واصل الطلبة المغاربة هيمنتهم على مدارس الهندسة الفرنسية، وأحكموا قبضتهم على مدرسة "البوليتكنيك" الشهيرة، والتي زودت المغرب على مر عقود بأهم "كوادر" الإدارة. وخصصت المدرسة هذه السنة 60 مقعدا للأجانب، وتمكن المغاربة من الفوز بثلثي المقاعد، بمعدل 41 مقعدا، بفارق كبير عن التونسيين، الذين حصلوا على 10 مقاعد، في حين باقي الجنسيات حصلت على مقعد أو مقعدين. ووفقا لنتائج مباريات الولوج التي نشرت حديثا، فإن المغاربة حصلوا على 41 مقعدا، يليهم التونسيون بـ 10 مقاعد، في حين التحق بالمدرسة جزائري واحد فقط، الأمر نفسه بالنسبة إلى الكونعو ولبنان والشيلي والصين ورومانيا ودول أخرى، التي حصلت جميعها على مقعد واحد. وأعادت هذه النتائج المحرزة إلى الأذهان، ما صرح به "جيل باجيس"، رئيس درجة الماجستير في الاحتمالات والتمويل في "البوليتكنيك"، التي تمنح الشهادة الأساسية للطلبة باعتبارهم "محللين كميين"، عندما قال إن "الطلبة المغاربة يسخرون من الطلاب الفرنسيين". وأضاف في مقال نشر قبل أشهر في المجلة الفرنسية الشهيرة "ماريان"، "أن نسبة كبيرة من المهندسين الماليين في مؤسسات مصرفية فرنسية هم مغاربة، ويشكلون في أقسام معينة نسبة تصل إلى 40 في المائة، وأثبتت التجربة أن ملاحظة واحدة تم التحقق منها في جميع أنحاء باريس، وهي أنهم مدربون جيدا في المدارس الثانوية والمدارس الإعدادية المغربية". وعندما تمت المقارنة مع التكوينات في الجارة الجزائر، أكد مقال المجلة الفرنسية، أنه "لا مجال للمقارنة". مشيرا إلى أن المغرب لديه سياسة تدريب هندسية ديناميكية مهمة وأن المردود مذهل. ورغم ما يشاع حول تراجع مستوى التكوين في فرنسا، وأنها لم تعد تستقطب كفاءات العالم، إلا أن المدرسة موضوع الحديث، تعد واحدة من أرقى المدارس التقنية المتخصصة في تكوين المهندسين على مستوى العالم، وجل الخريجين يعملون في فرنسا أو يسافرون إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث الفرص أكثر، كما أن جزءا كبيرا منهم يعود للعمل في الوزارات المغربية، أو المؤسسات العمومية، وغيرها من المناصب. عصام الناصيري