شهادة “الباك”… وماذا بعد؟

غياب التوجيه ومعاناة الآباء والتلاميذ واستنزاف لـ"أدمغة المستقبل" "شهادة باكلوريا ها هي... ومن بعد؟" سؤال يردده الآباء والتلاميذ على حد سواء، عندما يجدون أنفسهم أمام حيرة الاختيار، في غياب توجيه حقيقي، فمرحلة "ما بعد الباكلوريا" أشد معاناة من الحصول على الشهادة. تكشف مرحلة "ما بعد الباكلوريا" عن خلل النظام التعليمي، حسب أحد الآباء، الذي يؤكد أنه في الوقت الذي تحاول عدد من المعاهد ذات الاستقطاب المحدود أن تحصر عدد المترشحين عن طريق الترشيح القبلي، فإن ذلك لا يحد من حيرتهم لأن جلهم يكون قد ترشح لمجموعة من المعاهد أو كلها، ف"هاجس التلاميذ ليس ما يرغبون فيه، لكن ما يتمكنون من الحصول عليه في عملية للتدافع تؤثر كثيرا على هامش اختياراتهم". ويجد الآباء والتلاميذ أنفسهم في دوامة لا تنتهي، ف"ما بعد الشهادة" أصبحت شبحا للأسر، خاصة مع الفرق الشاسع بين ما يوفره التعليم العالي في شقه المحدود، أو المفتوح، مقارنة مع أعداد الحاصلين على شهادة الباكلوريا الذين ترتفع نسبتهم سنة بعد أخرى، وسيجد من لم يحالفهم الحظ أو ذوو المعدلات المتوسطة أنفسهم في جامعات مفتوحة تتميز بالاكتظاظ، فهي الملاذ الأخير بالنسبة إلى الطالب، وبالتالي يتم ضرب نظريات التوجيه بعرض الحائط، التي تقول بضرورة التوفيق بين قدرات التلاميذ ورغباتهم في ظل بنية تعليم عال لا تسعف على تحقيق هذا الهدف. وقال أحد الأساتذة "لكم أن تتصوروا حجم الإحباط لتلميذ حاصل على معدل جيد في البكالوريا لا يستطيع أن يحقق مشروعه الشخصي الذي حلم به وخطط له منذ سنوات والذي يكمن في الولوج إلى تعليم عال يؤهله للمهنة، أو الوظيفة التي يرى نفسه فيها ويكتفي بالتسجيل بسلك لا يرغب فيه، وحتى الشهادة والمعدل اللذان تعب للحصول عليهما لا تتجاوز مدة صلاحيتهما سنة واحدة". ويجمع عدد من المهتمين بالشأن التربوي أن العرض، الذي تقدمه المعاهد ذات الاستقطاب المحدود، يعتبر شحيحا بالمقارنة مع عدد التلاميذ، الذين لديهم المؤهلات والرغبة لولوجها ومبرر كلفة إنشاء معاهد من قبيل التجارة والتسيير أو كليات الطب أو الهندسة مردود عليه، لأن لا شيء يبرر إجهاض حلم تلميذ. ومما يزيد من المعاناة، ضيق الفسحة الزمنية الفاصلة بين مواعيد إجراء المباريات، والتي لا تتعدى يوما أو يومين في أحسن الأحوال، فكيف سيكون عليه مثلا حال تلميذ ينتمي لجهة في الشرق أو الجنوب، تؤهله نتائجه لاجتياز مباريات متتابعة زمنيا بكل من طنجة ووجدة والرباط وفاس ومكناس ومراكش؟ حتما سيكون للإرهاق الناتج عن طول المسافة المقطوعة وظروف التنقل والمبيت وضيق الفاصل الزمني بين مواعيد المباريات تأثير حاسم على حظوظ هذا المرشح مقارنة بمرشحين آخرين. ولأن المغرب فشل في منظومته التعليمية، فلا بأس من الاستعانة بتجارب دول ناجحة، ومنها "التجربة السويسرية"، التي جعلتها تحتل الرتبة الثانية في جودة التعليم الجامعي عالميا، والرتبة الأولى في المنشورات العلمية، كما تضم أكبر عدد من المبدعين الحائزين على جوائز "نوبل"، بالنسبة إلى عدد السكان، وتعتبر سويسرا من أكثر الدول إنفاقا على التعليم، ولديها نظام متطور ومتنوع وممتع يعكس التنوع اللغوي، والثقافي والتاريخي لديها، وهو مبني على تناغم معقد بين الاتحاد السويسري والأقاليم والبلديات. خالد العطاوي

شهادة “الباك”… وماذا بعد؟

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فوضى بعد الحكم في ملف شبكة الفيء

إدانة سارق الدراجات بالجديدة

مقالات ذات صلة