يعد المأوى السياحي الذي تحتضنه قرية الجنانات بجماعة بني بوفراح بإقليم الحسيمة، واحدا من أبرز الوجهات الصيفية للراغبين في الاستمتاع بالسياحة القروية، ومن أهم المواقع السياحية الإيكولوجية التي يزخر بها المنتزه الوطني للحسيمة، إذ يقصده زوار من داخل المغرب وخارجه. يتموقع هذا الفضاء، على بعد 50 كيلومترا من الحسيمة، مرورا بآيت قمرة والرواضي، في رحلة زمنية لأقل من أربعين دقيقة على متن السيارة. ويمزج هذا الفضاء بين الأجواء الريفية والقروية، كما يجمع بين عبق الماضي وروح الحاضر، حتى بات وجهة مثالية للباحثين عن الهدوء وعشاق الأماكن الطبيعية الجبلية والهواء النقي، كما يستجيب للراغبين في قضاء بعض الوقت للراحة، بعيدا عن ضوضاء المدينة في مكان ذي طابع جبلي في قلب الطبيعة. ويتيح لكل قاصد لهذه القرية فرصة زيارة مجموعة من المقومات التاريخية والطبيعية المعروفة، من قبيل "قلعة طوريس التاريخية" و"قصبة سنادة" وقلعة "أربعاء تاوريرت"، فضلا عن قربه من مجموعة من الشواطئ، كشاطئ "كلايريس" و" طوريس" وشاطئ "بادس" وشاطئ "ثقيث". يقع المأوى في قلب مساحات طبيعة غناء، إذ تعرف المنطقة باللوز والجوز والصبار والتين، تميزه هندسته المستوحاة من الطابع الريفي التقليدي المبني من الطين والأحجار، ما يجعله فضاء باردا في الصيف ودافئا في الشتاء. يوفر مأوى "الجنانات" لزواره العديد من الخدمات، ومن بين ما يجذب الزوار إليه، استمتاعهم بتناول وجبات محلية، مستوحاة من المطبخ الريفي خصوصا، والمغربي عموما، حيث تقدم شربة الشعير المكسر "الدشيشة" ودقيق الشعير والزيت "زانبو/زامبو" الذي يخلط بالتين المجفف أو ثمار الصبار، إلى جانب فطائر الشعير والقمح والكسكس، والكسكس المخلوط باللبن المعروف بـ "سايكوك"، إلى جانب الوجبات الدسمة المعدة من الدجاج البلدي والماعز وخرفان المنطقة. ولا يتوقف مأوى الجنانات على تقديم خدمتي الإيواء والإطعام فقط، بل يسعى لأن يساهم في الدينامية الاقتصادية للمنطقة، إذ يقترح على الزوار شريحة واسعة من المنتجات المجالية ومنتجات الصناعة التقليدية التي أبدعها الحرفيون المحليون المهرة. وزين الفضاء الداخلي للمأوى بألوان زاهية، تزيدها الأزهار والورود جمالا ورونقا، كما زينت حجراته الداخلية بقطع تاريخية تقليدية الصنع، كبعض الألبسة التقليدية للرجال والنساء، والأواني القديمة، والقناديل و"شاشيات الريف"، وسلال القصب. جمال الفكيكي (الحسيمة)