوة وقابلية للتصديق. في 11 مارس 2008، تم العثور على جثة فتاة ثالثة، بمكان شبيه بحفرة، محاط بالأشجار الكثيفة، خلف المنطقة الصناعية غرب طريق كيسر، بطريقة القتل نفسها بحيث تم خنقها بعد أن مارس عليها الجاني شذوذه وساديته وتركها جثة .

السـادي الـوسـيـم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شركات هربت أرباحا بـ 15 مليارا

احتجاز شرطي وتعذيبه وتصويره

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات