دعاه إلى تحسين أوضاع المواطنين واعتبر تعديل مدونة الأسرة شأنا جماعيا هاجم محمد أوزين، أمين عام الحركة الشعبية، عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، واصفا حديثه عن تغيير تاريخ الأمة، بـ "الترهات"، منتقدا تماطله في تقديم أرضية مضبوطة لنقاش مستجدات مدونة الأسرة. وقال أوزين "إن وزير العدل سبق أن صرح أنه يريد تغيير تاريخ أمة، و"ها العار"، الاشتغال بجد لتغيير أوضاع المواطنين نحو الأفضل وهم يكتوون بنار غلاء الأسعار". وأوضح أمين عام حزب "السنبلة" في كلمة توجيهية خلال انعقاد الدورة 14 للجامعة الشعبية لأكاديمية لحسن اليوسي، التي اختارت مناقشة تعديل مدونة الأسرة بين الكونية والنصوص القانونية"، الجمعة الماضي، أن تصريح الوزير غير مقبول بخلط تعديل مدونة الأسرة بتاريخ أمة. وانتقد أمين عام الحركة الشعبية، تماطل الحكومة في تقديم أرضية حول مستجدات مدونة الأسرة لمناقشتها بكل هدوء، لأنها إشكالية تهم المغاربة قاطبة، ولا تخضع لمنطق الأغلبية أو المعارضة، كما أنها تتطلب فقط تحيين بعض النواقص التي تهم 30 في المائة من محتوى مدونة الأسرة الحالية، لأن 70 في المائة منها لا تتضمن أي خلاف بشأنها. وتساءل أوزين عن الأرقام الصادمة والمخيفة لحالات الطلاق التي وصلت إلى 27 ألف حالة خلال 2022، وتزويج القاصرات، الذي اعتبره "اغتصابا للطفلات"، فضلا عن حالات العنف الأسري. وأشار المتحدث نفسه أن 56 في المائة من ربات البيوت تعرضن للعنف من قبل أزواجهن، معتبرا أن العنف الجسدي والجنسي ضد المرأة مكلف ماديا ونفسيا. واستشهد المسؤول الحزبي بمضمون الرسالة الملكية إلى المشاركين في الندوة المنظمة من قبل مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بمراكش، والتي أكد فيها مسؤولية علماء الدين التي ازدادت في هذا العصر لتبليغ دين الله وحسن تنزيل مقاصده، ضدا على أبواق رجعية. وقال أوزين، إن اللقاء الحالي ليس لإعطاء الدروس، بل للإنصات لجميع الفئات، لأن موضوع الأسرة المغربية يهم الجميع، من أجل تحقيق التراكم العلمي الإيجابي. ومن جهته، قال إدريس السنتيسي، رئيس فريق الحركة الشعبية بمجلس النواب، إن الخطاب الملكي الذي نادى بضرورة تعديل مدونة الأسرة، هو المرجع الأساسي والأولي لأي مبادرة في هذا الشأن. ودعا المتحدث نفسه إلى تعديل مدونة الأسرة لتواكب تطورات المجتمع وفلسفة دستور المملكة وفق منظور مؤطر بمقاصد الشريعة الإسلامية وبجرعة من الجرأة والانفتاح بالمشروط بقيم المغاربة القائمة على الوسطية والاعتدال. وأكد المتحدث نفسه أن المغاربة يريدون مدونة أسرة تبني أسس مجتمع آمن ومستقر، يحقق التوازن بين مقاصد الشريعة والقيم والمبادئ الكونية، عبر إقرار توازن يحفظ حقوق الرجل والمرأة والأطفال، داعيا إلى تفادي التعصب في النقاش وبحث الحلول الواقعية للمشاكل القائمة في الأسر. أحمد الأرقام