العروسي… صوت الجبل : “مرحبا باللي جا لعندنا” فتحت له باب الشهرة

وفد الفنان محمد العروسي على مدينة فاس واستقر بها في سبعينات القرن الماضي بعدما فتحت في وجهه آفاق التألق انطلاقا من الإذاعة الوطنية ومحطتها بفاس التي سجل بها عدة أغاني نسبة مهمة منها وطنية تغنت بالأمجاد. وفتح محلا بزقاق الحجر بالمدينة العتيقة، لاستقبال زبنائه وتوضيب المواعيد والتدريب، قبل امتداد إشعاعه لمساحة أوسع ويستدعى للمشاركة في تظاهرات وطنية. وانضم الفنان علي الكادي الملقب ب"علي التاوناتي"، في تلك الفترة إلى فرقته التي كانت تضم الفنانين عبد الرحيم الصنهاجي والمرحوم أحمد الوزاني والحيمدي والدريسية وفاطمة التازية التي اشتهرت بأدائها أغنية "صبري لله" التي أدتها شامة الزاز سابقا. وقضى نحو 4 سنوات رفقته قبل أن يستقل بذاته ويؤسس مجموعة خاصة به ما زالت قائمة إلى الآن رغم تغيير بعض عناصرها.وتوجت تلك المرحلة بأداء الفنان علي التاوناتي صاحب 6 أشرطة كاسيط تضم كل واحدة منها 8 أغان آخرها رائعته "الليلة وما أحلاها ليلة" التي بثت في القناة الثانية، وتوجد في السوق قبل أسابيع، أغنية "يا مجمع الصالحين" لمحمد العلمي وألحان الراحل محمد العروسي، رفقة أعضاء جوق إذاعة فاس الجهوية برئاسة عز الدين منتصر، قبل أن يتواصل تعاونهما قبل استقلاله بفرقته. ويؤكد علي أن بداية شهرته كانت بأدائه أغنية العروسي "مرحبا باللي جا لعندنا"، مفتخرا بذلك وبكونه والمرحوم كانا أول فناني العيطة الجبلية بالمنطقة ممن حازوا بطاقة الفنان المسلمة لهما من قبل وزارة الثقافة على عهد الوزيرة توريا جبران التي كان المرحوم أعلن غضبه من عدم زيارتها له بمستشفى بفاس أثناء تلقيه العلاج، على غرار مبادرتها اتجاه الممثل العالمي محمد مفتاح.ويؤكد علي التاوناتي، في حديثه عن تجربته مع المرحوم، أنه لحن لعدة فنانين وفنانات، لكنه نادرا ما كان يمنح أغانيه لغيره لأدائها اللهم من عدد قليل منها واحدة منها أداها بنفسه، إضافة إلى أغان أدتها الفنانة لطيفة مريانة زوجة عز الدين المنتصر، مشيرا إلى أن ذلك لا يعني أنه كان شحيحا حيال تلاميذه، بل كان "نعم الرجل في كرمه وتواضعه ونبل أخلاقه" "يحترم الجميع حتى خصومه". "العروسي إنسان لا مثيل له، لا يطمع في الآخر أو عرق الناس" يقول علي الذي يؤكد بكونه أول من أعطى انطلاقة "أعيوع" كشكل احتفالي لدى نساء القرية بجني المحصول قبل أن يدخل عليه بعض اللآلات الموسيقية خاصة الكمان، مشيرا إلى أن فترة تألق الراحل تزامنت مع بروز أسماء وازنة في العيطة الجبلية بمنطقة جبالة بالشمال من قبيل السريفي والكرفطي والمختار العروسي والخمسي.ويتذكر انبهار وتجاوب جمهور تاونات مع أدائه بحضور المرحوم العروسي، مقاطع من أعيوع خلال سهرة المدن المنظمة منتصف ثمانينات القرن الماضي أمام الباب الرئيسية لعمالة إقليم تاونات، مؤكدا أن ذلك وتحفيز المرحوم، شجعه على المضي في هذه الطريق موازاة مع إبداعه أغاني جبلية بتيمات مختلفة تراوحت بين إبداء العشق والحب للمرأة والطبيعة والوطن والتغني بالهجرة وغيرها. ويؤكد أن المرحوم محمد العروسي، الذي ولج عالم الفن من بابه الواسع ابتداء من سنة 1970 حتى أغنى الخزانة المغربية بعشرات الأغاني الجبلية الخالدة و"أصبح مرجعا مهما من مراجع الطرب الشعبي المغربي الأصيل"، كانت له فرقة خاصة يلجأ إليها عند تسجيل أي أغنية، عكس ما كان عليه الأمر بالنسبة للسهرات وإحياء الأعراس التي قد يتغير فيها أعضاء الفرقة بالكامل أو جزئيا. وباستثناء المرحوم مولاي أحمد العروسي شقيق "أيقونة الطرب الجبلي"، الذي ظل في فرقته طيلة نحو 48 سنة إلى أن وافته المنية قبل بروز وشهرة أبنائه الأربعة، فإن تشكيلة مجموعة العروسي كانت تتغير من حين إلى آخر، بل أبعد المرحوم بعض أعضاء فرقته لأسباب مختلفة بينهم واحد ل"تصرفات لم ترقه خلال جولة فنية رافقه فيها بإسبانيا وخلال مهرجان العيطة الجبلية بمدينة طنجة". ومن بين أعضاء جوق العروسي الذي لازموه في مراحل معينة ومهمة من مساره الفني، العازف محمد الخربي وعازف العود العربي السطي ابن منطقة مزكلدة، إضافة إلى البودالي وعبد الرحيم البقالي وضابط الإيقاع عبد النور وعبد القادر اليحياوي، قبل أن ينضم بوعلام إلى فرقته قبل سنوات قليلة خلت، ومرافقته له في جولة خارجية وخلال بث برنامج "مسار" على قناة دوزيم. ولعل من أشهر ما قدمه بوعلام بحضور العروسي، كشكولا غنائيا تغنى بأولياء وأقطاب الصوفي بمنطقة جبالة، قبل أكثر من سنة في فعاليات مهرجان الإمتاع والمؤانسة بسلا، إذ شارك فرقته العزف فيها عضوان من قيدومي فرقة العروسي بينهم البودالي والسطي عازفي العود، إضافة إلى عازف البانج عبد الرحيم دادون الذي أسس فرقة باسم المرحوم محمد العروسي، والحياني والمفضل. تلك الوصلة الغنائية رافقها أحمد بيعيش برقصات جميلة ب"الصينية" المملوءة بكؤوس الشاي المفعمة بالشاي، إحياء لتقليد قديم واكب العيطة الجبلية في مراحل مهمة منها، قبل أن يختفي أو يسير إلى ذلك كما "رقصة البارود" وأشكال إبداعية أخرى من قبيل "سونة"، ما يتطلب إعادة إحيائها، سيرا على نهج العروسي الذي يتنافس المتنافسون من أبناء جلدته، للظفر بحمل مشعله الذي لن يخبو. حميد الأبيض (فاس)

العروسي… صوت الجبل : “مرحبا باللي جا لعندنا” فتحت له باب الشهرة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المقاومون الشجعان : المقاوم عسو أوبسلام قاهر "الكلاويين"

حكــايــات اللاعـب "زاز" : كيود: وظفني الدليمي ليكافئني على مهمتي بالجزائر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات