النصب على مريضة بالسرطان

تعرض العشرات من القضايا على مختلف محاكم المملكة، "أبطالها" مجرمون ارتكبوا جرائم نصب واستغلال جنسي واغتصاب وسرقة وغيرها من الجرائم، تحت غطاء الرقية الشرعية. وبإقليم اليوسفية، أثيرت نهاية السنة الماضية، فضيحة مدوية بطلها راق شرعي، استغل مريضة بالسرطان، كانت تتلقى حصصا للعلاج النفسي بآسفي. وكشفت الأبحاث التي أجرتها الشرطة القضائية المحلية للمنطقة الأمنية باليوسفية، عن تعرض الضحية التي توفيت نتيجة مضاعفات إصابتها بمرض السرطان، للاستغلال والنصب بعد وفاتها من قبل "الراقي" الشرعي. واستنادا إلى محضر الضابطة القضائية، فإن الأمر يتعلق بشكاية تقدم بها أخو الضحية بالكفالة، إلى النيابة العامة في مواجهة راق يتحدر من آسفي، يفيد فيها أن الأخير، كان يتوفر على بطاقتين بنكيتين تعودان لشقيقته التي كانت مصابة بداء السرطان، والتي كانت تطلق نداءات من أجل العلاج المجاني للمرضى، ما أكسبها تعاطفا عارما من قبل مواطنين مغاربة وأجانب، وأنه يوم وفاتها، عمد الراقي الذي يتوفر على القن السري للبطاقتين، إلى سحب مبالغ مالية من حساب أخته، بالإضافة إلى سحب مبالغ أخرى بعد وفاتها بأيام عديدة. وتم الاستماع إلى المشتكي في محضر رسمي، أكد من خلاله جميع ما تضمنته شكايته، ليتم بعده الاستماع إلى الراقي المذكور، الذي أكد في معرض تصريحاته، أنه بالفعل قام بسحب مبالغ مالية من حسابين بنكيين للضحية، قبل وبعد وفاتها، مضيفا، أنه كان يحتفظ ببطاقتي شباك أوتوماتيكيتين، الأولى مسحوبة عن وكالة بنكية بآسفي، والثانية مسحوبة من وكالة بنكية بمراكش. وأكد المشتبه فيه، أنه تعرف على الهالكة، بعدما كانت تزوره بمقره بآسفي، من أجل الاستفادة من حصص للرقية الشرعية، وتبين له من خلال ذلك أنها مصابة بمس وبدأ مرحلة العلاج معها على غرار زبنائه، زيادة على أنها ونتيجة فحوصات تبين بأنها مصابة بمرض سرطان الثدي وأنها في مرحلة متقدمة، وبأنها كانت تلح عليه تخصيص حصص للرقية الشرعية لأجل العامل النفسي. وكشف المشتبه فيه، أن علاقته بالضحية توطدت كثيرا، وصار يرافقها، في حصص العلاج الكيميائي لتلبية متطلباتها ونقلها لأجل العلاج برفقة أختها، كما أنه نظرا للظروف النفسية والجسدية التي تمر منها الهالكة، فقد تقدم لخطبتها ليكون لها سندا في ظروفها، وكان أمله أن تتحسن حالتها الصحية. وأكد المشتبه فيه نفسه، خلال تصريحاته المضمنة في محاضر الشرطة القضائية، أن الهالكة، وبحكم الثقة التي صارت بينهما، مدته ببطاقتها البنكية الخاصة بآسفي، وكان يتوفر على قنها السري، وأن المتوفية توصلت بتبرعات محسنين، وأنه لم يسبق له أن سحب من هذا الحساب أي مبلغ مالي إبان حياتها، أما بخصوص البطاقة البنكية بمدينة مراكش، فقد حصل عليها من طرف أخت الهالكة وكانت الفقيدة ساعتها في حالة صحية متدهورة ولا تقوى على الحركة وأمدته أيضا بقنها السري، لأجل تسديد فواتير المصحة وبقيت بحوزته إلى أن توفيت. وبخصوص سحبه لمبلغ 60 ألف درهم من الحسابين البنكيين للضحية، ستة أيام بعد وفاتها، أكد أن الضحية تركت له وصية شفوية من أجل التبرع بمبالغ من حسابها البنكي، وأنه كان مسافرا خارج أرض الوطن، ما جعله يستعجل صرف تلك المبالغ المالية في أعمال خيرية. وتم التوصل إلى الأم البيولوجية للضحية، والاستماع إليها، غير أنها تنازلت عن متابعة المعني بالأمر. وأمرت النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية باليوسفية، بإيداع المشتبه فيه، رهن الاعتقال الاحتياطي، من أجل جنح السرقة والنصب باستغلال ملك الغير للحصول على منفعة مالية والتدليس، وأحيل على الغرفة الجنحية التلبسية التي قضت بإدانته، من أجل المنسوب إليه، بالحبس والغرامة. محمد العوال (آسفي)

النصب على مريضة بالسرطان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مهرجان تيفلت يهدد بطمة

حوارات صاخبة مع الجن

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات